في اللحظة التي ركنتُ بها سيّارتي ونزلت منها
وقبل أن أغلق الباب وأغادرها نحو الكنيسة ..أستوقفني
أحَّدهم ليقول : صباح الخير ...كيف حالكَ ؟
- صباح النور .. الحمدلله .. وأنت كيف حالكَ ؟
بهذه الكلمات إبتدأ لقاؤنا ..وبهذه الكلمات أفتتح صاحبي هذا
حديثه معي ، عندما نظر إلى سيَّارتي المتواضعة ، لتنطبع من
خلالها بسمة خفيفة على شفتيه ، وهو يسترق النظر بين سيّارته
المرسيدس ذات اللون الأسود البرَّاق ، الحديثة الولادة ، وسيّارتي
الفورد الزرقاء اللون ، التي بدأت تودع عهد الشباب ، لتدخل
عهد الكهولة ( كصاحبها ) ، ولكنها والحق يُقال ، إنها لاتزال بكامل
نشاطها وحيويَّتها ، ولغاية اليوم والشكر لله لم تخيِّب ظني في
يوم من الأيام ، أو تتركني مقطوعاً على الطريق ، فهي تلبّي كل طلباتي
دون كللٍ أو ملل ، ودون تذمُّر وانقباض ….
-أما آنَ لكَ أن تستبدل سيَّاَرتكَ هذه ..؟!
قالها والإبتسامة الخفيفة على شفتيه بدأت تظهر أكثر فأكثر ..
قلتُ : ولماذا أستبدلها ، لطالما هي مخلصة معي ، ولاتشكو ليَّ
من شيء ؟
قال : ولكنها لا تليق بكَ ..!
قلتُ : وما دخل السيَّارة في مكانتي ، لكي ترفعها أو تهبطها ؟
وهل يجب على كل واحدٍ منَّا أن يستمد لياقته من خلال سيّارته ؟
قال : لا ليسَ بهذا الشكل ، ولكن الناس اليوم تنظر وتشير بإصبعها
على ماذا يمتلك هذا وذاك ، وتستطيع أن تقول : إنها منافسة وسباق
على إقتناء الأجود والأحدث ..أنظر حولك إلى هذه السيّارات المصفوفة
جنباً إلى جنب .. كل واحدة منها تقول : ( أنا… وبس ..!)
لا بل كل واحدة منها ( النبي يركع لها …!!! )
بهذا المنطق الظريف حاول أن يوضِّح ليَّ صاحبي هذا ، أهميَّة السيّارة
الحديثة في حياة الشخص .. لا بل ربما أراد أن يعني أكثر ، وكأني به
يقول : السيّارة هي رمز مالكها ..وبالسيّارة يُقيَّم ويُعرف الشخص ..
وتيمُّناً بالمثل القائل خذ كل إنسان على قدر عقله ، وبعد أن
أستغفرت الله سرّاً في قلبي ، تبسَّمتُ له وقلتُ :
معكَ حق ياأخي ...حتى أن السيد المسيح له كل المجد لو
وجِدتْ هذه السيَّارات الفخمة على زمانه ، كان حتماً سيقول :
( من سيّاراتهم تعرفونهم ) وليسَ ( من ثمارهم تعرفونهم ) .
لنسرع ياأخي فقد إبتدأت الصلاة .
مشكور جداً أخينا العزيز أبو بول على هذه الأسطر القليلة والغنية بمعانيها
اشكرك مرة ثاني على كل ماتقدمه لنا من حكايات وقصص بين الحين والآخر
في منتدياتنا الحبيبة ديريك ديلان
ويقول المثل الشعبي: الحاجة تشبه صاحبها
هاهاهاهاها
وفقك الرب
قرأتو حكّويتك الطيبة والى وصلتو ردّك عليو من جديد قلبي برد والدنيي طابت ف عيني ... ولاّ كا تحط عَ التريق وألحقك وووو أبرّد فادي ف كم كلمة كا تعدلو ..
وكمجتمعكم هنا ايضا مجتمعنا ... والأحاديث والمناقشات لا تتجاوز هذه الجمل التي ليس غيرها في ذاكرة من جاء الى اوروبا او غيرها لا أعرف .
