من الهواية إلى الاحتراف
يمثل حصول غريب، وهو من أصول سريانية، على بطاقة الاحتراف الدولية نقلة نوعية في مسيرته الرياضية، إذ تؤهله هذه البطاقة للمشاركة في أبرز البطولات العالمية ضمن فئة المحترفين.
في البطولة الأخيرة التي نُظّمت في إيطاليا، تمكن غريب من الفوز على جميع المشاركين في فئته، ليتوّج بلقب بطل الأبطال ويحصل على بطاقة Pro Card، وهي خطوة تقرّبه من تحقيق حلمه الأكبر: التأهل إلى بطولة Mr. Olympia التي تُقام في لاس فيغاس، أكبر مسابقة في رياضة كمال الأجسام على مستوى العالم.
وشارك غريب في عدد من المنافسات الدولية سابقاً، أبرزها بطولة أرنولد كلاسيك التي حصل فيها على المركز الثاني وبطولة العالم عام 2022 التي مثل فيها بلده سوريا وحصد فيها على المركز الثالث.
يصف ساري شعوره أثناء استلامه كرت الاحتراف بالقول الشعور لا يوصف وكأنني ملكت الدنيا وأنجزت شيئاً كبيراً في حياتي.
رحلة مليئة بالتحديات والطموح
يعيش ساري، البالغ من العمر 40 عاماً، في ستوكهولم مع زوجته ريتا التي قال إنها تهيئ له الظروف المناسبة وتساعده بإعداد طعامه الخاص، إضافة إلى أطفاله الثلاثة الذين يشجعونه على الاستمرار.
وصل ساري إلى السويد العام 2009، وواجه في بداياته صعوبات كبيرة في اللغة والاندماج. لكنه بدأ العمل في مجالات متعددة، وواصل تدريباته في رياضة كمال الأجسام، شغفه الحقيقي.
بد أ ساري بممارسة رياضة كمال الأجسام في عمر 21 عاماً في فئة Men’s Physique. ويؤكد أن اللعبة تعتمد على الانضباط العقلي والجسدي العالي، من خلال التزام دقيق بالنظام الغذائي، والنوم، والتمارين اليومية القاسية. ويضيف هذه الرياضة تعلم الصبر والإصرار، وقد خضت خلالها تحديات كثيرة، من ضيق الوقت والمال، إلى التوفيق بين كوني أباً لثلاثة أطفال واضطراري للعمل في وظيفتين.
المدرب: رجل مقاتل
ورغم قلة الدعم المادي، واصل غريب طريقه بمساعدة مدربه سعد سعد، الذي أشرف على نظامه الغذائي وخطط التدريب، عبر مركز SSlifestyle Center في ستوكهولم. كما تلقى دعماً من شخصيات سريانية في السويد ساهمت في تمويل مشاركاته الخارجية.
المدرب سعد سعد، وهو مدرب أكبر فريق في السويد في بناء الأجسام وأكثر فريق حائز على جوائز في البلاد ومدرب المنتخب السويدي سابقاً، رافق ساري على مدى أربع سنوات ونصف. يقول سعد ساري جداً مقاتل في اللعبة و لديه عقلية صعبة جداً أثناء التمرين من حيث الالتزام والإصرار فهو ملتزم بتمرينه مئة بالمئة ويلتزم بخطة التمرين بالكامل كما أن ساري يحب هذه اللعبة جداً ولديه طموح كبير.
الطريق صعب لكنه يستحق
يقول ساري إن نجاحه في هذا العمر يمنحه دافعاً أكبر، موجهاً رسالة إلى الشباب “أنا في عمر 40 سنة وحققت الاحتراف، وهذا يعني أن الكل يستطيع. فقط لا تستسلم. الطريق صعب، لكنه يستحق.
ويشدد ساري على ضرورة رفض استخدام المنشطات، وخصوصاً بين المراهقين، معتبراً أن النجاح في هذه الرياضة يقوم على التغذية السليمة، والتمرين المستمر، والانضباط.
طموح غريب الآن أن يحقق التأهل إلى Mr. Olympia عبر فوز واحد إضافي، ليصل إلى أكبر مسرح في عالم كمال الأجسام ويمثل السويد فيه
.
