الهدايا الثلاث .... تائه جبران
كان في مدينة بشرّي ، أمير عطوف ، محبوب ومقدّر من جميع رعاياه .
غير انّه كان ثمّة رجل فقير الحال معدم ، جعل دأبه وديدنه ذمّ الأمير والتشهير به ، وتحريك لسانه أبدا ودائما في التشنيع عليه .
وكان الأمير يعرف ذلك ، ولكنه ظلّ صابرا لا يحرّك في شأنه ساكنا .
وأخيرا خطر بباله ان يضع له حدّا ، وأرسل اليه في ليلة من ليالي الشتاء خادمه وحمّله كيس طحين وعلبة صابون ، وقالب سكر .
قرع الخادم باب الرجل وقال .. أرسل اليك الأمير هذه الهدايا ، علامة تذكار ، ودليل رعاية .
وشعر الرجل بالزهو ، وأخذه العجب ، اذ حسب ان الهدايا تكريم من الأمير له ، وذهب في نشوة الكبرياء الى المطران وأخبره بما فعل الأمير قائلا ..
ألا ترى كيف ان الأمير يطلب رضاي ؟؟؟
ولكن المطران قال .. ايـــه ما أحكم الأمير ، وما أقل فطنتكَ . انه يتكلم بالرموز . الطحين لمعدتك الفارغة ، والصابون لقذارة سريرتك والسكر ليحلو لسانك المر .
وأصبح الرجل خجلا منذ ذلك اليوم حتى من نفسه ، واشتدت كراهيته للأمير كما لم تكن من قبل قط ، وامتدت هذه الكراهية للمطران الذي كشف له طويّة الأمير . وأطلعه على مقاصده .
الاّ أنه سكت بعد ذلك ، ولم يتعرّض للأمير بكلمــــــــــــــــة
والى غيرها بعونه تعالى
من تائــــــــــــه جبران 7
Re: من تائــــــــــــه جبران 7
" كيس طحين وقالب صابون ، وعلبة سكر" .
الله ...
ما أحكمَ هذا الأمير !.
وما أعقلَ هذا المطران !.
وما أحمقَ هذا الفقير !.
وقديما قيل:
لكل داءٍ دواءٌ يُستطب به ....... الاّ الحماقة أعْيَتْ من يداويها
الله عليك وعلى جبران يا استاذنا ، على هذا الانتقاء المميز...!
الله ...
ما أحكمَ هذا الأمير !.
وما أعقلَ هذا المطران !.
وما أحمقَ هذا الفقير !.
وقديما قيل:
لكل داءٍ دواءٌ يُستطب به ....... الاّ الحماقة أعْيَتْ من يداويها
الله عليك وعلى جبران يا استاذنا ، على هذا الانتقاء المميز...!