عند قدومي قبل 22 سنة الى المانيا ... وبقيت عدة اشهر اقوم بزيارة الأقرباء من آزخ ومن ديريك المتواجدين هنا ... ويوما خرجتُ عن طوري لهذه الكلمات الركيكة وهي
1 ـــ عربتك اشقد تشيلش ع الأوتوبان ؟؟؟
2 ـــ مارقت عربتك اشني ؟؟؟
فكان ردّي على جمعٍٍ من هؤلاء المعارف وقلتُ لهم
الله يرحم ايام زمان ...ويحد منكن ما كا يمشي قدّام حمارو ... الاّ خلفو ف هوك الشكافتات ..
واللي كا يجي منكن ش قامشلو وكا نهديو جاكيت من البالة ويان كيلو قحوة كا يروح يصير مختار ف قريتو ..
ويجر كتّر خيرو اللي ما تقيّأ على سيارتك ويان وقع وصابو كريزا من معرفة سنة الصنع لسيارتك عزيزي
بالفعل من سياراتهم تعرفونهم وووو
بركة عزرت آزخ معك
بنظري الانسان الذي لديه نقص ما يحاول دائماً ان يعوضه بشئ آخر
وهذا حال هؤلاء الناس الذين يفتخرون بسياراتهم بينما يتناسون أشياء مهمة
لصالح أسرهم وبيوتهم ابو بول على هذه النصائح الاجتماعية والتي هي من الواقع الذي نعيشه
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
عزيزي أخي فريد المبارك
مواضيعك محط انتباهي واهتمامي لأنك من خلالها تصوب السهم بالصميم
تعقيبي على موضوعك يا أخي
بلّغ صاحبك هذا .......بسؤالي الوحيد
ولنسمع جوابه
السؤال
ترى بأي نوع سيارة سيغادر عالمنا ويستقبل العالم الآخر وكم هو ثمنها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليقابل يسوع
عليه ان يحسب لذاك حسابا
أن سيارته ستكون بلاعجلات ومحمولا في تابوت
مسكين الأنسان
في تلك الليلة الأخيرة ودَّع ممتلكاته الشاب الغني موصوفا بالغبي
ترى أيها الغبي بأي سيارة سترحل للعالم الآخر
عزيزي الشمّاس إسحق الموقر.
يقولون : خير الكلام ما قلَّ ودلَّ ..!
أردتُ من خلال هذه الأسطر القليلة إيصال الفكرة فقط ..
وها إنها وصلت بعون الله إلى من يهمَّهم الأمر ..
أشكر مروركَ السريع ( لأنكَ والحمد لله دائماً السبَّاق )
وأشكر مداخلتك النبيلة .. مع محبتي لكَ وتقديري .
حماكَ المولى .. وحرستكَ عزرت آزخ .
فريد
أخي الغالي أبو لبيب .
( فعلاً شي يجرق الجوف ) ..!!!!!!!
صراع وتكالب رهيب ومخيف بنفس الوقت على مثل هذه
الأشياء التي أصبحت من صلب الواقع والمجتمع الذي نعيشه ..
( وأقصد به مجتمعنا فقط ) .
ياأخي ..حتى السهرات لم يعد لها تلكَ النكهة التي كانت أيام زمان ..
لأنَّ أغلب الأحاديث بها تدور حول هذه الأمور الزائلة مع زوال الشخص ..
الكلام معظمه بقى فارغاً وشكليّاً ومظهريّاً ...
لو فعل أبنائنا وأحفادنا هذا الشيء ، أعتقد لا يلومهم أحّد ..
أمّا نأتي نحنُ ونفعلها ، وبهذه السرعة والسهولة ننسى أنفسنا وأصالتنا
أعتقد هذه قباحة ووقاحة ... ليس غلطاً أن تركب سيّارة حديثة العهد
ومن أجود الماركات وتسير وتتباهى بها .. ولكن قبل أن تتباهى
وتتفاخر بسيّارتك أو بنقودك ، أفتخر بالله أولاً ، ثمَّ تفاخر بعقلك
بمكانتك الإجتماعيّة العلميّة والثقافيّة والأدبيّة ، من ثمَّ يحق لك أن
تتفاخر بما تشاء .
أخي أبو لبيب ..
المشكلة هي عامة ، وكما عندنا ، عندكم أيضاً ، لقد أصابت معظمنا
ممن تركنا الوطن وتهنا في بلاد الله الواسعة .
مداخلتك الطيّبة الصادقة سُررت بها جدّاً ، لأنها تحمل نفس الفكر
الذي أحمله في ذهني ..
أتمنى من الرب أن يُخفف علينا هذه ( الوجاهات ، والفخفخات
والتفاهات ، والمنفخات ...إلخ ) التي هي بالنهاية كالبالون الذي
يُنفخ ، حتى يُفقع .
