دعاؤك حصن
بقلم

بنت السريان
في رحم أمي
كحّلتْ عينيَّ بيادر الشعر
وبلاغة الأدب أثارت شجوني
على شدونبض قلبها
عُزِفتْ أنشودة الحياة
وجاء المخاض
وابتدأ مشواري
تعسّرت الولادة
وعانيت من الظهور
آلمتُها منذ بدء تكويني
حملتني تسعة شهور
ومنذ أن وضعتني
كياني نسجه الشعور
إلى عالم غريب خرجت
ضجيجه آلمني وأبكاني
أطلقت صرخة التمرّد
ضحك لها الحضور
أمرهم لا يعنيني
لن أهتّم لإيقاع الوقت
فقلب أمّي
رغم كل أتعابها وآلامها
لم يتوقف عن الخفقانِ
وحبّها ما تحوَّل عنّي
لن أبالي بمَن حولي
صوت امّي ألهاني
عزفَ سمفونية حبٍّ
شرحت لي صدري
على صدرها غفوت
روحها غلّفتني
واطمأنَّ كل كياني
حين عانقتني
في بحر عينيها رصدْتُ
لآلئاً ومرجانِ
وفي خمر أنفاسها
سكرت بثواني
حبُّهالا تحده حدود
ولا تعترضه أسوار
شلال مياه لا ينضب
أستقيه زلالاً مدرارِ
يبعث الأنفاس بين الربى
ويسقي الروح
من خمر الدنان
ورحيق زهر البيلسان
كلماتها غنج ودلال
تسمع الكون آيات من حنان
أحلامها فيض أنهار
يداها طوق نجاة
عيناها تسطع نبراساً
رائحتها من عطر الجلّنار
صلاتها ينبوع معجزات
تحميني
في الليل والنهار
أمام عينيها كبرت
بأحلامها تسبر أغوار البحار
وتنوِّر أفق حياتي
غدوتُ شاباً
ودمع صلاتها
في عينيها ما زال جاري
تعالج الأمور بحكمةٍ
مهماارتفع المد من حولي
لم تجرفها الأمواج عنّي بعيداَ
ومهما كبرتُ
يميناً ويساراً يداها تطوّقاني
وإن ابتعدت بيننا المسافات
غصب عنّي
وانحنيتّ مكابداً كلّ عناء
حنين الرجوع
لحضنها يتولّاني
ذاك الذي ضمني سنوات
بين الجنان
آه ...وهيهات هيهات
حومة الوغى تطوّقنا بعناد
وليس للداء دواءٌ
سوى صلاتها عنّي
فعذراً يا أمّاه
إن قلت وداعاً
وطني رهين المنيّة
ولابد أن ألبّي النداء
لقد دعاني
حسبي أن أقول:
إبعثي من قلبك للسماء
أصوات الدعاء
فدعاؤك حصنٌ لي
يا أمّي