القوميون: إضاءات، وأربعة مواضيع :1 – قداسة البطريرك 2 – م. الرحباني/ مسيحيو المشرق 3 - كيري في السعودية 4–
أيها الأخوة: حركة القوميين العرب تختار لكم :
إضاءات، وأربعة مواضيع :1 – قداسة البطريرك 2 – م. الرحباني/ مسيحيو
المشرق 3 - كيري في السعودية 4– د. سمارة/ إمارات محتملة لفرنجة الوهابية
بسوريا..؟
------------------------------------------------------------
ثلاث إضاءات من حركة القوميين العرب..؟
1 – سوريا رسالة إنسان، عالمية، يجب أن تسود ..؟
سليم نقولا محسن
http://zamanalarabe.blogspot.com/
ما يسمى المجتمع الدولي الذي تقود منظومته الولايات المتحدة وحلفائها،
حاول جاهدا لتنفيذ برامجه النفعية، إسقاط الدولة السورية عبر الفوضى،
فأنشأ المجموعات المدربة المسلحة، التي سربها عير الحدود إلى داخل
الأراضي السورية لتنجز مهامها، وهذه كانت قد أعدت مسبقا حواضنها السكانية
ضمن تحصينات الإطار الإسلامي، في مناطق عشوائيات التجمعات السكانية
وتداخلاتها، وكان من الطبيعي أن تلجأ هذه المنظومة إلى تأسيس هذه
المجموعات على مرتكزات فكرية أخلاقية ومعتقدية مغايرة، يحسب عناصرها أن
جهادها المسلح في مواجهة الآخر، الذي هو شعب الدولة السورية استرداد حق
مغتصب لها، وأن هدفها إقامة العدل لا أكثر..، ذلك تحت شعار ما يسمى
الدفاع عن الدين القويم في وجه البدع والعلمانية الكافرة، وتظليل غلالة
مظهرية إغوائية ذات ألوان من الشبق الشديد أسموها الحريات والديمقراطية..
وبما أن هذه التوجهات الاستيلائية الدولية الجديدة قد توضحت أبعاد
صراعاتها العالمية ومآربها للشعب في سوريا، ولم يعد خافيا عليه شيء منها
رغم خباثة أفعال التعمية وتقنياتها العالية، وأن هدفها الحقيقي النهائي،
هو إزالة دولته وإبادته ورميه في الشتات.. لم يعد لكوادر وتجمعات هذه
الجماعات المعادية من عناصر فاعلة في الداخل السوري وخارجه، سوى المرتزقة
المكروهين، التي كانت قد سبقت أن عرّتهم وفضحتهم سلوكياتهم وأفعالهم..؟
ولما كانت المسألة السورية في معظم جوانبها مفتعلة، وليست بالأهمية التي
استدعت أن تحشد من أجلها كل قوى التدمير هذه، ولا قويمة طرقها التي حشرت
فيها للوصول إلي حلولها، كان من الطبيعي أن نرى هذا الاصطفاف المذهل
للشعب السوري المديني في تحولاته النوعية وقدراته الابتكارية، وراء
قيادته السياسية والقوى السلامية العالمية العادلة في مواجهة الفوضى،
ورفض الباطل، وكان هذا عاملا حاسما في إسقاط كل مخططات القوى المعادية
ووحشية أطماعها، وإلى شل قدرة قواها وإفشالها، وأيضا بالمقابل إلى تشكيل
معالم توازنات جديدة، وقواعد سياسية، لعالم جديد، أقوى ردعا لقوى الشرور،
وأقل سوءا وظلما..؟
فسوريا ليست فقط شعبا له حقوق يجب أن تحترم، وإنما سوريا رسالة إنسان،
عالمية، يجب أن تسود، فمن هم الذين يشتمون شعب سوريا ومسار دولتها،
بالطبع ليسوا الشرفاء، وإنما وحوش العصر من زعماء إدارات دول النهب
العالمية، والاستعباد، وقاتلي الشعوب ومضطهديهم، ومن يلحق بهم من
الوظيفيين الإقليميين والمحليين والمأجورين محترفي ترويج الاستعباد، ممن
لاحقوا حريات الأهالي الذين يحكمونهم، بالحديد والنار، وخنقوا عيشهم،
واغتالوا إنسانية إنسانهم، وصحّروا ما بقي من اخضرار أرضهم، ورفعوا جدران
القهر فيها، وأطفأوا النور في بلادهم، وجعلوها موطنا للظلام..
