وقال مدير قسم التسعير في الشركة، هنريك هاغبيري، لوكالة TT إن “أكثر من عشرة بالمئة من عملائنا غيّروا سلوكهم في استهلاك الكهرباء بشكل ملموس”، مضيفاً أن نحو 14 بالمئة من العملاء لاحظوا انخفاضاً في رسوم شبكة الكهرباء بعد تعديل أنماط استخدامهم.
وأوضح أن النظام الجديد يعتمد على كمية الكهرباء التي تُستهلك في اللحظة نفسها، وليس فقط على إجمالي الاستهلاك، ما يعني أن تشغيل عدة أجهزة في الوقت نفسه – مثل غسالة الملابس، غسالة الصحون، غلاية الماء وشاحن السيارة الكهربائية – يمكن أن يؤدي إلى زيادة التكلفة.
نظام جديد يشمل نصف مليون منزل
ذكر هاغبيري أن أكثر من نصف مليون منزل في السويد بات مشمولاً بهذا النظام حتى الآن، فيما تطبّقه حالياً أكثر من 20 شركة كهرباء من أصل 170 في البلاد. وبحلول عام 2027، سيصبح تطبيقه إلزامياً لجميع شركات الكهرباء، بحسب هيئة مراقبة سوق الطاقة .
وأشار إلى أن التجربة أظهرت نتائج إيجابية، إذ انخفضت ذروة الضغط على الشبكة بنسبة تتراوح بين 2 و3 بالمئة، ما يعادل توفير طاقة كافية لتوصيل الكهرباء إلى نحو 10 آلاف منزل إضافي دون الحاجة إلى توسيع الشبكة.
وقال هاغبيري إن الهدف من النظام هو تشجيع الناس على توزيع استهلاكهم الكهربائي على مدار اليوم لتخفيف الضغط على الشبكة الوطنية، وليس فقط خفض الفواتير الفردية.
شكاوى من أصحاب السيارات الكهربائية
أوضح هاغبيري أن الشركة تلقت عدداً من الشكاوى، خصوصاً من مالكي السيارات الكهربائية الذين لاحظوا ارتفاعاً في فواتيرهم بعد تطبيق النظام الجديد.
وقال الشحن السريع مساءً أو خلال عطلة نهاية الأسبوع ليس الخيار الأفضل، لأن الضغط على الشبكة لا يكون أقل في تلك الأوقات كما يعتقد البعض. من الأفضل الشحن ليلاً أو استخدام قدرة منخفضة لتجنّب الرسوم الإضافية.
وبيّن أن نحو 40 بالمئة من التكلفة الشهرية تعتمد على سلوك المستهلك الفردي، في حين تشكل الرسوم الثابتة النسبة المتبقية. كما أشار إلى أن بعض الزبائن واجهوا صعوبة في معرفة ما إذا كانت الزيادة في الفواتير ناجمة عن النظام الجديد أو عن رفع الأسعار العامة الذي تم بالتزامن مع تطبيقه.
توفير في الفواتير وتخفيف الضغط على الشبكة
اختتم هاغبيري بالقول إن تغيير بعض العادات اليومية البسيطة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في التكلفة من خلال تجنّب تشغيل الأجهزة الكبيرة في الوقت نفسه، يمكن للناس توفير مئات الكرونات شهرياً، وفي الوقت ذاته المساهمة في تقليل الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية.
حقائق: ما هي تعرفة الطاقة وكيف تعمل؟
تهدف تعرفة الطاقة (Effekttariff) إلى تشجيع المستهلكين على توزيع استخدام الكهرباء على مدار اليوم لتخفيف الضغط على الشبكة.
تُطبق شركات الكهرباء في السويد النظام بطرق مختلفة، لكن المبدأ العام يقوم على أن يدفع العميل جزئياً بحسب فترات الذروة في استهلاكه الشهري.
في شركة إيليفيو (Ellevio) – وهي من أبرز الشركات التي تعتمد النظام – تتكوّن الرسوم من ثلاث فئات رئيسية:
رسوم ثابتة تختلف حسب سعة القاطع الكهربائي الرئيسي لدى المشترك.
رسوم نقل الكهرباء وتُحسب بناءً على كمية الاستهلاك بالكيلوواط/ساعة خلال الشهر.
رسوم القدرة وتُحدَّد وفق متوسط أعلى ثلاث ذروات استهلاك (خلال ساعة واحدة) في الشهر، وتشكل هذه النسبة نحو 40 بالمئة من إجمالي الفاتورة.
كما أن استهلاك الكهرباء في الفترة الليلية (من 22:00 حتى 06:00) يُحسب بنصف قيمة الذروة، ما يشجع على تشغيل الأجهزة في تلك الساعات

