صرخة مغدور من بين القبور

[ابن السريان]

صرخة مغدور من بين القبور
في بلد الغربة رحل من هذا العالم إلى عالم آخر
لقد حمل إلى مقره الأخير ليدفن كغيره .بعد أن أنهى الرجال
عملهم في دفن الراحل وتلى رجل الدين الصلاة مع الحاضرين
لراحة الفقيد لتكون آخر ما يسمعه الفقيد منهم ثم هموا بالرحيل
وخفت أصوات البكاء والأحاديث الجانبية ليعم صمت على القبور
أغلق حارس المقبرة أبوابها ليذهب لمنزله بعد أنهاء المهمة
وبينما هو يوصد القفل سمع صوت أحدهم ينادي بصراخ
لكنه لم يفهم أي كلمة منه لأن الكلمات كانت بلغة مختلفة
هنا قال في نفسه ربما هذا المفون حديثاً لم لم لأن لغته كلغة تلك الجموع
فقرر العودة معتقداً بأنه على قيد الحياة ونحن شعوب متخلفة لم نتحقق
من حقيقة الموت مثلهم أي بعرض المتوفي على أطباء لتأكيد الوفاة
وكلما أقترب من القبر كان الصوت يرتفع فقرر أن يسجل ما يسمعه
على جهاز هاتفه ليثبت ما سمعه ويفهم ما هذا الكلام بعد ترجمته
أشعل جهازه والفقيد يصرخ قائلاً :
أين تركني أهلي وأحبابي ؟ وحيداً هنا مع من سأتكام وبأي لغة أتحدث
معهم فأنا عنهم غريب .
يا أهلي وأصحابي بالأمس كنت معكم وبينكم واليوم تحت االتراب
وهنا لا يفيد لا مال ولا أصحاب فالمذنب نهايته العذاب والصالح
أعماله تنقذه لينعم بالحياة الأبدية .
لما تركتموني هنا وحيداً مع من أتحدث فهم لا يفهمون على لغة الأغراب
لقد عشت في هذ البلاد غريب وها أنا أموت غريب بعد عذاب
أعلم لا جدوى من كلامي فلم يبق أحد ليسمع صراخي
سيكون جسدي طعام للدول وروحي ستلقى الحساب .
أستودعكم فقط صلوا ليرحمني الرب .
بعد هذا الكلام عم صمت على المقبرة فحاول الحارس التحدث
مع الفقيد لكن دون جدوى أنتظر لأكثر من ساعة ربما يسمع جواب
لكن لم يسمع غير صفير الهواء يلفح القبور .فأيقن الحارس أنه ميت
ولكن من أين جاء الصوت وهل الميت يتكلم ؟؟؟؟
أقول له وللجميع :
من ألم الغربة حتى الميت يتكلم ويشكوا .

[سعاد نيسان]

مكتوب علينا ان نعيش ونموت في الغربة
ابن السريان

[ابن السريان]

سلام الرب معك
أشكرك أختي الغالية
تواجدك الدائم في صفحتي له طعم خاص
كلماتك تنثر عبقها على أسطر نصي
شكراً لك وأتمنى لكل مغترب العودة لموطنه
كم هو صعب ان نعيش ونموت غرباء
الرحمة لكل فقيد وطول البقاء للجميع
بركة الرب معك