فسوريا لا يمثلها ولا يمكن أن ينوب عن شعبها من تآمر وتخابث وقتل وأهان
ومثل في أبنائها، ولا يمكن أن يحل قضايا مكوناتها الشائكة أو البسيطة، في
داخلها أو خارجها، إلا أبناء شعبها الشرفاء من أصحاب الأضحيات، فمن قتل
من شعب سوريا دفاعا عنها، لا يمكن أن يحسب تعدادهم أضرارا جانبية لعمليات
الاجتياحات البربرية، فشعب سوريا لم يعلن حربا على أحد، بل أن مفترسي
العالم قد أعلنوا الحرب عليه، كما أن أبناءها ليسوا تقدمات بشرية لآلهة
الحروب ولا أضاحي تكفير، فشعب سوريا لم يخطئ، وإن أبناؤها رسل سلام
وشهداء قديسين عاينوا الله، فيجب أن يكف العالم الأهوج الأعجمي الغريب عن
ممارسة الغباء..؟
لذا ليس من المستغرب أن نرى من الأفراد المخالفين لشعب سوريا ودولتها
وحكومتها، العجب العجاب، فإذا قلنا لهم أن الغرب هناك وهذه شمسه الغاربة،
قالوا لا هذا هو الشرق وشمسه الساطعة لكنكم لا ترون، وإذا قلنا لهم هذا
ذهب من بلاد الانكليز وهذه دمغته، قالوا لا هذا معدن شبه الذهب من الصين،
مكائدية اتهامية عبثية لن توصل إلى شيء، فإذا نظرت إليهم، رأيت عيونهم
الحاقدة، وإذا كلمتهم صموا الآذان، وصوبوا ابتسامتهم الشاردة البلهاء،
فالنصرة إذا انتصرت كانت من جند الله، وإذا انهزمت صنعتها حكومة البلاد،
ومثلها داعش إلى آخر السلسلة من اللملمات الهمجية المفترسة الطارئة على
البلاد، فإذا استشهد جنود الجيش أبناء البلاد دفاعا عن الشعب والأوطان،
قالوا: قتلتهم حكومة البلاد، وإذا قتل الأبرياء من الأطفال والنساء،
قالوا هذا من مكائد حكومة البلاد، وهكذا.. إنهم الغنائميون السراق،
فالخيال خصب لديهم يتبع الدولار، وأمل الإستقواء في جيوش الغرباء لا
يفارقهم..؟ فأحلامهم المريضة المحبطة تتراكم جوعي بالغنائم والسبايا من
الغير، من بقية أهل البلاد، وستبقى هكذا حتى الفناء.. وبالنهاية في سوق
السياسة يدعون أنهم المعارضة لإنقاذ البلاد..؟ فهل هؤلاء مواطنون لهم
حقوق وعليهم واجبات، أم أنهم خونة البلاد..؟
---------------------------------------------------------------------------
2 - السعودية لم تزل تموّل وترعى أناس همج لا يعقلون..؟
http://zamanalarabe.blogspot.com/
لا يمكن لأحد الادعاء بأن الدول العربية المعنية باجتياحات ما يسمى
الربيعات كانت واحات مثالية لمجتمعاتها، يعم الانتظام فيها والحق،
والعدل، والرخاء، إلا أن هذه المجتمعات وحكوماتها بالمقابل رغم كل
التجاوزات كانت تقر وتعترف وتحتكم إليها كشرط لبقائها واستمرارها،
لكن أن تجتاحها كما الجراد مجموعات مؤتلفة كعصابات أم متسربة لمجاهدين
ومجاهدات، تدعي أن لها حقوقا في أرزاق الآخرين وبما يقتنون ويملكون، توجب
عليها استردادها، وأن مصدر هذه الحقوق الإلهية، خرافية كانت أم أسطورية،
تخول لهم إدانة من يخالفها، وتوقع عليهم الجزاءات وأنواع العقوبات، بما
فيها سلب حياتهم، كما الصهاينة ودولتهم في اجتياحهم لأرض فلسطين وطرد
أهلها وتشريدهم،
فهذا ينقل المجتمع البشري إلى ما قبل الاجتماع الإنساني وتكوين الدول،
إلى فوضى عارمة تبيح التكفير على الهوى والإبادة والسلب والنهب، فالغرض
هنا الإدانة وليس العدل، وإلى نشوء تجمعات تتوافق مع الحالة المتفشية،
يمكن أن يلتحق في صفوفها العديد من الطامعين واللصوص والخارجين عن
القانون والقتلة، لكن هذه لا يمكن أن تفلت على تعدد تشكيلاتها وأنواعها
ومسمياتها من المساءلة والإدانة والعقاب عقب عودة الاستقرار وانتظام
المجتمع،
كما لا يمكن بأي حال وإن شطحت الرغائب توصيفها بثورة، لأنها تدين من
يوصفها، فالثورة هي العكس لمثل هكذا مسار، فهي تحرك شعبي لإقرار الحقوق
المهدورة وإقامة العدل ووضع حد للتجاوزات، من أجل بناء مجتمع عادل يسوده
السلام والأمان..؟
