الشمسُ لا تُحجَبُ بالغربالْ ..؟ وديع القس
قلبوا الحقائقَ وبدّلوا المعاني
وغيّروا الأسماء ْ..
وبالقوّةِ والظّلمِ
بالقهر ِ
والألم ِ
والغصبِ والعدمِ
والغزوِ والحربِ والنهبِ
والسّلبِ
والّلجمِ والحجبِ
حاولوا...
إحياء الأمواتِ
وإخفاء الأضواءْ..
*
وتبادلوا الادوارَ
الغزاة َ والطّغاةْ
على مرّ العصورِ والأزمانْ ..
مستعمر أوربيّ
وغزوٌ إسلاميّ
ومن جميع الاجناس ِ
والأصقاع ِ والقارات ِ والشعوبِ
والقبائلِ والأديانْ..
وجرّبو كلّ محاولاتِ
الترغيبِ والترهيب ِ
والتقتيل والتنكيل
والتدمير والتحقير
وكلّ أساليب الطغيان ..
وبقيت الشمسُ تشرقُ
في كبدِ السّماءْ ..
*
غيّروا كلّ شيء
وضعوا أعلامهم على
كلّ المواقعْ..
ونصبوا راياتهم في
كلّ زقاق ٍ وشارعْ..
وقلبوا الكنائسَ
إلى جوامعْ ..
وتغيّرت الحروفُ بالسيوف
وسارت القبورُ جسوراً
للعبورْ
وتبدّلَ الشرفُ إلى قرفْ
وتحولَ الماءُ إلى
دماءْ..
*
وواصلوا الحملات
وتحولت الخضراء
إلى صحراء
والطهارة صارت عهارةْ
والعاهرة تبدَل أسمها
بالجاسرةْ
وطهّروا يوحنا المعمدان
بالقبرِ
وصار النبي يحيا
بالطّهرِ
وتحول الهيكلُ المعمدانيّ
إلى الجامع الأمويّ
صار الشرقُ غربا
والشمالُ جنوبا
وتغيّر لون البناء..
لكنّ
الشمسُ لازالت
تشعّ في كبدِ
السّماءْ..
*
وتبدّلت الأعرافُ
والألقاب والأحكامْ ..
فالآشوريّون لُقِبوا
بالأمويّون
والكلدانيون بالعبّاسيون
والآراميّون بالمسلمون
وتتالت الأحكامْ..
وتغيّرت الأزمانُ
والأحلامْ..
ودقّت ساعة الصفر.!!
وظهر المدّعي العام..
الديمقراطي الحرّ
العم سامْ..
ومعه الدبّ الرّوسي
مُنتزعاً عباءته السيبيريّة
مودّعا البرودة
والأسقامْ ..
ليتقاسموا معاً
الشمسَ والظلامْ..
والقوانين والأحكام
ووضعوا الخططْ
ورسموا الخططْ
وسوّقوها إلى المنفّذين
من ثعالب ٍ وقططْ
واتراك وفرس
وعرب وإسلامْ ..
وقالوا : أسمعْ جيدا ً
يا عاشقَ الشمس
أنت الآن الهدفُ المرامْ..
وليعلمُ العالم أجمع..!
بأنّكَ أصبحتَ
(يا وطن ) يا عاشقَ الشمس
بيضة القبّان ما بين
الحربِ والسّلامْ..
وهذا عليقكَ منذ غابر
الأيامْ..
إمّا بالذلّ أو بالإكرامْ..
إمّا بالطّيب أو بالإرغام ..
أمّا بالهدوء أو بالخصامْ..
إمّا بالكلام أو بالسّهامْ ..
وكلّ شيءٍ جاهزٌ مجهّزٌ
بالكمال ِ والتّمامْ ..
ديمقراطيّة..اشتراكيّة .. رأسماليّة
عبوديّة .. ليبراليّة .. ماركسيَة ..
إمبرياليّة .. حريّة .. جبريّة ..؟
لايهم...........
هذه ألفاظ عتيقة
وكلَها كلام في كلامْ ..
ولا تليقُ بالمقامْ ..
ولا شيء يثير فينا أي
اهتمامْ..
الأهم والمهم والهامْ ..
أنتَ يا وطن ـ تعشقُ
الشمس وتكره الظلامْ..
كفاكَ غزلٌ وحبٌّ
وعشق ٌوهيامْ ..
يجب التخدير الفوري
الكامل للأجسامْ..
والعمليّة الجراحيّة
جاهزة
وهذا رأي الحكماءْ ...
والشمس لازالت
تشعّ في كبدِ السّماءْ ..!!!!
وديع القس ـ 28. 10 . 2013
