قلعــــة حمــــاة ..أصالة الماضي وكنز الحاضر!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54220
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

قلعــــة حمــــاة ..أصالة الماضي وكنز الحاضر!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

على الرغم من أنها عبارة عن أطلال قلعة أثرية إلاّ أنها لا زالت شاهدة على حضارة وعراقة المدينة وأصالتها, تغفو على رابية وسط المدينة ولكل حجر من حجارتها قصة تحكي ماضيها , البعض قال إنها كنز أثري مهم
فعلى ذلك التل القديم وجدت أهم أثار المدينة القديمة، وتم العثور في باطنه على لقى تعود للألف الخامس قبل الميلاد.أما مدينة حماة التي تزهو بها فتعتبرها من أهم معالمها الأثرية , ونظراً لأهميتها التاريخية والسياحية باتت مكاناً ترفيهياً يرتاده السياح العرب و الأجانب من كل البلاد.‏‏
صورة
الموقع‏‏

تقع القلعة فوق تل صنعي في الجزء الأوسط الشمالي من مدينة حماه الحالية على الضفة اليمنى لنهر العاصي الذي يحدها شمالاً, في حين يحدها من الشرق منطقة الحاضر الكبير، وأسواق ابن الرشد وسوق الطويل من الجنوب ، أما من الشمال فتحدها منطقة المدينة .‏‏
بنيت قلعة حماة في منطقة عرفت بطبيعتها الخلابة , فمنذ آلاف السنين سكن أهالي المدينة القلعة وتحصنوا بأسوارها، قبل أن تتسع المدينة ويأخذ السكان في الانتشار بجميع أرجائها، لتبقى هذه القلعة شاهداً على ماضي المدينة ورمزاً لحاضرها.‏‏
صورة
لمحة عن القلعة وتاريخها‏‏

بنيت القلعة خلال القرن الثالث قبل الميلاد على جبل القلعة القديم على غرار قلعة حلب حيث يحيط بها الخندق الذي يملأ بماء العاصي ليزيدها قوة ومنعة حين يداهم القلعة الأعداء، و يقع فوق الخندق خمسة جسور تصل باب القلعة وما يلي الخندق، وقد وجد فيها درج على كل من جانبيه أسد ومذبح من حجر البازلت، كما عثر فيها على لقى كثيرة جرار وحلي تمثل الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها عرضت في متحفي حماة وحلب.‏‏

يعود بناء القلعة إلى العصر السلوقي عندما أعاد بناءها الملك سلوقوس الأول في القرن الثالث قبل الميلاد على أنقاض قلعة حثية من الألف الثاني قبل الميلاد بعدها قلعة آرامية من القرن العاشر قبل الميلاد. وتؤكد المصادر التاريخية أن السلوقيين كانوا أول من بنى حصناً على قمة التل الذي شكل مركز المدينة السلوقية , والتي دعيت بوقتها إبفانيا، قبل أن يدخل الرومان حماة ويحتلوا قلعتها، ومن ثم فتحها أبو عبيدة بن الجراح سنة /18/ هـ.‏‏
صورة
- أعاد العرب الآراميون بناء القلعة بعد تدميرها من قبل الآشوريين وازدهرت في زمانهم وكانت من أهم ممالك المدن الآرامية.‏‏‏
- كانت فترة ازدهار القلعة خلال العهود الإسلامية. ففي الفترة العباسية احتلها القرامطة سنة 291 هـ , واستعادها المستكفي العباسي، ثم آلت إلى صالح ابن مرداس الكلابي صاحب حلب، حيث بدأ إعادة إعمار القلعة وتحصينها.‏‏
- في عام 1157م، ضرب الزلزال قلعة حماة، ثم هاجم المغول القلعة وهدموها سنة 1258م فرممها وحصن أسوارها «نور الدين الزنكي»، وبقيت بحوزة الأيوبيين الذين بنوا ما تهدم من أسوارها وأبراجها وأعادوا تحصينها.‏‏
صورة
- كما هدمها تيمورلنك عندما اجتاح حماة عام 1400م . أعاد الظاهر بيبرس بناء المدينة وقلعتها، معيداً لها هيبتها، ليأتي فيما بعد العثمانيون، حيث فقدت القلعة أهميتها العسكرية وتعرضت للتخريب فلم يبق من عمارتها شيء.‏‏
وهكذا تعرّضت قلعة حماة عبر العصور للكثير من أعمال التدمير والسلب والنهب والتخريب في زمن العموريين والآريين «الخابيرو» والآشوريين في زمن ملكهم صارغون حيث قام بتدمير القلعة بكاملها وأسر عدداً من سكانها ونفاهم إلى السامرة في فلسطين، كما تعرّضت للتدمير على يد الفرس والمغول زمن هولاكو كما سبق وأشرنا .‏‏‏‏
حامات أول تجمع سكاني‏‏
دلّت المكتشفات في وسطها وجنوبها على مدى تقدم المدينة العمراني والصناعي ، وقد حصّنها الحثيون وأقاموا فيها أبراجاً في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، وزاد الآراميون في تحصينها بعد ذلك.‏‏‏
صورة
وقد بيّنت البعثة الأثرية التي أجرت تنقيبات في قلعة حماة على أن موقع القلعة الحالي كان أول تجمع سكاني فيها، من خلال عملية السبر المنهجي الذي أجرته البعثة الأثرية, والذي تم اعتماده من قبل جميع البعثات الأثرية التي نقبت في قلاع مماثلة لقلعة حماة, ليأخذ الانتشار السكاني فيما بعد بالتوسع منها إلى منطقتي المدينة وباب الجسر. كما تبيّن أن نواة القلعة قد تشكّل في الألف الثالثة ق.م , حيث أصبحت مدينة مسوّرة عرفت باسم حامات وتعني الحصن أو المدينة.‏‏‏
التنقيبات الأثرية‏‏
دلّت التنقيبات الأثرية على أن القلعة مؤلفة من ثلاث عشرة طبقة أقدمها يعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وأحدثها من العصر المملوكي،حيث أجرت البعثة الدنمركية الأثرية المكلفة بالتنقيب عن الآثار في تل قلعة حماة في الفترة مابين 1931 -1938 من القرن الماضي برئاسة العالم الأثري هررت انكولت, وتم الكشف حينها عن 13 طبقة في القلعة ,كما سبق وتمثل كل طبقة عهداً تاريخياً, تعود الطبقة الأكثر قدماً إلى العصر الحجري الحديث النيوليتي ,وتمتد هذه الطبقات إلى الطبقة الحديثة في رأس القلعة والتي تعود إلى العصر المملوكي, وبسبب قيام الحرب العالمية الثانية توقفت أعمال التنقيب. وبدأت البعثة بدراسة ونشر أعمالها , والتي مازالت مستمرة حتى الآن, وأهم آثارها المكتشفة معروضة في المتحف الوطني الجديد في حماة, ومتحف للبعثة في كوبنهاجن وقاعة في كل من متحف دمشق وحلب الوطنيين.‏‏
صورة
متنزه شعبي‏‏