ومع هذا يطلع علينا من هنا وهناك أشكالا من الأشباه الملمعين الناطقين من
ذوي الألقاب، لم ينتدبهم أحد ولا يمثلون أحدا، قد تدربوا على بضع عبارات
ومفردات يرددونها في كل الأزمنة والظروف، وفي أي مكان، لا علاقة لها
بالواقع: عن ثورة الشعب التي يقودونها، ويقصدون فيها الفوضى ونتاجاتها
ورجالاتها، وهم يعتقدون أنهم في ترديدها يصيرونها واقعا، وهذه بلاهة ونوع
من الفصام، ومع هذا فلم تزل بعض الدول تغامر ومنها السعودية بالأصالة عن
نفسها ونيابة عن الغير، تمول وترعى أناس همج لا يعقلون ولا يفقهون،
يفصلهم عن الزمن الحاضر أكثر من 1400 عام..؟
-----------------------------------------------------------------------------------
3 - تفاقم الحالة الوبائية السورية؟
من الملاحظ أن العصابات الهمجية التي تجوب الأنحاء السورية، وتنشر القتل
والخراب والترويع، تلك التي ترتبط بقوى دعم دولية غير خافية لها مصالحها،
تسلحها وتوفر لها الغطاء المادي والسياسي، هي خارجة عن أي منطق عقلي
وديني يمكن أن يوفر الأمان والعدل كمبرر وشرط لأي اجتماع إنساني، يجعل من
أصحاب هذه العصابات والأفراد المنخرطين في صفوفها ومشروعهم ومن وراءهم،
مجرد آلات قتل وتخريب، يضعهم سلوكهم هذا خارج القانون، وأي شرعة معمول
بها لحقوق الإنسان، وخاضعون بالتالي إلى المحاسبة الدولية والإدانة
والقصاص، فهذه العصابات لا تمتلك في مواجهة الشعب السوري المديني، التي
تمثله دولته وسلطاته القائمة، أي مسوغ مشروع سوى عقلية الإلغاء، التي
تستند على شذوذ مرضي، تعتقد فيه أن لها الحق الإلهي في إبادة الغير
والسيادة المطلقة على الآخر، وفي استخدام أنواع القوة والقهر ضدهم، وتبعا
حق استباحتهم وقتلهم، وسبي نساءهم وأموالهم وأراضيهم وبيوتهم، ليكون
إليهم رزقا حلالاً، كما يشاهد العالم ويسمع يوميا عن ممارساتهم، وهذه
الحالة قد آلت إلى التفاقم، مع انهيار مشروعهم، فقد امتدت هذه أيضا ليصيب
وباؤها شرائحاً من حواضنهم، التي سبق أن تعاطفت معهم، وكانت تأمل منهم
تحقيق ما يرومون إليه..؟
-----------------------------------------------------------------------------
أربعة مواضيع:
1- مقابلة قداسة البطريرك غريغوريوس لحام..
http://zamanalarabe.blogspot.com/
في المقابلة التي أجراها الأحد 27 تشرين الأول/ قداسة البطريرك غريغوريوس
الثالث لحام بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، على
شاشة الميادين، مواقف هامة، فقد تحدث بما يلي:
1 - أن زيارته إلى بريطانيا كانت ضرورية لشرح عدالة القضية السورية
ومعاناة الشعب السوري للمنظمات الروحية الأوروبية الفاعلة، وإن كان يفضل
شخصيا من حيث المبدأ البقاء بين رعاياه في المنطقة..
2 - أن رفع الصلاة البابوية في أنحاء العالم الكاثوليكي، التي استجابت
لها الشعوب قاطبة، كان لها التأثير الأعظم، وكانت بمثابة المعجزة الحاسمة
في رفع الضربة الأمريكية الهمجية المزمعة عن الشعب في سوريا..
3 - ما حدث في بلدة معلولا الأثرية كارثة مسيحية وحضارية عالمية، وأن
الشعب المسيحي هو شعب الشهداء، ولا يجوز اضطهاد أحد على دينه وإكراهه في
معتقده وإيمانه، كما حدث فيها..؟
4 - إن المسيحيين هم أصلاء في الشرق والمنطقة، والهجرة من سوريا والبلاد
العربية التي تعاني من الاضطرابات نسبتها واحدة على تعدادهم، فيما يخص
المسيحيين أو بقية الطوائف..؟
5 - ننتظر من حكومة السعودية موقفا فاعلا، يعمل على إشاعة السلام في المنطقة..؟
6 - نأمل أن ينعقد مؤتمر جنيف في موعده، ونأمل أن تشارك فيه البابوية
التي تمثل المسيحيين الكاثوليك في العالم، كما نأمل أن يتمثل فيه رؤساء
الطوائف الروحية المقيمون في سوريا، لإضفاء أجواء من الروحانية الصادقة..