لقد أصبتِ الهدف عندما قلتِ : أنه نقص في الأنسان
ويحاول تعويضه بشيء آخر.. كلام سليم مائة بالمائة ..
وما ينطبق على السيّارة ، ينطبق على كل شيء ..!
ولكن أسمحي لي أن أضيف كلمة أخرى على ما قلتِ :
ليسَ فقط النقص .. ولكن النقص مع الجهل أيضاً ..
لأنهم يجهلون قول السيدالمسيح له المجد ( ماذا ينفع لو
ربح الإنسان العالم كلّه ، وخسر نفسه )
أشكر مرورك وتعقيبك الجميل
ولتحرسكِ عزرت آزخ
أخاكِ بالرب
فريد
الأخت الفاضلة بنت السريان
كنتُ أتمنى أن يكون صاحبي ( ومع الأسف لسنا أصحاب ) من ذوات
العاشقين للعلم والمعرفة ، والمقبلين على القراءة والتصفّح من خلال المواقع
أو غيرها ، وخصوصاً موقعنا هذا ( ديريك ديلان ) لكي يتثنى
له قراءة ما كتبتِ له مباشرة ، ولكن واحسرتاه .. أين له من ذلك ، وتفكيره
في مكانٍ آخر .. أنا أظن أنَّ صاحبي سيُنقل إلى الطرف الآخر ، يوم تقع
الواقعة ، عن طريق صاروخ أو مركبة فضائيّة ...!
شكراً جزيلاً على تعقيبك الصائب ، ومداخلتكِ الكريمة
مع فائق محبتي وتقديري
أخاكِ بالرب
فريد
سلام الرب معك
أخي الحبيب أبو بول
أنك في كل مرة تفجر لنا قنبلة من العيار الثقيل
وفي كل مرة تضع أصبعك مكمن النزف
فقط أقول أين نحن مما يجري حولنا
هل نكتفي بالصمت أم نردع أمثال صاحبنا
فقط أقول كلمة ألتقيت برجل أعمال يملك الملايين من اليورو
ويحمل هاتف نوكيا ذو الحجم العائلي من الجيل الأول
فقلت له لما لا تأخذ هاتف متطور وحديث لتستفيد منه أكثر
فقال لي هذا أسمه هاتف محمول وليس جهاز حاسوب أو غيره
وهو يفي بالغرض المهم أن يقوم بمهمته ولا يهم نوعه أو ثمنه
متى سنصل لهذا المفهوم ؟
أعتقد صمتنا ساهم في أنتشار هذه العادات السيئة بين أبناء شعبنا
أين هو دور المثقف في محاربة هذه التصرفات؟
ربما البعض يقول لا يمكن لنا فعل شيئ
لكن من يرمي شجرة أكيد سيسقط منها شيئاً ورقة أو ثمرة
لنحاول كما أنت نشرت هذه الحادثة ننشر كل ما يشابه هذه
ونضع أصبعنا على الخلل ونساهم في حله قدر المستطاع
بركة الرب معك
أخي العزيز أبن السريان .. حماك المولى .
ليس العيب في إقتناء المال ، ولا في ركوب السيّارات
الفاخرة ، ولا في أمتلاك المباني الشاهقة ......و... إلخ
كل هذه الأشياء هي من أجل الإنسان ، وراحة الإنسان ..
ولكن العيب المخزي هو أن يُصبح هذا الإنسان عبداً
لهذه الأشياء ، ويبقى تفكيره وشغله الشاغل متعلقاً فقط بها
ناسياً أو متناسياً ، أن هناك أموراً في هذه الحياة لهي أسمى
وأرفع وأهم بكثير مما هو متعلقّاً بها ، وأعني بها :
محبة الله والقريب قبل كل شيء ، من ثمَّ المشاعر
والأحاسيس الأنسانيّة والعلاقات الأجتماعيّة والمعرفة الأدبيّة
والثقافية ، والتي بدونهم يبتعد الإنسان عن أنسانيّته ..
وربما يفقد معنى ومغذى مجيئه إلى هذه الحياة ..التي قد
يعتبرها مجرّد أكل وشرب وكيف وبصط ومنفخة
وبوزات وتفاهات ....وهلما جرى ...!
ومهما قلنا ، سنرجع في النهاية ونقول :
إن لله في خلقه شؤون .
أشكر مداخلتك الغنيّة ومرورك الكريم
وفقك الله ، وأمدّك بالصحة والعافية.
أخاكَ بالرب
فريد