أمّ الشهيد ...وبعد ..؟؟
نَذَرتْ بداخل ِ نفسِها بتوقّر ِ
جلُ المعانيْ في حنين ٍ مضمر ِ
أمُّ الشّهيدِ بقلبِها مستوطنٌ
وطنا ً وتحملهُ ، بقلبٍ مبشر ِ
أمُّ الشّهيد ِ بروحِها ودمائِها
وحنينها ألقَا ً كضوءٍ مقمر ٍ
وتزيَّنتْ بِخلاخل ٍ تتبختَرُ
كعروسة ٍ تحنوْ لحبٍّ أكبر ِ
سَمعوا رَنينَ قدومها فتفرَّسوا
بعيونِهم نحوَ الرّسولِ المُبهِر ِ
عِشْقاً يشقُّ طريقها متفاخراً
متباهيا ً بوقارها كالأجدر ِ
زرَعوا دروبَ حبيبِها بقنَابل ٍ
موقوتة ٍ حسدا ً لغلٍّ مُستَر ِ
لا يعلمونَ شهامةً أو حِكمة ً
علمُ الجّهالة ِ رايةً للمنكر ِ
تتبادلُ الآلامَ في حسراتِها
بجلالة ٍ رغمَ الجِراحِ المؤثر ِ
تتقبّلُ الأحزانَ في جنباتِها
حبَّاً عفيفاً في حياءٍ مفخر ِ
تتحمّلُ الأوجاعَ دونَ تكلّم ِ
وهيَ الغفورُ لشرّهِمْ بالمعذِر ِ
هذاهوَ اليومُ الّذيْ يتقدَّسُ
بدمِ الشّهيد ِترابهُ ، بالأطهر ِ
وليسكنَ الإكليلُ في أعراسِه ِ
بدمِ الشّهيدِ زفافهُ ، بالأعطر ِ
ولأمَّهِ قُدْساً عفيفا ً كالنّدى
يتلوّنُ ، فوقَ الجبين ِ الأنضرِ
وتقولُ: في نظراتِها بتهكُّم ٍ
أولادُ جارية ٍ وبِئسَ المِعشَرِ
جهلُ الرّجولة ِ لعنةٌ ومصيبةٌ
يتبادلُ الأوزارَ ندّاً فاجر ِ
عارُ الرّجولةِ جهلُهَا كالمعضل ِ
وبجهلِها سَقِمَ الحكيمُ بقهقر ِ
وعيُ الرّجولة ِ تاجُهاً مترفِّعا ً
فوقَ الضّغائن ِ في نبيل ِ المعشر ِ
وّيَدُ الذّليلِ بفارغٍ متضوّرِ
ويدُ الكريمِ ، نضّاحةً بالأكثر ِ
رأسُ الجبانِ مُنكَّسٌ متوجّلُ
رأسُ الشّجاعِ تشامِخٌ بالمفخر ِ
موتُ الجّبانِ وينتهي بالمدفنِ
موتُ الشّجاعِ ودائِماً بالمُذكِرِ
روحُ الجّبانِ ذليلة ً بتذمّم ِ
روحُ الشّجاعِ كريمة ً بالأنور ِ
أمُّ الشّهيد ِ أنا ومِنْ كرمائِنا
تتبسّمُ الأوطانُ عزَّ المظفِر ِ
ويدُ الجّبانِ ستنتهيْ بدمائِنا
فهيَ السبيلُ لنصرِنا بالأطهر ِ
وبِعطرِها أوطاننا تتطهّرُ
من غاصبٍ أو ظالم ٍ متجبّرِ
أمُّ الشّهيد ِ بقلبِها ووفائِها
وتمجّدتْ بوِسامِها كالمنصِر
والواقفونَ بِوجهِها يتمرَّغوا
كنعامةٍ تحتَ التّرابِ المغبرِ
ونهايةُ التّاريخِ في نظراتِها
بدأتْ بدايتَها بطعم ِ الكوثر ِ..!!
وديع القس ـ 11. 1 . 2014