قصة من أعماق الذاكرة
بقلم

بنت السريان
أستميحكم عذراً سيٌدي
فإنا مغرمة
بالوقوف أمام منهلكم العذبِ
إجلالاً واحتراماً
منذ ربيع العمر ِ
والأحلام تعدٌ فصول مسرحيتها
على هامش الحياة المتداعي...
نعم أيها العلم المرفرف
في سماء الشعر والقصيدة والحب والإلهام
إليكم أرفع أسمى آيات النبل والإكرام
أيها الأخطل الصغير
بشارة الخوري
أعترف أنّي كنت أسيرة مؤلفاتكم
مستجدية من رحيق أزهار جنتٌكم
وعذوبة فلسفتكم
لآليء جمعتها
من بحر قريحتكم الخلاقة
أًطلقتها في خريف عمري
حرة لأزيّن بها جيد مقالتي
بعد أن كانت حبيسة أعماقي
مقيٌدةً بالصمت المطبقِ
ورضوخا لأحكامه
كنت أرشف من مياه ينبوعكم خلسة
وأودعها بواطن مخيلتي جالسة
على درج سطح دارنا متّخذةً حُجّة المذاكرة
ويا لعمري فقد شدني إليكم آنذاك
قصة حب داميةً من مؤلفاتكم ًقرأتها باكيةً
فترسبت في قعرذاكرتي
واليوم اعتلتْ صهوة قريحتي
لأضعها بين أيدي قرائي
محررةّ من قيودها
لما أحدثته في نفسي
فقلمك البارع حفر أخدودا في القلب
آخذاً منه مأخذاً
وأحدث فيه علّة ليس لها دواءً
لكن شتان ما بين الثرى والثرية
هناك فرق شاسع مابين التقليد والحقيقة
إنّما أُترجم ترسبات الماضي
والتي طفتْ في مخيلتي
لأسكبها في سطوركلمتي
حاملة جوهر القصيدة ِ
لكن بنمطي وأسلوبي الخاص في الكتابةِ
قصيدة
سلفين::::وجيروم
من كتاب الهوى والشباب
للشاعر
بشارة الخوري
أُغرِمَ بِحُبِّها ,كل ُّنبضةٍ بعروقهِ, تستعرُ للقياها,كملاك حارس ٍيخشى هبٌة النسيم ِلو لامستْ خدٌاها,ولهان ,بركان هائج, من الهواجس ,يكاد ينفجر بصدره لو رآها, فينطلق ذلك القلب الحبيس ويركع ساجدا أمام مُحيّاها.
عيناها من أبْحرَ فيهما ,غاص في مياه لا قرار لها ,كل ما فيه يختَلُ توازنه لو نظر اليها.
بادلته الحب بكلّ كيانها,من خيوط الشمس نسجا أحلامهما ,وأسسا سعادتهما ,حتى كان ذلك اليوم المشؤوم, يوم فراقهما,يوم سفره لإتمام دراسته الجامعية,خارج البلاد ليُعد مستقبلا يليق بمستوى حياتها.
وكان أصعب الأيام,إرتجفت له الأوصال,وانسكبت الأرواح في بوتقة الآلام, الدموع أبت أن تفصح,عما في القلب من أهوال,حسرات ...تأوهات تحرق حنايا النفس وتقرِّب الآجال ,ومشاعر تحترق بصمت وكلام لا يقال.
أسرار دفينة أتعبت الأفكار,ترى ما الذي تخبؤه لهما الأقدار؟
مرت السنون الثلاث على هذا المنوال
حتى كان يوم الفاجعة الكبرى
زوّجها أهلها ,من رجل غني ليس لها فيه خيار,
قدٌم لها كل ما تحلم به الفتاة.
السعادة الحقيقية لا تشترى بجاه ومال
فقلب الفتاة أسيرٌعند آخر, يستعر بالنار.
تمت أيام الدراسة وعاد الشاب معللا نفسه بالآمال,
لكن المتيّم فوجيء بواقع الحال, ,
أحلامه ذهبت سدى وأصبحت ضرب محال
وهاهو يتوه وسط صحراء متحركة الرمال
ترشق جسده كأطراف النصال.
ليس في مقدوره أمرٌ مستطاع, يراقب بيتها وفي نفسه صراع,علِّه يراها أو يتكلم معها ليعلم إن كان لما حدث من داعٍ ,لكن ماذا يفيد الحديث ؟ولسع العذاب في حناياه مشاع.
