لم جئتُ للحياة؟؟؟!!
[attachment=0]dreamstime_17139310.jpg[/attachment]
بقلم
بنت السريان
سؤال يتوارد لذهن كل منّا وكم من مرّة سألنا هذا السؤال؟؟؟؟
ولربما صرخ البعض منا بشدّة يريد الجواب
صرخة لن يقنعك جوابها إلا بالإيمان
أول صر خة لي كانت عندما استقبلتني الحياة ,بكيتُ, والكل من حولي يضحك.
ولدتُ في أرض الشقاء,فيها تعب أبي, بعرق جبينه يأكل خبزه, وبالاوجاع ولدتني أمّي.
لمَ جئتُ للحياة؟؟؟!!! ,
جئتُها بغير إرادتي وغصب عنّي
بسرّي أعاتب أمي وأبي
هذا ما جناه أبي عليّ ...طفل أنا لأيِّ أمر لا أعي, لمَ جنيتما عليَّ!!!!
صرخات تمرّدٍ واحتجاج أعلنتها بقوّة لحظة ولادتي, عندما غادرتُ رحم أمّي. تحمّلتُ طعنات الحياة الاولى,وأنا وليد اللحظة, والكل من حولي مبتهجٌ ويزغرد, وكأنَّ بكائي ذاك ,عزفٌ منفردٌ يُطرب مسامعهم.
لعلَّ أبي في تلك اللحظة, كان منشرحاً ,وكأنّ قد أزيح عن حمله بعض الشيء , دون أن يدري, إنّي أنا حِملٌ مضافٌ فوق كاهله ,فأنا لحمة متراخية , كي يستقيم عودي أحتاج سنيناً تُفنى, من عمر أبي وأمّي.
أمّي نسيت أوجاعها وألامها التي كابدتها ساعة المخاض , ما أن رأتني ,ولفّتني بحضنها , شعرت آنذاك بالأمان ,ابتسمت وقبّلتني,دقات قلبها شدّت إنتباهي, ونبضات دمها أسمعتني أنغم لحن فغفوت على صدرها ونكت ملء عينيّ.
أبي وأمّي لم يفكرا, بأن رحلة أتعابهما بدأتْ مع ولادتي, وأحمالهما تلك لن تنزاح عن كاهلهما, إلآ في يوم رحيلهما عن الحياة, وعندها ستلقى تلك الاحمال على كاهلي, وتبدأ رحلة عمر جديد.
عالم غريبٌ, نتوارثه عن بعضنا البعض,والركب سائرٌ في طريقه ,السنين تهرول والبشر في دوامة لا يعرف يمينه من شماله,يعيش على هامش الحياة.
ومازال عدد الذين يتساءلون لمَ جئتُ للحياة, في ازديادٍ مطّرد, ولمَ في هذه العائلة بالذات؟!!!!
فمن أراد أن يقف على صلب الحقيقة ,عليه أن يكون إيجابيا في التفكير,ويتفاعل بإيمان مع مقومات الموضوع ,كي يدرك كنه وجوده, ولنبدأ من سقطة أبليس.
وباختصارخلق الله الإنسان بفعل محبته ووضعه في الفردوس ليتنعم بكل
أطياب الجنة , وكانا آدم وحواء أسعد المخلوقات, لا تعب ولا شقاء ولا أحزان.
لم يطب لأبليس نعيم آدم وحواء وقدأخذا مكانته عند الرب ,فأوقع أبليس حواء بالمعصية ,أكلتْ وأطعمتْ آدم من الشجرة التي حذرهما الرب من الأكل منها فطردا من الجنة الى الأرض التي لعنت بسببهما,و بدعاء ,بعرق جبينك تأكل خبزك ,ولحواءبالأوجاع تحبلين وتلدين,
أما للحية فتراب الارض تأكلين , تلدغين عقب الإنسان وهو يسحق رأسك.
وبفعل أنموا واكثروا,توالدت البشرية وتشعبّت, عبر ملايين السنين حتى وصلت إلى الساعة التي نحن فيها.
لن ينتهي حديثنا عند هذه النقطة ,إن هناك أحداثاَ غيّرت مجرى البشرية .
وحولت تعاسة أدم وذريته إلى فرح وسعادة,وأعادته إلى أمجاده الاولى.
الله ظهر في الجسد بشخص ابنه يسوع, الذي لبس جسدنا ومات عنّا ,وبموته أحيانا,كونه معادلا لله, وبذلك تحقق العدل الإلهي,وتم الصلح بيسوع مع أبيه وأستحققنا ان ندخل الملكوت موسومين بدم يسوع شهادة الفداء
بعد كل ما تقدم من حديث أرى أن نشكر الرب الذي خلقنا وأنعم علينا وخلصنا من الموت الجهنمي الذي كان علينا نحن ذرّية آدم .جئنا للحياة لأننا ذريته ,وعلينا أن ندرك إنما الله خلقنا بفعل حبّه كي نسعد في الجنة ,لكننا سقطنا بفعل المعصية التي عقابها الموت وبالرغم من ذلك لأنه يحبنا لم يتركنا أحبنا حتى الموت , نزل إلى الأرض التي طردنا إليها, مات عنا وصالحنا مع أبيه بموته على الصليب وأعادنا إلى مجد ملكوته بفعل محبته لنا لأن الله محبة