ونجح الفريق الطبي بقسم أمراض القلب في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة، في إجراء أوّل عملية من نوعها في تونس لعلاج تكلّسات الشرايين التاجية باستعمال تقنية الموجات التصادمية داخل الشريان لمريض يبلغ من العمر 58 سنة، كان يعاني من تضيق شديد ومُتكلّس في أحد الشرايين.
وبحسب بلاغ صادر عن وزارة الصحة، تمّ تفتيت التكلسات باستعمال بالون تفتيت الحصوات داخل الشريان التاجي، ثم وضع دعامة دوائية لاستعادة تدفّق الدم بشكل طبيعي.
وأشرف على العمليّة الأستاذ حبيب بن أحمد وفريق القسطرة، تحت إشراف الأستاذة ليلى بزداح وبالتنسيق مع الأستاذ أيمن العباسي من الصيدلة السريرية.
وأشارت وزارة الصحة في بلاغها إلى أن هذا النجاح يؤكّد تقدّم تونس في طب القلب التداخلي، ويبرز قدرة الكفاءات الوطنية على استعمال أحدث التقنيات العالمية لعلاج أمراض القلب المعقّدة.
والموجات التصادمية هي واحدة من أحدث الطرق والوسائل العلاجية غير الجراحية، المستخدمة في مجال الطب البديل.
التكلسات تمّ تفتيتها باستعمال بالون تفتيت الحصوات داخل الشريان التاجي، ثم وضع دعامة دوائية لاستعادة تدفّق الدم بشكل طبيعي
وقد انتشر استخدام هذه الجلسات في تخفيف وعلاج بعض الآلام المرتبطة بالعظام والتهابات الأوتار والعضلات، وكذلك في تفتيت التكلسات المسببة لحصوات الكلى،وانسداد الشرايين.
وتأثير هذه الجلسات يعتمد على شكل جهاز الموجات التصادمية، والذي في الأغلب يكون جهاز صغير شبيه بعصا الموجات فوق الصوتية.
ويجري أطباء جراحة القلب في تونس سنويا نحو 2000 عملية قلب مفتوح موزعة بين القطاعين العام والخاص ،وفق ما أكده رئيسي الجمعية التونسية لجراحة الصدر والقلب والشرايين، عماد فريخة.
وقال فريخة في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن مستوى هذه العمليات يعد ممتازا، سواء من حيث الكفاءة الطبية أو من حيث استخدام أحدث التقنيات لعلاج أمراض القلب.
وكانت تونس قد أطلقت في يوليو 2025، برنامج طبّ القلب من أجل إفريقيا، ويهدف هذا البرنامج الريادي إلى تمكين الأطباء الأفارقة من معالجة مرضاهم في بلدانهم بكفاءة وأمان، دون الحاجة إلى تحويلهم للعلاج في الخارج، وذلك من خلال نقل الخبرات والتكوين العملي المتخصص.
وتضمن البرنامج تدريب أطباء من سبع دول أفريقية على أحدث تقنيات قسطرة القلب، تحت إشراف أطباء تونسيين ويابانيين مشهود لهم بالكفاءة، في إطار شراكة ثلاثية تعكس البعد الإقليمي والدولي للمبادرة.
كما شمل المشروع إطلاق مركز التميّز في طبّ القلب بتونس، ليكون منصة إقليمية للتكوين والبحث والجراحة المتقدمة، خاصة في مجال جراحة قلب الأطفال والتأهيل القلبي، وفق ما ورد في بيان وزارة الصحة.
وأكدت الوزارة أن تونس لم تعد مجرّد بلد استقبال، بل أصبحت منارة للعلم والعطاء، في إشارة إلى التحوّل الذي تشهده البلاد في مجال تصدير الكفاءات الطبية والمعرفة العلمية نحو القارة الإفريقية

