صرخاتٌ للمومياءِ الأحياءْ ..!!.؟ شعر وديع القس
الشّمسُ لا تختفي من لمعة ِ الموقد ِ
والذلُّ لا يختفي من سيمة ِ الأشحَد ِ
والبحرُ ما فاضَ ممّا تحمل ُ السّفن ُ
ولا تناقصَ ما ترغو به ، الزَّبَد ِ
إرثُ الذّليل ِبمال ٍ لا نسيبَ له ُ
ووِرثة ُ العزِّ لا تشكو من الزّهد ِ
ونظرةُ الذّئب ِ عندَ الشّاة ِ في دَلَع ٍ
وعندَ مَنْ يعرفُ الذّؤبان َ بالحقد ِ
وليس َ مَنْ يستعين َ الذّقن َ في وَرَع ٍ
وجُلّها دنسٌ ، من بذرة ِ الفَنِدِ
لا يعرفُ الوحش ُ مقياسا ً لفعلته ِ
فالعلمُ فيه ِ من الأنساب ِ بالنّكد ِ
لا يستحي العبدُ من إذلاله ِ أبدا
فكلُّ إكرامه ِ، من طاعة ِ المُرْشِدِ
والكذبُ مُنقطِعٌ ، مهما أطالَ به ِ
حَبْل ٌ من َ القَسَم ِ والحِلفُ بالأحد ِ
طوبى لمَنْ ينظرَ المسكينَ في طلب ٍ
ولعنة ُ القدرِ ، لا تهجرُ المُفسِد ِ
ومَنْ يحِنُّ على طفل ٍ به ِ ألم ٌ
يرضي الإله َ بأعمال ٍ بها سعد ِ
وجالبُ الحزن ِ هدّاما ً لمنزله ِ
وعاشق ُ الفتنة ِ ، في بيته ِ نكد ِ
عِندَ الكِرام ِكلام ٌ ثابت ٌ صَدِقا
لكنّهُ في فم ِ الأشرارِ بالجحد ِ
عندَ العزيز ِ بقاءُ الوعد ِ كالجَبل ِ
لكنّهُ في دم ِ الأنذال ِ كالرّمَد ِ
جُرحي تفتّق َ من أصوات ِ نائحة ٍ
تبكي الوليدَ وتشكو الجوع َ للصّمد ِ
أينَ الشّهامة ُ في أخلاق ِ مَنْ وَعدوا
شعوبهمْ بكريم ِ الخُلق ِ والعَضَد ِ
يا مَنْ سَرقتمْ حليب َ الطّفل ِ في علن ٍ
ضميركمْ بيعَ في الأسواق ِ كالزيّد ِ
وأمّةُ الضّاد ِ أقوالها منَ السّحب ِ
وجهلُها تاجُها ، كالعرف ِ والصّمد ِ
لا ترتقيْ أبدا ، من غابر ِ الزّمن ِ
وشيخها فاسِدٌ .. والحكم ُ للولَد ِ
ميراثّها جنّة ٌ حوراءَ كالشّهد ِ
مع العُراة ِ إلها ً حارسا ً عَضِد ِ
ما أجمل َ الحكم َ في أوطاننا حلما ً
يسخّرُ الله َ في الأحكام ِ كالعبد ِ
واللهُ يرضى بما تهوى ضمائرهم ْ
فهو الشّريك ُ مع الإجرام ِ بالجلد ِ
يا للمهانة ُ والأغرابُ توقِظُنا
كأنّنا بقر ٌ ، في عقلِنا لَبد ِ
فكيف َ نبكي على رُعب ٍ تناقلنا
بينَ الحياة ِ وبين الموت ِ بالمَسد ِ
عهدُ العروبة ِ في أقوالها قرف ٌ
وفِعلُها كبناء ِ الرّمل ِ بالوتد ِ
يا أمّة ٌ شبعتْ من كِنزها الأممُ
وأهلُها نزحوا من قلّة ِ المورد ِ
وشعبها في خيام ِ الذلِّ والقهر ِ
في رحمة ِ اللهِ من قيظ ٍ ومن جَمد ِ
خلاّنهمْ في قصور ِ الخِسّ ِ والقَدح ِ
يناقشون َ بديل َ الرّقصِ بالأسعد ِ
لا نفع َ في قادة ٍ يمشون َ كالغنم ِ
وراءَ أسيادِهمْ والرأسُ بالرّمد ِ
أينَ الكرامةُ والأغرابُ تحرِقُنا
أمْ أنّها أمّةٌ معروفة ُ العهِد ِ
السّيفُ والرّمحُ والفرسانُ والشّيمُ
جميعها جُمل ٌ قيلتْ مع َ السّهد ِ
خيانة ُ العَرَب ِ، معروفة ُ النّسب ِ
أقوالها غيمة ٌ ، والفعلُ في الأركد ِ
لا خيرَ في وطن ٍسلطانهُ ،أجرب ُ
والحكمُ فيه ِ لديّوث ٍ ومنفسد ِ
ما للعروبة ِ تخشى كشفَ عورتِها
فمِن وراثتها ، ألعوبةُ المُرقِد ِ
صراخُ أصواتهمْ في هيئة ِ الأمم ِ
بركانُ جعجعة ٍ ، كالصّوت ِ والصَّدَدِ
لا يخجلون َ منَ الآلام ِ في وطن ٍ
هزَّ الضمائرَ في الأحجارِ والوتد ِ
لونُ الدّماء ِ كأشباح ٍ تلاحقهمْ
لكنّهمْ غرِقوا في لذَة ِ الجّسد ِ
كالمومياءِ فلا حسٌّ ولا ورعُ
فالحسُّ فيهمْ كما الأموات َباللّحد ِ
وعندما تمطرُ الدّنيا بمَكرِمة ٍ
ينسونَ أرواحهمْ كالدّود ِ بالجّمد ِ
عارٌ عليكمْ فلا أمٌ تعانقكمْ
ولا أبٌ يطلب ُالغفرانَ بالسّجد ِ
محاكم ُ الله ِ لا ترحمْ بما فعَلوا
وإن تجاوزها الأزمانَ بالأمَد ِ ..!!
وديع القس . 16 . 10 . 2013