فوق الرابية
بقلم

بنت السريان
شارداً تكوّر تحت ظلّه
فوق الرابية
في مخيّلته تضاربت الأفكار
وتهاوت حروف الكلمات
نشب أظافره في صدره
يحاول انتزاع
ما احتفظ بسرّية كتمانه
في سرادق نفسه العصية
أزميل الألم حفرعلى جدرانها
ألوان العذاب
غيمة في أحشائه مصلوبة الأشواق
تستغيث حتى الصراخ
تذرف أمطاراً من الحسرات
تلهب ذكريات جلببها الحداد
حروفها تنزف مقيَّدة بسلاسل الغربة
أشرعة مراكبها مهترئة
مزّقتها الرياح
كتمت في أحداقها
دموع الفراق
ضاق به أفق الكون
كيف له أن يلملم أشلاءه المترامية
بين حباّت الرمل
والإعصار يحكم قبضته
يعجزه
عن درء التكهّنات
وقلبه يغتاله سيف اليأس!
إخترق شروده نغم
أعاده إلى رشده
إيقاع دقّات الناقوس
والتراتيل المنسابة
من الأفق البعيد
بعثت وازع في دواخله
تراقص على أنغامها
غسل ما في تضاريس نفسه
من ألم الوجود
ومزّق كفن اليأس
يمّم وجهه نحو الرابية
وأطلق صرخته للعلاء
سبّحانك يا رب الأرض والسماء