إن القلعة اليوم هي عبارة عن تل ترابي لم يتبق منها ما يمكن ذكره، لكن الحفريات الأثرية كشفت تحصينات تعود حتى الألف الثاني ق.م ، وقدتم تشجير قمتها، وتحويلها إلى متنزه طبيعي شعبي يرتاده أبناء المدينة للراحة والاستجمام , حيث تقسم القلعة إلى جزء خاص بجلوس العائلات، وقسم لألعاب الأطفال، بالإضافة إلى وجود عدد من الأكشاك لتخديم زوار القلعة، كما تمتلك القلعة إطلالة جذابة تشرف على جميع أحياء حماة نتيجة لتوسطها أحياء المدينة ، وهي متنزه مجاني ساهم ذلك في إقبال مختلف الطبقات الاجتماعية عليها، كما أن غنى القلعة بالخدمات، ساهم أيضاً بتوفير الراحة والمتعة لزوارها.‏‏

ما بقي اليوم من آثار القلعة هو التصفيح الحجري الذي يحيط بالتل القديم الذي تقوم عليه القلعة، ويُظهر أجزاءها حتى الآن.‏‏

معلم تاريخي وسياحي‏‏
كما أصبحت القلعة مركزاً رئيسياً تقام فيه الأمسيات والمهرجانات السنوية، ولعل أشهرها مهرجان ربيع حماة الذي يعرض من خلاله التجار وأصحاب الشركات الصغرى والكبرى منتجاتهم بأسعار أقل من باقي أيام العام .‏‏
تعتبر القلعة معلماً تاريخياً هاماً، بالإضافة إلى كونها معلماً سياحياً وترفيهياً يرتادها أهالي المدينة، ولاسيما في أوقات الصيف.‏‏
هي بحاجة اليوم لإكمال عملية التنقيب والترميم لسورالقلعة والكشف عن القصر الآرامي وخزان الماء الأيوبي الذي اكتشف صدفة في الستينات مقابل حي بستان السعادة وتم إغلاقه والكشف عن السراديب التي تصل القلعة لمعرفة تاريخ القلعة التي تمثل تاريخ حماة.‏‏‏‏
رأي الرحالة بها‏‏
وصف بعض الرحالة والمؤرخون العرب والأجانب الذين زاروا القلعة وأبوابها بأنها تشبه قلعة حلب لكنها أصغر منها، أمثال ابن جبير وناصر خسرو وبنيامين التطيلي الأندلسي وابن بطوطة وشيخ الربوة والقلقشندي وياقوت الحموي وابن حوقل والمقدسي وأبو الفداء ملك حماة والرحالة الأجانب مثل بوركهارت عام 1812 وفان برشم عام 1898
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 16903
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: قلعــــة حمــــاة ..أصالة الماضي وكنز الحاضر!

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

:tawdee: ملفونو اسحق على نقل

المعلومات التاريخية عن سورية
وفقك الله
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ أخبار محلية!“