لمنْ ستكون العروس ..؟
جمالُها لم يكن منسّقاً
و مزيّنا
بأياد ٍ بشريّة ..
*
وسيمتها
وبشرتها
ولونها
وجنسها
وأصلها
وفصلها
وأعصابها وأحاسيسها
وحبّها ودمها
وكلُّ ما فيها مُتْقَنٌ
لأنّها
جُبلت من جباهِ الشمسِ
بقوة ٍ سرمديّة ..
*
أحبّها العالم
كلّ العالم
بكلّ مافيه من أنواع
من جميع ِ الأصقاع
ومن
أصناف ٍ وأديان
وأعراق ٍ وألوان
ومن
طوائف وقبائل
ووحوش ٍ وبلابل
وطلبوا يدها ليخطبوها
وقدّموا لها المُغريات
والهدايا ووصَفوهابأجمل
الكلمات
وسقوها من الدماء
والدّموع
بالحبِّ والفرح
بالوجع ِ والتَّرح
ولحّنوا لها
الشّعارات
العالميّة
والقوميّة والدّينية
والسياسيّة والهمجيّة
والعشائريّة والقبليّة الوطنيّة..
*
ثمّ حوّطوها وسيّجوها
بالجيوشِ والأساطيل
والطّائرات
والعصاباتِ الهمجيّة ..
*
ثمّ تلوّنَ الحبّ والغزل
وافترقَ العشّاق
وتغيّرتْ القُبل
وكلٍّ على طريقته
وكلٍ على مزاجه
وكلٍّ على أهوائه
يحكي المُثُل
من خلاص ٍ وأمل
بالكلامِ والجمل
بالهدايا والحِلل
بالشرائع والعدل
بالعروضِ والعَضل
لكنَها ترفض
كلَ العروض ِ والجدل
وتبقى عشيقة ُ الأزليّة ..
*
قسمٌ يعشقها حبّاً بالحبّ
بالروح ِ والقلب
ويرسمُ على هامتِها
صورة أمّه ِ وأبيه
يموتُ في عيونِها
ويموت ُ في قلبِها
وينصهرُ في لهيبِها
وعشقِها وروحِها
يعانقُ حزنَها ويبتسمُ
إبتسامة ِ الكبرياء
وروحهُ لا يخترقها
الرصاص
لأنّ علاقة حبّها
كعلاقة ِ القلب ِ بالدّماء
يقهرُ الموت َ والحِقد
بالطّيبِ والعفّة ِ والرّجاء
ويصلّي لها كلَ يوم
قبل َ أنْ ينام ْ
صلاة الحياة الأبديّة ..
*
وقسمٌ يعشقها حبّاً بالجمال
يريدها عشيقةً لا عروسة
وبديلةً ً للتّرحال
ويحبسُها ويخنقُها
ويتركها بين حيّة ٍ ورميم
لتقدّمَ الطاعةَ للإبن
المدلّل القديمْ
ويطلق ُ عليها تسميات
النّبي الحكيم
ساميّة
ثمّ عبريّة
ثمّ يهوديّة
ثمّ صهيونيّة
ثمّ .. ثمّ ..
يكتفي العم سام
ليكملَ رحلتهُ المعهودة
في الحرب ِ الكونيّة ..
*
وقسمٌ آخر يعشقها
عشقَ الأموات
يعشقُ أحشائَها
وقلوبها
وأكبادها
يمزّقهَا ويتمختر
يقطعُ رأسَها
ويُكَبِّر
يأكلُ قلبها
ويُكفِّر
يحلّلْ الحرامْ
ويحرّم الحلال
يقتل الحكماء
ويتوّج الجهلاء
يعشق الظلمَ والبهيم
وينفر الحرّ والعليم
ليبقى عبيداً للعبيد
حتى نهاية ِ الأبديّة..
*
وتبقى عروستنا تنتظر
فارسَ الأحلام
وتحبّ أغاني الحبّ البسيطة
النقيّة ِ كالحمامْ
وتعرفُ من تجاربِ الحياة
وقسوة ِ الأيّامْ
بأنّ كلّ أغنيات العالم
تتألّف من الحبّ
والصّدق والسّلام
وكلّ أعمال العالم
تتألّف من الحقد
والظلم والحرام
وكالنّور ِ الكاشف
تكشفُ العروس
الصِّدق َ من النِّفاق
والأحباب من العشّاق
والحنين َ من النُّعاق
والخناق َ من العِناق
والقيدَ من الإنعتاق
والعدوّ من الرّفاق
ولمّن تكون ..؟
ومَن سيفوزُ بحبّ
العروس السّوريّة ..؟
الغربُ والعم سام
أمْ ..؟
العربُ والإسلامْ
أم ..؟
النّسبُ وآرام..؟
ويجب ألّا ننسى أصل
العروس ستبقى
سوريّة ..
وتبقى الكلمة
سرمديّة...!!!
وديع القس ـ 27 . 10 . 2013
[/size]
