ميكروبيومات الأمهات تبني أدمغة الأطفال داخل الرحم!

المشرف: سعاد نيسان

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 56060
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

ميكروبيومات الأمهات تبني أدمغة الأطفال داخل الرحم!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

توصلت دراسة حديثة إلى أن ميكربيوم الأمعاء لدى الأمهات له دور كبير في تشكيل أدمغة أجنتهن حتى قبل الولادة. لذلك ينصحهن خبراء الصحة بأن يحافظن على توازن صحي لميكروبيا الأمعاء قبل الحمل وخلاله. وركزت الدراسة على النواة الوطائية المجاورة للبطين في منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة معروفة بارتباطها بالاستجابة للتوتر والسلوك الاجتماعي.
جورجيا (الولايات المتحدة) ـ ينصح خبراء الصحة الأمهات بأن يحافظن على توازن صحي لميكروبيا الأمعاء قبل الحمل وخلاله، مع مراقبة نفاذية الأمعاء والحاجز الدموي الدماغي، وتقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، مما قد يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المستقبلية لدى الطفل.
وتعد اضطرابات ميكروبيا الأمعاء لدى الأم من العوامل الحاسمة في تحديد الصحة العصبية والنمائية للجنين، وقد تؤثر على الاضطرابات العصبية التنموية والمشاكل السلوكية والقدرة على التواصل الاجتماعي.
وتتفق هذه النصائح مع ما توصلت إليه دراسة أميركية حديثة كشفت أن هذه الكائنات المجهرية لها دور كبير في تشكيل أدمغة الأطفال حتى قبل الولادة. وتعد الكائنات الدقيقة في الجسم محرّكا أساسيا للعديد من العمليات البيولوجية.
اضطرابات ميكروبيا الأمعاء لدى الأم من العوامل الحاسمة في تحديد الصحة العصبية والنمائية للجنين
وقام باحثون في جامعة جورجيا ستيت بدراسة فئران حديثة الولادة معدلة وراثيا لتنمو في بيئة معقمة خالية تماما من الميكروبات. وتم نقل البعض من هذه الفئران فور ولادتها إلى أمهات يحمل ميكروبيوما طبيعيا، ما سمح بنقل الميكروبات إليها بسرعة. وأتاحت هذه الطريقة للباحثين تحديد اللحظة الدقيقة التي تبدأ فيها الميكروبات بالتأثير على تطور الدماغ.
وركزت الدراسة على النواة الوطائية المجاورة للبطين في منطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة معروفة بارتباطها بالاستجابة للتوتر والسلوك الاجتماعي، والمعروف سابقا أن نشاط الميكروبات يؤثر عليها لاحقا في حياة الفئران.
وقالت عالمة الأعصاب السلوكية ألكسندرا كاستيلو رويز عند الولادة، تبدأ الميكروبات في استعمار جسم المولود أثناء مروره عبر قناة الولادة. وتتزامن الولادة مع أحداث تطورية بالغة الأهمية تشكل الدماغ. أردنا الاستكشاف العميق لكيفية تأثير وصول هذه الميكروبات على تطور الدماغ.
وعندما كانت الفئران المعقمة بعمر بضعة أيام فقط، لاحظ الباحثون وجود عدد أقل من الخلايا العصبية في منطقة النواة المجاورة للبطين لديها، حتى بعد نقل الميكروبات إليها بعد الولادة. ويشير هذا إلى أن التغييرات التي تسببها هذه الكائنات الدقيقة تحدث بالفعل داخل الرحم أثناء التطور الجنيني.
ولهذه التعديلات العصبية تأثيرات طويلة الأمد أيضا: فقد وجد الباحثون أن منطقة النواة المجاورة للبطين ظلت تحتوي على عدد أقل من الخلايا العصبية في الفئران البالغة التي تمت تربيتها في بيئة معقمة، على الرغم من أن تجربة التبني المتبادل (نقل الميكروبات) لم تستمر حتى مرحلة البلوغ (نحو 8 أسابيع).
ولا تزال التفاصيل الدقيقة لهذه العلاقة تحتاج إلى المزيد من البحث والتعمق، لكن الاستنتاج الرئيسي هو أن الميكروبات، وتحديدا التركيبة الميكروبية في أمعاء الأم، يمكن أن تلعب دورا ملحوظا في التطور الدماغي لنسلها. وأضافت كاستيلو-رويز، أنه بدلا من تجنب ميكروباتنا، يجب أن نعترف بها كشريك أساسي في التطور المبكر للحياة، مردفة إنها تساعد في بناء أدمغتنا منذ البداية جدا.
وعلى الرغم من أن هذا قد تم إثباته في نماذج الفئران فقط حتى الآن، إلا أن هناك تشابها بيولوجيا كافيا بين الفئران والبشر ما يرجح أن ميكروبات الأمهات تشكل أدمغة أبنائهن أيضا قبل أن يولدوا.
ويؤكد الخبراء أن من الأسباب التي تجعل هذا الأمر مهما هو أن بعض الممارسات الشائعة مثل الولادة القيصرية واستخدام المضادات الحيوية في وقت الولادة، معروفة بتعطيلها لأنواع معينة من النشاط الميكروبي، ما قد يؤثر بدوره على صحة حديثي الولادة.
وعلى وجه التحديد، قد يؤدي هذا، وفق الخبراء، إلى تغييرات في الاستجابة للتوتر والسلوك الاجتماعي، وهي استجابة تتحكم فيها منطقة النواة المجاورة للبطين في الدماغ، على الرغم أنه من المبكر جدا استخلاص استنتاجات قاطعة.
وتتمثل الخطوة التالية الواضحة في التحقيق في كيفية تعديل ميكروبيوم الأمهات الحوامل. فقد ربطت أبحاث سابقة بالفعل بين ميكروبات الأمعاء هذه والتغيرات في النظام الغذائي، وأنماط النوم وتناول الكحول والصحة العامة.
وقالت كاستيلو-رويز تظهر دراستنا أن الميكروبات تلعب دورا مهما في تشكيل منطقة الدماغ التي تعد مهمة للوظائف الجسدية والسلوك الاجتماعي. إضافة إلى ذلك، تشير دراستنا إلى أن التأثيرات الميكروبية تبدأ في الرحم من خلال إشارات صادرة عن ميكروبات الأم.
ويعد الميكربيوم البشري موطنًا لتريليونات من الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفايروسات والفطريات. وتعيش هذه الكائنات في أجسامنا، وخاصة في الجهاز الهضمي. كما تعتبر ميكربيوم الأمعاء مفتاحًا للعديد من وظائف الجسم، مثل تحليل الطعام، وصنع الفيتامينات، والحفاظ على مستويات السكر في الدم، كما أنها تحارب الجراثيم الضارة :manqol: .
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منـــتدى صحتـــــك بالـــدنـــيا“