-------------------------------------------------------------------------------------------
2 - مسيحيو المشرق.... زوال الخطر الداهم
د. ليلى نقولا الرحباني
الثبات
توالت المؤتمرات التي تعالج الهواجس المسيحية والتي تبحث في قضايا الوجود
المسيحي في هذا الشرق، ودوره الأخطار المحدقة التي تتهدده بعد بروز
الحركات التكفيرية والتيارات الأصولية التي تمارس القتل والتنكيل
والفظائع بالمسيحيين والمسلمين على حد سواء.
وقد تكون هذه المؤتمرات المسيحية أتت متأخرة نوعًا ما، بالرغم من أن
الحركة المسيحية الداعية إلى تثبيت المسيحيين في أرضهم، وحثّهم على عدم
الهجرة إلى الغرب، كانت قد بدأت منذ سنوات خاصة في عام 2008، بنشوء جمعية
"مركزية مسيحيي المشرق" التي حددت ضمن أهدافها العمل على تجذّر المسيحيين
في أرضهم وقراهم ومحاولة تأمين عيش كريم ولائق لهم، يحفظ لهم كرامتهم
ووجودهم، وحددت عملها في دول المشرق المسيحي المهدد في دول ست هي مصر،
لبنان، سوريا، العراق، الأردن، فلسطين.
ونقول بأن هذه الحركة المسيحية قد أتت متأخرة، ليس لأننا نعتقد أنه فات
الأوان بالنسبة للمسيحيين وبات تهجيرهم أمرًا مفروغًا منه، أو قدرًا لا
يمكن ردّه، بل لأن التطورات الحاصلة في المنطقة قد تخطت ذاك الخطر
الداهم، وما كان يُحاك للمسيحيين في المشرق، أسقطته التطورات المتسارعة
التي أطاحت بمعدّي مشاريع الاقتلاع والتهجير، ونستذكر فيها ما يلي:
- تزايد الخطر على المسيحيين المشرقيين بشكل كبير، بعد دخول الأميركيين
الى المنطقة واحتلالهم العراق عام 2003، وقد تبين من التطورات العراقية
خلال سنوات عشر أن تهجير المسيحيين لم يكن عَرَضيًا، بل كان سياسة منهجية
مدروسة ومخطط لها، وشارك فيها الكثير من المسلمين والمسيحيين في العراق
والمنطقة، ومنها بعض الجمعيات اللبنانية المعروفة.
- إن تعبير "الفوضى الخلاّقة" الذي أطلقه الأميركيون، عنى في ما عناه،
تقاتل إسلامي إسلامي؛ أي تقاتل سنّي - شيعي، سنّي - سنّي، سنّي - علوي
الخ.. وفي معركة داحس والغبراء الإسلامية، كان لا بد أن يقتلع المسيحيون
لتخلو مناطق التماس المباشرة بين هذه المذاهب لكي يأخذ الاقتتال مداه،
ويتوسع وتتعمّق الخلافات الإسلامية الإسلامية، بالدم والحديد والنار.
- وبعد التطورات التي حصلت في العالم العربي، وسعي الغرب إلى التحالف مع
المشروع الأخواني الذي حاول أن يعيد عهد الخلافة العثمانية إلى سابق
عهدها، والممارسة العملية التي أظهرت حجم الخطر المتأتي من هذا المشروع
المدعوم أميركيًا، والذي ظهر في سياسات إقصاء وإلغاء تامّ لكل مخالف
للرأي، أو مختلف مذهبيًا ودينيًا. حينها، كان الخطر على المسيحيين على
أشدّه، فقد اعتبر الغربيون أنه بإمكانهم إيجاد وكيل جديد يؤمن لهم
مصالحهم في المنطقة ويحفظ أمن إسرائيل، وما الوجود المسيحي المشرقي
المهدد من جماعات لا تؤمن بحق الاختلاف سوى "خسائر وأضرار جانبية" في
معركة الغرب ضد الشرق، ويجب أن يقدم المسيحيون قرابين على مذبح المصالح
الغربية والأوروبية، التي وعدت بأن تستقبل المسيحيين الهاربين من
الاضطهاد كلاجئين في أرضها، وهكذا كان أمام المسيحيين - فيما لو نجح
المشروع- الاختيار بين صفتين "أهل ذمّة في أرضهم أو لاجئين في الغرب".
