قصة عن عيد الأم

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 17070
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

قصة عن عيد الأم

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

صورة



عندما عادت الأم من عملها مساءً فوجئت بانقطاع التيار الكهربائي عن
المنزل , وكان يخيم على البيت هدوء و وصمت رهيبين , وعهدها فيه وبمثل هذا
الوقت يضج بالحركة ولغط البنات لا, بل وكان من عادتهن أن يتسارعن
ليستقبلنها ما إن يسمعن صوت ولوج المفتاح في ثقب الباب .تسرب الخوف
والهلع إلى قلبها..ترى ما لحكاية..ما لذي جرى؟ أصدرت صوتا تنادي عليهن
..كل واحدة باسمها ..لكنها لم تلق ردا…أسرعت تتلمس الجدار حتى تحسَّست
علبة القواطع الكهربائية عندها رفعت القاطع الرئيسي فانتشر النور.نادت
أين أنتم يا بنات وازداد قلقها ..ولم تسمع أي صوت ..حبيباتي
..صغيراتي..لم ترد أي واحدة منهن ..عندها أسرعت تفتش في شتى غرف المنزل
فمن غرف النوم الى غرفة الطعام فغرفة الضيوف وبات القلق يساورها ويدب في
قلبها خوف وقلق عظيمين جعله يضطرب بين ضلوعها حتى وقد كادت دموعها
أن تفر من عينيها ..لكنها فجأة وعندما وصلت غرفة المعيشة وهمت أن تشعل
المصباح فيها ..انتشر النور فجأة في الغرفة فقد كان بفعل ضغط زره من يد
صغرى بناتها..عندها أطلقن جميعاً ضحكة عاليه كانت ذات رنة حبيبة عندها
يخالطها تصفيق حاد ثم وبصوت واحد : عيد يا سعيد يا أمي..كل عام وأنت بخير
..وكانت المفاجأة في مشهد الطاولة الصغيرة تتوسط منتصف الغرفة وعليها
قالب من ” الكاتو” وزورق كريستالي عليه فواكه متنوعة وأكواب عصير ..كل
شيء كان معدا وبشكل رتيب ..وياله من مظهر بهيج للغرفة وقد علقت فيه شرائط
ملونة وبالونات هواء عليها رسومات ..وكأن الغرفة والبيت في كرنفال..
- 2 –
الغرابة أنها فوجئت بهذا الاحتفال وعلى غير علم مسبق به ..والأغرب أنها
تجهل مناسبته فعيد ميلادها ليس في هذا التاريخ ..قدحت الأم ذاكرتها وفتشت
عن مناسبة في حياتها أو حياة البنات تصادف تاريخ اليوم لكنها فشلت
واحتارت في سرها أن تعرف ما مناسبة هذا الاحتفال ..وهنا قطعت حيرتها كبرى
بناتها حيث أسرعت وقدمت لها علبة مغلفة بورق السوليفان مربوطة بعناية
بشريط مذهب وقالت لها : أمي الحبيبة باسم أخواتي أقدم لك هذه الهدية
المتواضعة , وقد جمعت ثمنها مع أخواتي من مصروفنا جميعا منذ مدة طويلة ,
ثم تقدمت منها الواحدة تلو الأخرى وقبلنَّها..كانت في سرها تستغرب
المفاجأة ومعها هدية أيضاً ! وتتساءل يا لهذه الليلة وقد حوت سلسلة
مفاجئات ؟ وبعد أن شكرتهن وقبلتهن ..سألت بعد أن أعياها الجواب لكن
مالمناسبة ؟ ردت أحداهن : ولو يا أمي : إنه عيد الأم ….قالت: صحيح
..صحيح ..وسرحت بذاكرتها حيث لها ولدان بالخارج يدرسان كيف لم يتصلا
معها ويهنئانها ..أترى مالذي شغلهما عن مثل هذا الواجب الذي تعتبره
مقدساً, وعلى غير إرادة منها فرت دمعتان من مآقيها , ولم ترد أن تبدي
حزنها لذلك فاشتركت معهن في إطفاء الشمع وتقطيع الكاتو وفي مرحهن ورقصهن
على صوت الموسيقى والأغاني التي تحبها .. ومضت الليلة بفرح ومرح .لكن
البنات في اليوم التالي لما عدن من المدرسة كان تبدو علامات الانكسار
والخيبة على وجوهن ..وقلن : بصوت واحد ما أغبانا يا أمي نعتذر إليك لقد
كنا مخطئين في تاريخ المناسبة فعيد الأم في الحادي والعشرين من آذار ونحن
في شهر شباط والبارحة الحادي والعشرين منه ..ضحكت الأم وضمتهن إلى صدرها
وقالت لا عليكن فكل سنة سنحتفل في عيد الأم في شباط وآذار إكراما لكم
…وأنا شاكرة على هديتكن وكانت قداحة ظريفة فخمة بكيس مخملي أنيق وقد
اشترتها البنات لها لأن كانت أم مدخنة ..وهذه الهدية كانت أغلى هدية
عندها لظرف وطرافة ذكرى مناسبة إهداءها ثم أن ثمنها كان من توفير مصروف
البنات ..وازداد سرورها لأن ولديها لم يغفلا المناسبة فلم يحن وقتها بعد

كل عام وأنتم بخير
أم تغلات
..
**********************


أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ كل يوم قصة هادفة“