رسالة مفتوحة إلى أعضاء هيئة تحرير موقع السِّريان
[/b]كنت بصدد نشر هذه الرسالة المفتوحة بعد عودة افتتاح موقع السريان، لكني آثرت تأجيل نشرها في ذلك الوقت، الآن أجد أنه من المناسب أن أنشرَ بعض وجهات نظري حول الكثير ممَّا يُنشر في موقع السريان، آملاً أن تتضافر جهود الأحبة الطيبين على الصعيد الروحي والعلماني لما فيه خير السريان.
تحية
[/b]بادئ ذي بدء أودُّ أن أقدِّم إليكم تهانيّ القلبية بعودتكم، حيث أنني كنتُ أتابعكم بين الحين والآخر وأتصفَّح بعض المقالات والأخبار التي تخصُّ أبرشياتنا وجالياتنا في أصقاع المعمورة. وقد استهواني أكثر من مرة أن أكتب في موقعكم، وأرسلت إليكم بعض الفعاليات الأدبية في المرحلة الماضية، لكنكم ما كنتم تنشرون فعالياتي، علماً انها كانت تصب في عوالم الأدب والفن، بعيداً عن الشوشرات العالقة والمتعلقة بموضوع الأبرشيات وغيرها من قضايا شعبنا المتشابكة والمتناحرة مع بعضها بعضاً، ولستُ الآن بصدد معاتبتكم بموضوع نشر فعالياتي أو عدم نشرها والأسباب المتعلقة بعدم نشرها، فأنتم أحرار في موضوع النشر من جهة، ومن جهة ثانية لا يهمني النشر في موقعكم نهائياً، لأن هناك مئات المواقع التي أنشر فيها مساهماتي!!! ولا أقصد الانتقاص من قيمة الموقع ولا من قيمتكم ولكني أودّ فقط أن أوضِّح لكم أنني أتابع قراءة الكثير مما تنشرونه لأنه يهمني أن أطلع على ما يتعلّق بالسريان، لأنني سرياني من جهة ومُناصر للحقِّ والعدالة وحقوق البشر كل البشر وليس السريان فقط من جهةٍ أخرى.
أودّ أن أؤكّدَ على أنَّ الكثير ممَّا تنشرونه في الموقع لا يعجبني، خاصة ما يتعلق بموضوع فضائح الأبرشيات، لأنكم تقومون بدور تشويه سمعة الأبرشيات سواء عن قصد أو دون قصد، دون وضع الحلول لها، فهذا الدور الذي تقومون به هو دور هدّام ولا يقدِّم فائدة للرعية ولا يقدِّم أية حلول للأبرشيات كما تتصوَّرون، أم أنَّ دوركم هو التهديم وتخططون لهذا التهديم عن سابقٍ اصرارٍ وتصميم؟!
أودُّ بعد عودتكم، أن أقدِّم لكم انطباعاتي وبعض وجهات نظري حول توجهات موقعكم، وقد أدهشني وأنا أقرأ مقدِّمتكم المدبّجة بالتهديدات الجديدة للأبرشيات، وكأنّها تتقاطع مع لغة السلطات الأمنية والقمعية، هل أنتم سلطة أمنية، آمرة ناهية، حيث تشيرون بكل وضوح إلى أنَّ لديكم ملفَّات فضائحية وسوف تنشرونها في موقعكم السرياني الذي يعرفه القاصي والداني على حدِّ قولكم.
ما هذه اللغة التهديدية التي تطرحونها، كيف ستحلّون مشاكل الأبرشيات وأنتم تحملون ملفاتكم وتهديداتكم بأسلوب ساطوري فظّ، وهل يتم حل المشاكل بهذا الأسلوب التهديدي القمعي؟!
لماذا لا تطرحون حلولاً للأبرشيات بعيداً عن نشرها عبر الموقع، لماذا لا يكون الموقع منبراً لأخبار نشاطات جالياتنا وإبداعاتهم وتفوّقهم وتواصلهم مع بعضهم بعضاً بشكل حضاري راقي، بعيداً عن التركيز على تشويه سمعة الأبرشيات بالطريقة الاستفزازية التي ترطرحونها والتي تعقِّد الأمور أكثر ممَّا تحلها، إلا إذا كان غرضكم بالأساس هو التشويه، عندها لن تحققوا الهدف المنشود ولن تجدوا سريانياً عاقلاً أو جاهلاً، يوافقكم على توجهكم الانشقاقي والتشويهي طالما لا نجد أمامنا حلولاً ملموسة وحضارية وراقية؟!
