خض الماء طريقة مبتكرة لصيد السمك!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54897
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

خض الماء طريقة مبتكرة لصيد السمك!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

طريقة متميّزة وفريدة في صيد السمك بالأنهار التي تتواجد في القرى المجاورة لمدينة القامشلي، وتتطلب الكثير من المزايا حتّى يستطيع الصياد كسب أكبر عدد من السمك.
صورة
وبتاريخ 6/4/2013 رافقت وشاركت مجموعة من الشاب في قرية "قلعة الهادي الغربية" والتي تبتعد عن مدينة "القامشلي" 65 كم، والتقت أحد ابرز الصيادين في القرية الشاب "عدنان حسين العبد الله" الذي تحدث عن طريقة الصيد والتي تسبقها عدّة إجراءات قبل الوصول للعنوان الأبرز خض الماء، قائلاً: أصبح عمري 32 عاماً لا أذكر ولم أشاهد هذا النهر بهذه الطريقة وبهذه الصورة من حيث جريانه وامتلاء المياه فيه حتى في أواخر شهر نيسان، طبعاً هذا بفضل خيرات السماء الوفيرة التي هطلت في فصل الشتاء.

أمّا بالنسبة لطقوس الصيد وبما أن النهر الذي يجري يكون على مسافة طويلة، فإننا نختار عدة أمتار من تلك المسافة ونضع حاجزين من الطرفين، ويجب أن تكون الحواجز أو السدود محكمة جداً بحيث لا تتسرب المياه من تحتها، ومن أجل ذلك نأتي بالأكياس القماشية ونحشوها بالوحل والطين
كبار السن يراقبون متعة الماضي
ونضعها كمانع للسد، وبعد ذلك نبدأ بما تسمى طريقة خض الماء وقبل ذلك يجب أن يكون اختيار المكان في منطقة غير كثيفة للمياه وغير عميقة، وقبل الدخول في المياه نراقبها بشكل عام وعندما نلمح فقاعات كثيرة فيكون حينها مكان السمك كثير في تلك المنطقة.
صورة
وبذلك تكون كل الأجواء والأمور مهيّأة للبدء بتلك الطريقة ونشكل خطاً واحداً ونسقاً واحداً من الشباب ونسير في المياه ذهاباً وإياباً وبشكل سريع، وهدفنا تعكير جو الماء، وبأكثر من محاولة في السير ضمن المياه تبدأ الأسماك بالخروج على سطح الماء، ومع مشاهدتها نضعها بين ايدينا بشكل محكم، ونجلب معنا علبة فيها ماء ونضع السمك في العلبة حتّى الذهاب للمنزل، وأحياناً نضع أيدينا تحت الماء عند السدين ونحصل على أسماك كثيرة، علماً أن تلك الحركات ومسك السمكات وطريقة الخض كلها تحتاج للدراية والمهارة ولياقة عالية، فقوة المياه ترهق
وضع السمك في علبة
الشخص غير الرياضي، والكثيرون حاولوا المساهمة معنا في الخض، ولكنهم مع جولة أو جولتين يصيبهم الإرهاق فيضطرون للخروج خارج حدود النهر، ويكتفون بالمراقبة والاستمتاع بالمشاهدة.

يضيف: تتبدل كمية الأسماك وعددها من يوم لآخر، فأحياناً نحصل على عدد يفوق مئة سمكة، وأحياناً أقل، وأغلبيتنا يقدمها للمنزل لتبدأ ربة المنزل بتجهيزها على مائدة الطعام، وهناك البعض يفضل أن يضعها في حوض من المياه ويبدأ بتربية تلك الأسماك والعناية بها كمنظر جمالي في البيت، وتبقى على العموم تلك الطقوس وطريقة الصيد ممتعة وهناك العديد ممن يفضل مرافقتنا لمشاهدتها والإعجاب بأجوائها.

أحد كبار السن من قرية "قلعة الهادي الغربية" الحاج "حسين الحاج محمود" تحدث عن تلك الطريقة بالقول: عمري الآن ما يقارب الثمانين عاماً، وأتذكر بأن هذه الأجواء وهذه الطقوس كانت آخر مرة في نهاية السبعينيات، وفي وقتها كنتُ مع مجموعة ممن كان في عمري وفي هذا النهر بالتحديد، وكنّا نؤدي نفس الطقوس ونقوم بجميع ما ذكر من إجراءات، والنقطة المختلفة الوحيدة هي في حجم الأسماك، ففي الماضي البعيد كانت هناك أسماك بأحجام كبيرة جداً، ولكن الآن لم نعد نجد سمكة بالحجم الكبير، ولكي استعيد ذكريات الماضي اليوم أرافق أولادي وأجلس على النهر للمتعة فقط.
منقول للذكرى
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ اقرأ كل يوم حكمة جديدة!“