- وما أن سقط المشروع الأخواني على صخرة صمود الحلف المقاوم الداعم
لسوريا، ثم أسقاطه في الميدان السوري عبر هزيمته بالضربة القاضية في
القصير، واستكمال المصريين القضاء عليه في ساحاتهم وشوارعهم، حتى استبدل
الغربيون المشروع الأخواني للهيمنة على المشرق بالمشروع الوهابي الذي لم
يعمّر طويلاً، فسقط بعد شهرين في الميدان السوري أيضًا، ولم تنفع
محاولاته استجداء التدخل العسكري الأميركي بضربة عسكرية مباشرة لنظام
الأسد لتعويمه.
- وهكذا، وبعد هذه التطورات الميدانية والسياسية التي تسارعت في وقت
قياسي، يمكن القول أن مصير المسيحيين لم يعد مهددًا كما كان في السابق،
بل إن سقوط المشروع الغربي في المنطقة بعناوينه الثلاث" الفوضى والأخواني
والوهابي"، وتسليم الأميركيين بتراجع نفوذهم في الشرق، وتقاسمه مع الروس،
يجعل من الخطر الداهم الذي كان على المسيحيين معالجته، أقلّ من ذي قبل.
وتأسيسًا على ما سبق، وبما أن جبهات مشاريع الاقتلاع باتت تعاني انهيارًا
دراماتيكيًا في صفوفها، بات على المسيحيين المشرقيين تغيير استراتيجيتهم
وكيفية التعبير عن مطالبهم، فالخوف والقلق والخطر المحدق بهم، لم يعد
يمسّهم وحدهم بل إن المسيحيين والمسلمين في هذا المشرق، على حد سواء
باتوا أمام خطر أصولي تكفيري يتغلغل في مجتمعاتهم ويهدد أمنهم وحريتهم
وكرامتهم، فإما أن يواجهوه معًا أو أن يسقطوا معًا.
---------------------------------------------------------------------
3- ماذا سيقول كيري في السعودية؟
المستشار - د. ليلى نقولا الرحباني
في فترة مشوبة بالترقّب والتعجّل لعقد مؤتمر دولي لحل القضية السورية
سلميًا، يبدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة للمنطقة يبدأها
بالسعودية ومصر، ويستكملها في دول أخرى. علمًأ أن مدينة جنيف السويسرية
ستشهد الأسبوع المقبل لقائين هامين جدًا، الأول هو لقاء أميركي روسي لبحث
التحضيرات حول جنيف 2، يستتبعه لقاء لهؤلاء مع ممثلين عن الدول الخمس
الأعضاء في مجلس الأمن، وبحضور الإبراهيمي. أما الثاني، فبعده بأيام، إذ
سيعقد اجتماع جديد بين إيران والدول الأعضاء في مجموعة "5+1" في 7 و8
تشرين الثاني، لبحث الملف النووي الإيراني.
ومن تزامن اللقاءات وسرعة وتيرتها، ومن الايجابية التي تطبع التصريحات
الدبلوماسية، واللقاءات التي يعقدها قادة الدول الإقليمية، يبدو أن مسار
الحل السلمي في المنطقة قد انطلق شاء من شاء وأبى من أبى. وهكذا تشهد
المنطقة حركة دبلوماسية نشطة، وإعادة وصل ما انقطع بين العديد من الدول
الإقليمية والأطراف الدولية، وخاصة بين معسكري الصراع في سوريا، فنجد:
- زيارة المالكي إلى واشنطن وتأكيد على وحدة الهدف ووحدة العدو بين
العراق وأميركا، فالإرهاب بات يضرب الجميع، ولا شكّ أن العراق قد تضرر
كثيرًا من الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة الأميركية للمعارضة السورية
المسلحة، والذي أدى في نهاية المطاف إلى سيطرة "داعش" على مناطق واسعة
على الحدود العراقية السورية، مما بات يهدد المنطقة بأكملها وليس الدولة
العراقية ووحدتها فحسب.
- زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تركيا، والتصريحات
التركية والإيرانية التي أعقبتها، والتي شددت على ضرورة الحل السلمي في
سوريا وأن للبلدين مقاربة متشابهة حول الوضع في سوريا، ثم توجيه الرئيس
التركي عبدالله غول، دعوة رسمية إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، للقيام
بزيارة إلى تركيا.
وكان وزير الطاقة التركي قد أعلن في وقت سابق، أن تركيا ستستورد 5 ملايين
طن على الأقل من النفط الخام الإيراني العام المقبل، وأنها سترفع مستوى
مشتريات الغاز إذا عرضت إيران المزيد منه، علمًا أن تركيا تستورد ما يبلغ
10 مليارات متر مكعب من الغاز من إيران سنويًا.
