اللسان عضو يضرم من نار جهنّم
بقلم
بنت السريان
كثيراً ما نشفق على الأخرس ولأول وهلة نقول : يا حرام ...مسكين إنّه أخرس.
لكن مابالك لو قلتُ لك هناك الكثير ممن يحسد الأخرس ويعتبرها منحة من الله؟؟؟
هناك من وصل ساحة الإعدام وفي قرارة نفسه متمنياً لو كان أخرس.
وآخر يلعن لسانه يوم تفوه بكلمات نابية , كالخنجر بها طعن صديقه من الخلف, وها هو في حالة لا يفيد فيها الندم ,لأن كُشف المستور ولسانه وضع فوق المنبر
فما يبعثه ذلك اللسان
و ما تحركه تلك الشفتين
و ما لا يزنه ذلك الدماغ البليد
كـلـه ينجم
منّا نحن البشر
لسان كالسيف ذو حدّين كيفما توجّه يقطع
عرف الجرح مثـواه
فصمت و التهب بقلب الصديق
من عينيه تدفقت الدموع
وعرف نفسه
بعــــــــد أن ارتعدت حالته النفسيه .!
بعــــــــــــد .......و بعــــــد ..
إذا فات الفوت ما ينفـع الصوت
إن ندم لسانك لحال صاحبك...بعد أن أذيته بكلامك
ماذا ينفع؟؟؟!!!!
بعد أن جرحت صديقاً ( أختاً, أخاً ,قريباً)كنت تداهنه أيّاماً بمعسول الكلام متربّصاً له يوم تزل قدمه تكون أول من هيّأ خنجره ليطعن!!!!!!!!!!!!!!!
يا للعجب
هو هو نفس الصديق ,يوماً تباركه وبآخر تلعنه, تسبّه, تكيل له ما ليس في الحسبان,و في الظهر تطعنه,ماذا جرى !!!!
ألعلّك أنت كنت من يحفر له الحفر!!!!!!
فإن كان ضميرك يؤنّبك وما زال فيه بذرة صلاح
استغفر ربّك في الحال وقل: يارب اجعل حارساً لفمي, افتح باب شفتيَّ فيخبر فمي بتسبيحك
وتذكّر قبـــــــــل
أن تجرح وتحرق صديقك
بجمر حقدك, ضع اللجام في فمك;وتذكّر
أنَّ الحيــــاه مستمره والفلك دوّار ولعلّك في يوم ما لهذا الصديق تحتاج
وأخيراً وفي الأمر الأهمّ
عليك أن تخرج من الدنيا و الجميع راض عنك,فامّا أن تُرحم أو تُ لعن لم يبق بعد رحيلك سوى سيرة حياتك
ففي كل يومٍ نودّع أعزّاء.
الصديق وقت الضيـــق
صن لسانك قبل ان تتحدث به
لا تحاول العبث بمشاعر الاخريــــن ،وعليك ان تعلم ما الحياة إلاّ
سويعات نقضيها معاَ ,ليوم الحساب, وهناك تبيضُّ وجوه وتسودُّ أخرى
والعبرة لمن اعتبر
قال بولس الرسول :
اكرز بالكلمة بوقت مناسب وغير مناسب
الله وراء القصد
بنت السريان