هَزُل جسمهُ وعلى حمل نفسه لم يستطع ,لذا فضل الموت على البقاء ,وعزم على أمر نفذٌه في الحال ,تسلل الى دارها ليلا بعد مغادرة زوجها,وأخذ يبحث عنها حتى وجدها بغرفتها,.تعالج النوم على سريرهاعرفته لأول نظرة تسمّرتْ بفراشها, وكأنٌها تعاني من سكرات الموت ,لم يدعها تتعذّب ,
,إقترب من السرير وجثا على ركبتيه أمامها ,وانخرط في البكاء ماسكاً يديها,وبكى.
بكى الولهان بكاءً مسموعاً بغير دموع,إقشعرّت له الأبدان,
,تاوّهت النفس وذابت الضلوع,شدٌ بيده على يدها وقلبه موجوع ,وما أدراك ما معنى أن يبكي الرجال بغير دموع!
لفظ أنفاسه الاخيرة من معاناته بين يديها
وغدا صريع الحب في غرفة نومها جثّة هامدة,
رجعت الروح لخالقها, ويا لسوء الأحوال,
ويا لهول المصيبة, ويا للعار.....
إنها في معضلة عُضال,ليس لها حل
كيف تتصرف وما تدبير الحال؟
من كانت تحبه ميت في سريرها وبعقر الدار,إنها الفضيحة لامحال.
ترى أفي يقظة أم في حلم هذا الذي صار؟
تمالكت نفسها وأسرعت حملت الجثة ,ووضعَتها في السرير وغطّتها في الحال,
ثمٌ قصدت غرفة الجلوس تفكّرفيماآل إليه أمرها إ ,منتظرة عودة زوجها وهي في ذهول. .
صوت طقطقة الباب أفاقتها, ترى ! فما عساها ان تقول ؟
قصد الزوج غرفة الجلوس رآها تبكي وبحال مهول,استطلع الأمر ,حكت له القصة بكاملها,على أنّها في المذياع سمعتها ,وهي تفكر بمصير الزوجة الطاهرة ,البريئة من كل ذنب ,وفيّة هي لزوجها وغير خائنة؟ لكن من يتفهّم الموقف من الرجال؟؟؟؟
أجابها ببرود إنها قصة من وحي الخيال ,فلا داعي لان تحزني في هذا المجال, .
أجابته وبإصرار,ماذا لو كانت القصة حقيقة وليست في حكم الخيال؟!
ما العمل وما حكمة التصرف يا قوم الرجال ؟
أجابها , ليس في الامر ما يَعسر أو محال.
فللحفاظ على سمعة الزوجة من القيل والقال, على الزوج أن يحل المعضلة بهدوء البال,إن كان راشداً وكفء الرجال.
يأخذ الشاب الى داره,يرميه أمام باب بيته,ثم يقرع حتى يسمع الجواب من أهله, ويولي هارباً وهكذا يسدل الستار.
قالت: ها أنت قد وضعت الحل, ,قم خذ الميٌت واذهب به وتدبر الأمر,فأنا صاحبة القصة وهي حقيقة وليست في حكم الخيال.ثم قادته الى غرفة نومها.
أصابه الذهول , وبحكم العقل, تولى الأمر,في جنح الليل كاتم الأسرار,وعند الصباح علا النحيب والصياح.
حُمِلَ الشاب الى مثواه الأخير, والزوجان ينظران تشييع جثمانه ,.بين دموع ونفث الآه
نظر اليها ,الألم يعصر قلبها, لما تعاني من عذاب .
قال لها:
هلمّي ننخرط في الموكب ,لنشهد ساعة الوداع,وهناك في المقبرة تقدما ليلقيا الزهور على الضريح أسوة بالمودعين,وقعت مغشيا عليها وفارقت الحياة.
قصة مأساوية تحرق الأكباد
لن أعلق عليها ,ساتركها لك قارئي العزيز,فهي قصة قد تكون من وحي الخيال,ومن يدري ربما هناك الأمَرُّ منها ,وما ندري ما في الكون من متناقضات؟
أمّا أنا عذراً أحبائي إن أثرتُ مشاعركم ,أو أدخلت في قلبكم الأحزان
أحبّائي.. قرأنا وسمعنا كثير من قصص الحب ,لكن هناك أمر واحد أثّر في نفسي لدى قراءتي لقصة سلفين وجيروم مما دعاني لنثرها بين أيديكم لعلّكم تشيرون إليه بتعقيباتكم
مسبقا شكراً لكم ,