ويشكل نقص الوعي والمعرفة بأمراض العيون الشائعة، وخاصة تلك التي تسبب ضعف البصر، تحديا طبيا على المستوى الوطني.
وتتزايد حالات الإصابة بضعف البصر وهو شكل من أشكال فقدان البصر الذي يتداخل مع الأنشطة الحياتية اليومية للفرد و 80 في المئة من هذه الحالات يمكن الوقاية منها وتجنبها في حالة توفر العلاج المناسب. والسببان الرئيسيان للإصابة هما الأخطاء الانكسارية وإعتام عدسة العين.
وفي مقال علمي للدكتور عبدالله بن سعيد المجيني استشاري أول طب وجراحة العيون، بعنوان: المعرفة والمواقف والممارسات المتعلقة بأمراض العيون الشائعة بين السكان العمانيين: إلى أي مدى وصلنا، تبين أن ضعف البصر يمكن تصنيفه بشكل أساسي إلى قسمين بناء على حدة البصر لدى المريض ومجاله البصري: ضعف البصر المعتدل، والعمى القانوني، وعلى الرغم من أن هناك مسببات مختلفة قد تسهم في ضعف البصر، إلا أن الأسباب الرئيسية هي الأخطاء الانكسارية غير المصححة التي تمثل نسبة 43في المئة، يليها إعتام عدسة العين بنسبة 33 في المئة، والزرق بنسبة 2في المئة، ومع ذلك، فإنه من بين قرابة 1.3 مليار شخص يعيشون مع شكل من أشكال ضعف البصر، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، ويمكن الوقاية من 80في المئة من الحالات أو حتى تجنبها نتيجة لتوفر العلاج المناسب.
أكثر من 2.2 مليار شخص يعانون من ضعف البصر، بينهم ما لا يقل عن مليار حالة كان بالإمكان الوقاية منها أو علاجها عبر التدخل المبكر
وأشار المقال الذي نشرته “مجلة عمان الطبية” التابعة للمجلس العماني للاختصاصات الطبية، إلى أن العديد من الدراسات بحثت العوامل المرتبطة بالوعي بأمراض العيون، مبينا أن هناك ثلاثة عوامل يمكن أن تعزى إلى انخفاض الوعي بشأن أمراض العيون الشائعة، وهي زيادة العمر، ونقص التعليم، وانخفاض الوضع الاجتماعي والاقتصادي،في حين تعد العوامل الأخرى من صغر العمر والجنس الأنثوي ومستوى التعليم الأعلى من التعليم الرسمي وزيارات المتابعة لأخصائي العيون، منبئات مهمة لمعرفة الحالات الشائعة المتعلقة بالعين.
وبين الدكتور المجيني أنه في العديد من البلدان النامية، هناك مستويات منخفضة من المعرفة لدى عامة السكان بمشاكل العين الشائعة التي تؤدي إلى ضعف البصر، وقد يعزى ذلك إلى قلة المعلومات المتوفرة حول الموضوع، خاصة في ظل قلة الدراسات المنشورة التي تسلط الضوء على هذه المشكلة في هذه الدول، وفي سلطنة عمان، تم نشر ثلاث دراسات حول الانتشار المجتمعي في السنوات الأخيرة؛ وخلص تحليل هذه الدراسات، إلى أن العدد المتوقع للعمانيين المصابين بالعمى سيزداد بمرور الوقت، ومن المحتمل أن يصل إلى 165 ألف بحلول عام 2050.
وسجلت دراسة تجريبية لتحديد مستويات المعرفة والمواقف فيما يتعلق بأمراض العيون الشائعة والرضا عن خدمات طب العيون في سلطنة عمال ارتفاعا في معدلات عدم الامتثال للعلاج الطبي بين مرضى الجلوكوما في سلطنة عمان بسبب ضعف المعرفة والمواقف والممارسات فيما يتعلق بالمرض. وفي السياق ذاته، أجريت دراسة مقطعية على 750 شخصًا مصابًا بالسكري من سبع ولايات في سلطنة عمان أظهرت أن المعرفة بمضاعفات العين والرعاية كانت مرضية بين هذه المجموعة، ومع ذلك، كانت مواقف المرضى وممارساتهم دون المستوى وتتطلب التحسين.
كما ذكر المقال العلمي، أنه في الآونة الأخيرة، أظهرت دراسة تجريبية غير منشورة أجريت في عيادة طب الأسرة والمجتمع في مستشفى جامعة السلطان قابوس في مسقط مستويات معتدلة من الوعي بأمراض العيون الشائعة بين 200 مشارك، بما في ذلك إعتام عدسة العين، والزرق، واعتلال الشبكية السكري، والضمور البقعي المرتبط بالعمر. والمثير للدهشة أن 96 في المئة من المشاركين أبدوا مواقف إيجابية تجاه مفهوم إجراء فحوصات منتظمة للعين.
وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية، فإن نقص المعرفة بين عامة الناس في سلطنة عمان فيما يتعلق بأمراض العيون الشائعة لا يزال يمثل تحديا أمام المتخصصين في الصحة العامة وصناع القرار في مجال السياسة الصحية على حد سواء، وينبغي تصميم خطط الإدارة المناسبة لمعالجة المشكلة الوطنية بشكل كلي، ولن يتمكن من فهم كيفية استئصال أو تقليل العواقب المترتبة على مثل هذه الأمراض إلا من خلال اكتساب المزيد من الفهم والمعرفة، وبالتالي تقليل عبء حالات ضعف البصر التي يمكن الوقاية منها في نظام الرعاية الصحية الوطني.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2.2 مليار شخص يعانون من ضعف البصر، بينهم ما لا يقل عن مليار حالة كان بالإمكان الوقاية منها أو علاجها عبر التدخل المبكر. وأكدت البيانات أن أمراضًا شائعة مثل اعتلال الشبكية السكري، والتنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، وانسداد الوريد الشبكي، تزداد انتشارًا بين المرضى المصابين بالأمراض المزمنة. ولا يكمن الحل في العلاج وحده، بل في الكشف المبكر، والتدخل في الوقت المناسب، والإدارة الفعّالة على المدى الطويل.،بحسب خبراء الصحة