أتساءل، مَن أنتم، مَن أنتم بالضبط، لا أقصدكم كأشخاص، بل كموقع أو حتى كأشخاص مَن تمثلون؟ التيار السرياني العلماني التقدُّمي الحداثوي الحضاري، الهادف إلى تطوير واقع الحال حالنا السرياني المتقهقر؟ هل أنتم هيئة منتخبة من شريحة سريانية ما، هل أنتم فعلاً سريان، هل أنتم طرف ما مع هذا المطران وضدّ ذاك، لماذا أنتم غامضون ولا نعرف عنكم شيئاً ؟!
ما هو برنامجكم، هل أنتم حزب سياسي، تيار تقدمي علماني، أين مقرّكم، أين برنامجكم ونظامكم الداخلي والخارجي، وأين يصبُّ هدفكم، لماذا تتهجَّمون على أغلب الأبرشيات باستثناء القليل منها، وتركزون على نزاهة وقداسة البطريرك وتعلِّقون آمالكم عليه وكأنه حلال مشاكل أبرشيات السريان على وجه الدنيا؟!
هل برأيكم أنَّ قداسة البطريريك بهذا الوضع الصحي المتدهور قادر على حل مشاكل أبرشياتنا على مختلف تصدُّعاتها وانشقاقاتها وصراعاتها، وهل برأيكم أن قداسة البطريرك له سلطة على الأبرشيات بالصورة التي تتوقَّعونها، وقادر على وضع حدٍّ لهذه المشاكل؟ يبدو لي أنَّ هناك أبرشيات هي التي تتحكَّم بقرارات البطريريك نفسه في بعض قضايا الأبرشيات؟!
أنا أيضاً لا يعجبني واقع الحال حالنا السرياني المنقسم على ذاته إلى عددٍ لا يحصى من الانقسامات، وقد سبق ومنذ عشرين عاماً كتبت نصاً شعرياً بعنوان: أواهٍ ما هذا الانشطار؟! انتقدتُ من خلال النص واقع الحال حالنا! ونشرت النص آنذاك في المجلة البطريركية وفي بعض الصحف الورقية التي تصدر من لندن ثم نشرت النص فيما بعد في الكثير من المواقع الالكترونية، ويراودني أن المشرف الذي نشر النص في المجلة البطريركية لم يفهم مغزى نصِّي، حيث كانت القصيدة تدور حول انقسامنا وتشرذمنا بشكل واضح ولكن على ما يبدو أن المشرفين على مواقعنا وصحفنا ومجلاتنا نادراً ما يفهمون بعمق ما يقصده هذا الشاعر أو ذاك أو لا يهتمون أصلاً، وجل اهتمامهم مرتكز على المواقع والمناصب وما شابه، وكل هذه المناصب من جهتي اعتبرها مناصب مثل قلّتها طالما لا تخدم الطائفة والرعية والإنسان، مع انني لست من دعاة الطرح الطائفي ولا من دعاة الطرح الديني ولا من المهتمين بالقضايا القومية بالمفهوم التعصبي ولا مهتم بهذه الأمور إلا من منظور إنساني ولو جاءت هذه الأمور بإيقاع حضاري وتقدمي وإنساني أرحب بها وإلا لو جاءت نافرة وسقيمة وعقيمة، فلا تعنيني، أقصد لا أتبناها عندما أراها معوجّة ومنحرفة عن الخط القويم، لأن ما يهمني هو نصي وحرفي ولوني وكوني، وكيفية تجاوز نفسي وتقديم أبهى ما لدي يوماً بعد يوم للحياة، للوجود، للسريان ولكل إنسان على وجه الدنيا!