- لقاء مرتقب لوزير الخارجية الإيراني ونظيره الفرنسي، لوران فابيوس، في
العاصمة الفرنسية باريس، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، وتعتبر
زيارة ظريف إلى فرنسا أول زيارة لوزير خارجية إيراني إلى فرنسا خلال
الأعوام الأخيرة، ما يعكس إعادة نظر أوروبية تجاه العلاقات مع إيران،
وتأكيد على دورها الإقليمي.
- بوادر انفتاح وانقطاع قطري مع السياسة السابقة التي اتخذتها دولة قطر
منذ بداية الأحداث في سوريا، فمنذ ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا،
وتتابعًا مع الرسائل التي أرسلها أمير قطر الشاب الشيخ تميم إلى الرئيس
السوري بشار الأسد، يمكن القول أن محور "الأخوان المسلمين" - بزعامة
تركيا وقطر- بات يتحضّر لإعادة نفسه إلى الساحة السياسية الإقليمية بقوة
من بوابة الحل السياسي السوري، بعدما تمّ عزله على أثر فشله في إسقاط
النظام السوري بالقوة، وفشله في الميدان.
انطلاقًا من كل هذا الحراك، وما كشف منه وما لم يكشف، ماذا يمكن أن يقول
كيري في السعودية التي يبدأ بها جولته؟.
يمكن أن يتصور أنه من مسار الأحداث المتسارعة، فإن كيري قد يقول
للسعوديين ما فحواه:
- تشديد على العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين المملكة العربية
السعودية والولايات المتحدة، وتطمينات للعاهل السعودي حول أهمية دور
المملكة في المنطقة.
- تهديد بأن مؤتمر جنيف 2 سيُعقد، سواء شاركت المملكة العربية السعودية
أم لم تشارك. ومن الأفضل للمملكة العربية السعودية أن لا تقصي نفسها
وحلفاءها عنه. فإذا لم تعطِ المملكة الضوء الأخضر للائتلاف المدعوم منها
لتشكيل وفد معارض والذهاب إلى جنيف، فإن الأميركيين سيتكلون على معارضة
الداخل، والمعارضة المحسوبة على الأخوان - من الشخصيات المعارضة التي تمّ
تهميشها لصالح وكلاء السعودية- لتشكيل وفود والذهاب إلى محاورة النظام في
جنيف في الأسبوع الأخير من تشرين الثاني الجاري.
وهكذا، سيجد السعوديون أنفسهم أمام مأزق: فإما "التراجع والتهميش" وإما
"القبول بما تيسّر". وتبقى الخشية الحقيقية لبنانية صرف، فالسعوديين قد
يطالبون بحصة وازنة في التركيبة السياسية اللبنانية في المستقبل، كتعويض
عن خسارتهم في جبهات عدة في المنطقة، فهل سيشهد لبنان معادلة جديدة
قوامها "س - أ" (السعودية - إيران) كبديل عن معادلة "س - س" ( السعودية -
سوريا) السابقة؟
-----------------------------------------------------------------------------------
4- إمارات محتملة لفرنجة الوهابية بسوريا
د. عادل سمارة
حاولت قبل شهرين مقاربة مصير الإرهابيين في سوريا واحتمال أن يقوم
الكيان بخلق إمارة لهم في الجولان كمنطقة عازلة ضد سوريا لاسيما وأن خبرة
أصبحت لديهم في إقامة الجيوب سواء في سوريا أو بين سوريا والعراق، أو حتى
الجيب اللبناني في لبنان أي منطقة عرسال والتي تضج بالعديد من تنوعات
الإرهابيين.
وبمعزل عن انعقاد مؤتمر جنيف، أم لا، وبمعزل عن حدود المشاركة فيه، وكون
الاتفاق الروسي الأمريكي هو الفيصل، فإن ذيولا كثيرة لن تُحل سريعاً حتى
بعد الانتصار العسكري للجيش العربي السوري، ومنها مصير عشرات آلاف
الإرهابيين الأجانب وحواضنهم المحلية. لذا، بوسعنا القول بأن هناك
الكثير مما يُقنع بأن تتم محاولات إقامة إمارات في سوريا لهؤلاء ومنها:
1- تتبُّع وتقليد أسلوب خلق الكيان الصهيوني
2- أو نمط سعد حداد جنوب لبنان،
3- وكل هذا استلهاماً لما قامت به الفرنجة في المشرق العربي
4- هناك أعدادا كبيرة منهم في سوريا، فإذا كان عددهم مئة ألف فهذا
يقارب عدد العرب في قطر وهو 112 ألف شخص.
