بقلم

بنت السريان
مِنْ وهدةِ آثامي ومِنْعمق
تمرُّدي و إجرامي
منْ غَضَبِ صًرخاتِ أُصْلُبْهُ
ومِنٍ وقعِ السِّياطِ
وشدّة الآلامِ
من دَقِّ المساميِر
وطعنِ الحربةِ وقسوة الأنام
أبكي بندمٍ
وأُعلن توبتي
أعترف بأن المصلوب
كان حقّاًابن اللهِ
صوتُه فوقَ الصليبِ
كلَّ إثم محا بِقُوَّةِّ الدم
مِنْ أَبيهِ طلب غُفرانَ الخطايا
ومنْح النِعَمِ
من أرضِ الشقاءِ وطلقاتِ حَوّاءَ
أهوالُ َسقَمِ
من أوحالِ بئرِإرميا
وجُبِّ أُسودِ دانيال
استنبط الحِكَمْ
وَمِنْ جَفافِ بئرِ يوسفَ
إجتاحتْني
حروبٌ شيطانية ونقم
معَ أولادِ حنانيا
في سعيرِ أتونِ النارِ
الربُّ تقدّمِ
دَرأالخطرَعنهُمْ
ومن أضعاف ألْسِنةِ الَّلهبِ
جِسْمُهُم سَلَمْ
قبل أن تموتَ ذاكرتي
سأقرعُ الأبوابَ
وقلمي يُناجي بقوةٍ
كل قلبْ
ففي نفسي شَوقٌ
أُكَرِّسُه ُسفيراً
في كُل ِّحدبْ
يجوبُ بقاع الدنيا
ينشدُ روائعَ
أعظم حُبّ
شقّ صداهُ
عنانَ الكونِ مبشِّراً
أيْنعَ الجَدّْب
توبوا وآمنوا فقد اقتربَ مجيء
ملكوتِ الرب
الوقتُ قريبٌ
إنَّهُ المسيحُ آتٍ
ذاك الّذي لنا أحَبّْ
قبل أنْ تموتَ ذاكرتي
ويتسلَّلُ الوهنُ أوصالي
وتتمكن العلّةُ منّي
سأعتلي طودَ مخيَّلتي
وأقَلِّبُ دفاترَ ذاكرتي
أُمعُنُ النظرَ
أُنادي
غليان البشريةِ غيرَ عادي
ضربات مزمعة عليها ستأتي
أجول بنظري وأتأمّل
في هدوء الصحارى
والجبال الشاهقات
أبخرةٌ متصاعدةٌ من مغايرِ
النسّاكِ والسُوّاح
يُقيمونَ الليلَ بالصومِ والصلاةِ
بلجاجة وإلحاح
يُسبّحون الفادي رب القوات
ويكتفون بالنزر من الزاد
بما به الله سمح
قبلَ أنْ تموتَ ذاكرتي
ويحذُف المنونُ اسمي من
لائحةِ وجودكمْ
قلمي يُجلجلُ مذكّراً
موجوداًأنا بينَ ظهرانيكمْ
يخترقُ حجابَ الصمتِ حزيناً
ويعودُ إليكمْ
عبرَ مقالاتٍ صادقة ٍأودعتُها
أروقةَ َذاكرتكمْ
دُعائي يدُ المسيحِ تُباركَكُمْ
تَعْضُدكُم وَترعاكم
حيثُ أذهبُ ستأتون أنتُمْ
أنالاأستطيعَ العودةإليكم
بنت السريان
سعاد اسطيفان