وستكبر أكثر.. يا وطن ..؟؟
تحمَّلْ
واضغط على شفتيكَ بعنف
وقاوم الأوجاع
وتجرّع الآلام
وتصبّرْ ..
ومنذ سنين
كنتَ موعودا ً بالألم
كنتَ موعودا ً بالسّقم
كنتَ موعودا ً بالهدم
ومنذ سنين خطّطوا
كيف يجب أن
تتقهقرْ ..
وعرفو كيفَ ..؟
ومتى..؟
يغرقونَ ويخدّرون َ
عشّاقكَ
وعاشقاتكَ
بخمرِ الدّماءِ
قبل
السّكرْ ..
أنتَ الآن مشّوشٌ وسكران
مقطَع الأوصال والجبال
والمدائن والسّهول
والأنهار والطَيور
والبشرْ..
جعلوا منكَ حقلاً للتّجارب
وتقاسموكَ مشتركين
غانمينَ
بلعبةٍ همجيّة ٍ
كألعابِ القوى
لكنّها لم تكنْ لعبةُ
الأقوى..بل كانت
لعبةُ
الأقذرْ ..
كانت اللعبة أكبرَ
من المساحات والمسافات
وأصعبُ من الموتِ
وأقوى من أنين
القدرْ..
فلنفهم.. يا وطن ..؟ .!
*
رفعَ الدبُّ الروسيَ يده
الثلجيّة
فأعطوهُ الرأس
ووزّعوا الأجنحة
للتّنين ..
رفع راعي البقر الأمريكي يده
فأعطوهُ الصّدر وبعض
الشّرايين..
رفع الدّيك الفرنسي مع
الشركاء ـ يدهم
فأهدوهم الظهرَ
والقدمين ..
ومع هؤلاء
البعضُ من ..؟
ولا نريد أن نشخّص البعض
لأنّهم :
حثالى التاريخ والجغرافية
والعلم والأدب
وهم شلّة دنيئة
من الثعالب والذئاب
والعقارب والكلاب
والجرذان والثّعابين ..
وكلّ هذا كيلا تتنوّرَ
أكثرْ ..
فلنفهم يا وطن ..؟. !!
*
السّهام ليست لأشخاصٍ
أو طوائف أو أحزاب
أو عشائر..
أو حريّة أو دكتاتوريّة
أو سنيّة وعلويّة
أو اسلامية ومسيحيّة
فالسهمُ كان موجّها
إليك ياوطن
أنتّ كبرتَ وتجبّرتَ
فيجب أن تقهر ..
أرادوا زوال رائحتك الطيّبة
وتلويث سمعتك
وإهانة مقامك
وتدمير رجولتك
وتحقير سمعتك
وتعتيم فكرك
ولجم لسانك
وتلويث حضارتك
وتقذير أصالتك
كيلا تتحضّرَ أكثرْ ..
فلنفهم يا وطن..؟ ..!
*
شعبكَ يعشق الجمال
ويريد الأجمل
شعبك كان المحسوب
بين الأمم ـ نجم الشّرق
نبيل الأصل
والمعشرْ ..
شعبك المميّز كان يرقى
ويؤمن بالتقدّم
والأفكار
والأنوار
عاشقا بفسيفسائه المتعدَد
الأعراق والأديان والطوائف
والمبادىء
بالأجمل والأطهرْ ..
ويأملُ أن يسقط مشروع
التخلّف والعمالة والخيانة
والجهل والفقروالعتم
بالأنورْ ..
فحاولوا أن يسرقوا الآمالَ
والأفكار والعلم
والحضارة كيلا تتخطّى
الموج وتبحرْ ..
فلنفهم يا وطن ..؟ .!
*
أرادوا أن يخرجوكَ
من فمِ الثّعالب والوحوشِ
وغايتهم المثلى ..
أن يخرجوك َ رميما
ويجعلوكَ طعاماً
وهيكلاً عظميّاً
للقطط والكلاب ِ
وبعض الجراذين
والثعابين
كيلا تتكبّرْ ..
فلنفهم ياوطن ..؟.!
وتصبّرْ ..
*
فتصبّرْ ..
لأنكَ الحبّ والوعدُ
لأنّك الأبّ والأمّ
والولدُ ..
وريحُ الجهالة راحلةٌ
ومعها الموج
والزبدُ..
ودماءُ شعبكَ تبقى
رواية للتاريخ ِ
تحكي قصص الويلات
والصمدُ ..
وستكبر
أكثرْ .. ولن تتقهقرْ ..
فتصبّر..؟؟!!!
وديع القس ـ 13 . 1 . 2014