5- هناك سوريون ممن شكلوا بيئة حاضنة لهم وهؤلاء بالطبع لن يُسلموا
أنفسهم للدولة، ولا شك أن عددهم كبيراً، وهؤلاء يمكن أن يرحلوا لإحدى
الجيوب مع أسرهم.
6- وفي حين يخشى السوريون الذين احتضنوا وشاركوا الإرهاب الغازي
عدوانهم على سوريا، يخشى هؤلاء وقوعهم بأيدي الدولة تماما كما فعل
العملاء اللبنانيين بعد تحرير الجنوب عام 2000 وكما فعل عملاء من الضفة
الغربية بعد اتفاقية (اوسلو-ستان) حيث ذهب كثيرون منهم إلى المحتل 1948
وخاصة في قرية فحمة.
7- من جهتهم فإن الإرهابيين الأجانب على ثقة بأنهم أُرسلوا إلى
سوريا إما لإسقاط الدولة وإما للموت هناك بمعنى أنه ليس صحيحا أن هؤلاء
سوف تسمح لهم الدول التي خرجوا منها بالعودة ببساطة إليها وخاصة الدول
الغربية. فهذه الدول سوف تجد أساليب عدة للتخلص منهم، وقد يكون منها
الاتفاق الفعلي مع تركيا على تصفية ناعمة لهم، والبرجوازية التركية خبيرة
في هذا. ألم تصفي أكثر من مليون أرمني؟
8- وقد تساهم هذه الدول مع سوريا على تصفيتهم، أو إشعال احترابات
فيما بينهم، أو السماح بعودة بعضهم لاعتقالهم وتبيان كأن هؤلاء هم فقط من
تبقوا وذلك للتغطية على دورها في تصفيتهم بطرق عدة.
9- لذا، يمكن أن تكون إمارات أو جيوب مؤقتة هي أحد الحلول إلى أن
يُستنزفوا داخل سوريا فتتخلص تلك الدول منهم دون إشكاليات "أخلاقية" او
قانونية.
10- يعزز هذا الاعتقاد رغبة أمريكا والكيان بإلحاق اكبر ضرر ممكن بسوريا
11- إرضاء تحالف: المراهقة والحقد السعودي وأهداف الكيان الصهيوني
الإشكنازي ضد سوريا
12- توفر الأسلحة والأموال والتمويل لهؤلاء من الخليج.
13- توفر دعم فرنسا لهؤلاء وكل الغرب وليس فقط الولايات المتحدة
14- مثل هذه الجيوب تُطيل الفترة الانتقالية في سوريا وتسمح للثورة
المضادة باستخدام وجودهم كآلية لتدجين موقف سوريا بعد الخروج من الأزمة
أو عرقلته على الأقل
15- مجرد وجود هذه الظاهرة هو إعاقة للمقاومة.
على ضوء ما تقدم، فإن هذه الجيوب ستكون إحدى آليات إطالة الأزمة ضد سوريا
استهدافا لسوريا وللوطن العربي وخاصة مشرقه.
القوميون: إضاءات، وأربعة مواضيع :1 – قداسة البطريرك 2 – م. ا
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
القوميون: إضاءات، وأربعة مواضيع :1 – قداسة البطريرك 2 – م. ا
مشاركة بواسطة ابن السريان »
بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان

العودة إلى ”܀ اقرأ كل يوم حكمة جديدة!“
الانتقال إلى
- القنــــوات الفضــــائية الســــورية العامة والخاصة
- ↲ القنــــوات الفضــــائية الســــورية
- ↲ قنــــــــــــــــــــــــــــاة ســــــــــــــــــــــــــــــــــما الســــــــــــــــــــــــورية
- القسم العام
- ↲ كرنافال المالكية
- ↲ ܀ أخبار محلية!
- ↲ أخبار شعبنا
- ↲ أخبار شعبنا في المهجر
- ↲ أخبار شعبنا في ديريك
- ↲ أخبار شعبنا في قبري حيوري
- ↲ أخبار شعبنا في القامشلي
- ↲ أخبار الأبرشيات
- ↲ ܀ أخبـــار عامــــة ـ دوليــــــــــــة
- ↲ ܀ اقرأ كل يوم حكمة جديدة!
