الأحد الخامس بعد عيد الصليب المقدس ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܝܐ ܕܒܬܪ ܥܐܕ

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54924
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الخامس بعد عيد الصليب المقدس ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܝܐ ܕܒܬܪ ܥܐܕ

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »


الأحد الخامس بعد عيد الصليب ـ
القراءة من إنجيل متى ص 23 ـ

حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه
قائلاً: على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون،
فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون فإنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم،
وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس: فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع،
والتحيات في الأسواق، وأن يدعوهم الناس: سيدي، سيدي!! وأما أنتم فلا تدعوا سيدي، لأن معلمكم واحد المسيح، وأنتم جميعاً إخوة.
ولا تدعوا لكم أباً على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح. وأكبركم يكون خادماً لكم فمن يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
اضطّر المسيح له المجد أن يُعلن الويُلات أمام الجموع والتلاميذ ليس تشهيرًا بالكتبة والفريسيين، وإنما تحذيرًا لشعبه لئلاّ يُعثرهم هؤلاء بتصرُّفاتهم، وما هو أهم لئلاّ يسقط شعبه فيما سقطوا فيه. والعجيب أن الكتبة والفرّيسيّين صوبوا سهامهم ضدّ المسيح يسوع، أمّا هو ففي لطف وعطف يقول: كل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه واِعملوه، وكأنه يحث الشعب على الخضوع لهم، لا من أجل سلوكهم، ولكن من أجل كرسي موسى الذي جلسوا عليه.
لقد جلس الكتبة والفرّيسيّون على كرسي موسى، أي تسلّموا ناموسه، لكي يسجّلوه ويقرأوه ويفسروه، فما ينطقون به ليس من عنديَّاتهم، ولا هو ثمرة قلبهم الشرّير، وإنما هو ثمرة الكرسي الذي يجلسون عليه، أمّا أعمالهم فهي عظة مُرّة وقاتلة تحمل ثمار قلوبهم الدنسة. لهذا شجَّع المسيح الشعب أن يسمعوا لهم فيما يصدر عن الكرسي لا ما ينبع عن قلوبهم.
هذا هو حال كل خادم متكبّر يقدّم للآخرين كلمة الله، ليس من عندياته وإنما من الكتاب المقدّس، دون أن ينتفع هو به، وكما يقول عنه القديس أغسطينوس: الخادم المتكبّر يُحسب مع الشيطان، أمّا عطيّة المسيح (كلمة الوعظ)، فلا تَفسد بل تفَيض نقيّة خلاله وتعبُر كالماء إلى أرض مخصبة، فيكون الخادم كقناة من الحَجر لا يقدر أن يقدّم ثمرًا بالمياه التي تعبر القناة الحجرية إلى أحواض الزهور في الحديقة. أنها لا تقدّم نموًا في داخلنا كقناة حجرية بل تهب ثمرًا كثيرًا في الحدائق.
* الوصيّة في ذاتها ليست مستحيلة ولا ثقيلة، وإنما إذ تصدر عن معلّمين لا يجاهدون فيها يجدها الشعب حِملًا ثقيلًا عسر الحمل، قد حزمها المعلّمون، لا ليحملوها مع الشعب، وإنما ليثقِّلوا بها كاهل الآخرين، أمّا هم فلا يفكِّرون حتى في مجرّد تحريكها بإصبعهم. وعلى العكس فإن ذات الوصيّة إذ يقدّمها معلّمون مختبِرون ومجاهِدون يفرح بها الشعب ويتسابقون على حِملها معهم. هذا ما فعله المسيح نفسه، فإنه إذ رأى البشريّة تتسابق على الكراسي فيحزمون لإخوتهم أحمالًا ثقيلة وهم لا يريدون أن يحرّكوها بإصبعهم، إذا به يترك كرسي مجده لينزل وسط شعبه يحمل أثقالنا ويكمّل الناموس عنّا، فيصير النير هيّنًا والحمل خفيفًا.
بينما ترك هؤلاء المراءون الوصايا الإلهيّة لغيرهم اِمتدّت يدهم للعمل لا في تنفيذ الوصيّة وإنما في المظهريَّة التي يراها الناس، وكما يقول المسيح له المجد: وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس، فيُعرِّضون عصائبهم ويُغطّون أهداب ثيابهم.

ما هي هذه العصابة العريضة التي تغطِّي رؤوسهم، وأهداب الثياب الثمينة التي تغطي أخمص أقدّامهم، إلا الاهتمام بالمظهريّة في كل حياتهم من شعر رؤوسهم حتى أخمص القدمين، يطلبون الزينة الخارجيّة الثمينة التي تخفي حياة داخليّة فارغة بلا عمل ونفس فقدت حياتها!
ينشغل المُرائي بالعِصابة الجميلة والعريضة التي تغطِّي رأسه وذهنه، فلا يفكّر في أمور حياته الداخليّة ولا في خلاص نفسه، فلا يمكن أن يرتفع بذهنه إلى السماويات، إنّما يبقى منشغلًا بالجمال الزمني والمديح الباطل. أمّا الأهداب الذهبية الثمينة فإنها تشل حركة قدميه فيقف جامدًا أسير نظرة الناس، لا يقدر أن يتحرّك في الطريق الكرب المؤدي إلى الملكوت. إنه يخاف على أهداب ثوبه من طريق الملكوت!

والخلاصة من القول: كل إنسان يسلك لكي ينظره الناس هو كاتب وفرّيسي
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
[/size]
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 17990
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: الأحد الخامس بعد عيد الصليب المقدس ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܝܐ ܕܒܬܪ

مشاركة بواسطة بنت السريان »


ولا تدعوا لكم أباً على الأرض، لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين، لأن معلمكم واحد المسيح. وأكبركم يكون خادماً لكم فمن يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع.

سامحني يا يسوع
ولمن ستبقى الكراسي والولائم والأموال ؟؟؟؟؟
لقد سادت في عصرنا اليوم على الكبار والصغار
ومن يسلك في طريقك ويكون خادما للجميع بخوف الله
يبقى مرذلاً ومحتقراّ وليس له محل من الإعراب في قاموسهم
أصابنا الحزن مما يحدث حوالينا
وعلى وجه الخصوص مِن مَن هم وكلاء على رعيّتك .
مدَّ يدك وزد إيماننا ثبّتنا بك , إننا عليك متوكلون

شكرا جزيلا أخونا تسحق
يرعاكم الرب

بنت السريان



صورة

سعاد اسطيفان
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54924
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: الأحد الخامس بعد عيد الصليب المقدس ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܝܐ ܕܒܬܪ

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

صدقتم أختنا القديرة وكاتبتنا السريانية بنت السريان بما عقبتم عليه
ولكن!!!!!
يقول أبواب الجحيم لن تقوى عليها.
لنزرع المحبة بين صفوفنا في البداية كي نعكسها للآخرين
فليروا اعمالنا الحسنه ويمجدوا ابانا الذي في السموات.
بارك الله عليكِ وعلى غيرتكِ وعلى مثابرتكِ وعطائكِ المستمر
ربنا هو الوحيد والقدر على كل شئ عسير.
هذا هو المسيحي الحقيقي.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“