- ↲ ܀ قهـوة ديـريـك ديـلان
- ↲ منتدى النكت والطرف والحزازير
- ↲ أقوال مأثورة وحكم
- ↲ منتدى الترحيب بالأعضاء الجدد
- ↲ التعارف ، المقابلا ت والحوار
- ↲ منتدى الآراء والاقتراحات
- ↲ ܀ منتدى المنبر الحر
- ↲ ܀ حــــول الــعـالـــم ـ منـــوعــــات ـ غـــــرائــــب
- قسم الأفراح والأحزان
- ↲ منتدى التهاني بالأعراس والخطوبة
- ↲ منتدى التهاني بالمعمودية والولادات الجديدة
- ↲ منتدى التهاني بأعياد الميلاد
- ↲ ܀ منتدى التهاني المنوعة، مناسبات أخرى
- ↲ منتدى التعازي والــــوفيـــــات
- ↲ ܀ اشعل شمعة
- قسم المسيحيات
- ↲ آية وحكمة اليوم
- ↲ ܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد
- ↲ الاشحيم
- ↲ ܀܀܀ كتاب الاشحيم ܀܀܀
- ↲ ܀܀܀ صلوات الاشحيم ܀܀܀
- ↲ ܀ زوادة اليـــوم
- ↲ السنسكسار السرياني
- ↲ السنكسار السرياني ܩܽܘܕܺܝܩܽܘܣ لشهر ايلول
- ↲ السنكسار السرياني ܩܽܘܕܺܝܩܽܘܣ لشهر تشرين الأول
- ↲ ܀ كل يوم قصة هادفة
- ↲ مواضيع دينية وروحية
- ↲ طلب صلوات وتضرعات
- ↲ سير ومعجزات القديسين
- ↲ مسابقات واختبارات
- ↲ ܀ منتدى المرشد الروحي للأب الربّان رابولا صومي.
- القسم الرياضي
- ↲ الرياضة السريانية
- ↲ الرياضة السورية
- ↲ الرياضة العربية
- ↲ الرياضة الدولية
- ↲ منتدى كأس العالم
- قسم السريانيات
- ↲ منتدى تعليم اللغة السريانية
- ↲ ܀ منتدى ابن السريان
- ↲ ܀ المكتبة السريانية
- ↲ منتدى الأدب والتراث السرياني
- ↲ منتدى مشاهير السريان
- ↲ منتدى أمكنة ومواقع سريانية
- ↲ منتدى عادات وتقاليد شعبنا
- ↲ رجال ونساء من شعبنا
- ↲ ܀ أزخينيات
- ↲ ܀ منتدى المرشد الروحي للأب الربّان بولس خانو
- القسم الأدبي
- ↲ ܀ حـــدث فـــى مثـــل هـــذا الـــيوم!
- ↲ المنتدى الأدبي
- ↲ منتدى الكتب والكتّاب والقراء
- ↲ منتدى أدباء السريان
- ↲ منتدى الكاتب والراوي فريد توما مراد
- ↲ الشاعرة والاديبة السريانية بنت السريان
- ↲ منتدى الشعر
- ↲ منتدى الأدب
- ↲ ܀ منتدى الشاعر توما بيطار
- ↲ ܀ منتدى الأديب وديع القس
- ↲ ܀ منتدى الاديب والشاعر القس جوزيف ايليا
- ↲ ܀ منتدى الاديب والشاعر الازخيني فؤاد زاديكه
- ↲ ܀ المنتدى الثقافي
- قسم الأسرة والمجتمع
- ↲ ܀ منتدى الجمال والاناقة
- ↲ منتدى الطفل
- ↲ ܀ منـــتدى صحتـــــك بالـــدنـــيا
- ↲ ܀ منتدى الرجال
- ↲ منتدى المجتمع
- ↲ ܀ مطبخ ديريك ديلان العالمي
- ↲ ܀ حــــــلـــول ذكيـــــــــــــية
- قسم العلوم والتكنولوجيا
- ↲ المنتدى التجاري والاقتصادي
- ↲ ܀ منتدى مــال واعمــال & أخبـــار ـ اسـواق وبوصات
- ↲ ܀ منتــدى عــالــم السيــارات
- ↲ ܀ منتدى الإرشادات والنصائح الطبية ـ جديد الطب
- ↲ منتدى الكومبيوتر والإنترنيت والموبايل & أجهـــزة
- ↲ منتدى التقنية والتكنولوجيا
- ↲ ܀ أضـــف لمعــــــلومـــاتك
- قسم الفنون الجميلة
- ↲ الفن والفنانين
- ↲ منتدى الفن والرسم
- ↲ ܀ منتـــــدى السيـــــاحة والســــــفر
- ↲ ܀ فرقة حسان باند الموسيقية
- القسم القانوني
- ↲ منتدى القوانين و الأحكام
- ↲ منتدى أحكام وأخبار المحاكم
- Language Forums
- ↲ Forum English
- ↲ Deutsch Forum
- ↲ Svenska forum