مَن أنتم بالضبط، هل أنتم جهة ما، توجُّه ما، فكر ما، رؤية ما؟ مَنْ سلّطكم كي تتسلّطوا على الأبرشيات وتكشفوا خباياها؟! هل تهدفون فعلاً إلى تقويم وتصويب أخطاء واعوجاجات أبرشياتنا كي تسير نحو بر الأمان؟! وهل برأيكم ستنجحون بطريقتكم الضبابية هذه، وغموضكم على الآخر؟! أنا مثلاً لا أعرف مَن أنتم، كيف سأثق بكم؟ وهناك ملايين السريان غيري ربما يتبادر إلى ذهنهم نفس السؤال، كيف سيثق بكم الآخر لو لم يعرفكم عن قرب، ويعرف منهاجكم وتوجهكم، كائناً مَن كان هذا الآخر، خاصَّةً عندما يراكم تنحازون إلى هذه الأبرشية أو تلك، أو تركزون على عورات هذه الأبرشية ولا تركزون على تلك، سوف لن يتعاطف معكم ولا مع توجهاتكم، لأن نتائجها تقود إلى تعميق الخلافات والمشاكل بين الأبرشيات، ودوركم لا يختلف عن دور الذين يصبُّون الزيت على النار، فنحن ومنذ زمنٍ بعيد، نحتاح إلى ماء نقي كي نطفئ النيران التي تندلع في أبرشياتنا، ونقوِّم ونعالج اعوجاجاتها، على أن يكونَ جلَّ تركيزنا على تقديم الأفضل والأحسن، وبالتالي تطوير واقع ابرشياتنا وواقعنا السرياني بشكل عام. كفانا ننطح بعضنا بعضاً، علينا اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى أن نتصدَّى لأخطائنا ونحلَّها بالطريقة الحضارية والإنسانية، المفيدة والمقنعة والهادفة للجميع!
مَن وراءكم أو مَن تودُّون أن يسير وراءكم أو يوافقكم ويتبنّى رؤاكم ووجهات نظركم وتوجهاتكم؟!
لا أخفي عليكم أن موقعكم لفتَ انتباهي منذ بداية دخولي فيه وتصفحه، لما يُثار فيه من طرح ونشر مشاكل أبرشياتنا بنوع من الجرأة، هذا ما أعجبني في بادئ الأمر، لأنني وجدت فيه طرحاً جريئاً وهو ما نفتقره في مؤسَّساتنا وتياراتنا وفضائياتنا وأحزابنا وأبرشياتنا ومواقعنا، ولكني بدأت رويداً رويداً أتحفّظ على الكثير من طروحاتكم في كيفية عرضها ومناقشتها، لأنكم تنشرونها على موقعكم كفضائح وتشويه سمعة بعض المطارين والأبرشيات أكثر ممَّا تطرحونها كحل أو لإيجاد حلول لها، لأنني لا أراكم بصدد إيجاد حلول لهذه المشاكل، بل مجرد نشر غسيل أبرشياتنا المهترئ، فإذا كان هدفكم عن قصد أو غير قصد، هو مجرد نشر غسيل ابرشياتنا المستفحل بالغبار، فالجميع يعرف كم نحن غارقون في الغبار والوحل وكم نحن تائهون عن جادة الصواب وكم يلزمنا كي نعبِّر عن رأينا وكم من الزمن نحتاج كي نؤسس مؤسسة أو حزباً أو تجمعاً يحمل نفساً ديمقراطياً حضارياً تقدُّمياً إنسانياً حرَّاً وعادلاً!
لهذا أحببتُ أن أقدِّم بعض ما يجول في خاطري من وجهات نظر، إليكم كهيئة تحرير موقع السريان لأنني فعلاً حريص على كل توجه سرياني سواء عبر المواقع أو الفضائيات أو الصحافة الورقية والالكترونية وعبر أي توجه إبداعي أو إعلامي، حريص كل الحرص أن يقدم هذا السرياني أو ذاك نفسه بأبهى صورة حضارية، كي نبيِّن للعالم أننا كنَّا وما نزال أبناء حضارة، ولكنِّي مع كلّ هذا لست متفائلاً، لأنني لا أرى توجهات ورؤى تقدمية انفتاحيّة لأية مؤسّسة أو حزب أو أبرشية أو فضائية، لأنني أرى أغلب توجهات هذه المؤسسات قائمة على التناحرات والصراعات والانشقاقات وقائمة على الخلافات الغريبة العجبية، وقائمة على المناصب حتى ولو كان الوصول إليها على حساب كسر رقاب العباد وتحطيم مستقبلها، حتى انني لا أرى جدوى من معالجة الأخطاء الجسيمة المتفشية في مؤسساتنا وأبرشياتنا وطائفتنا وصراعها مع الطوائف الأخرى التي تصب في عوالم طائفتنا وشعبنا، لهذا أحببتُ أن أتواصل معكم لأقول لكم أن كيفية حل مشاكل السريان لا تتم بالطريقة التي تطرحونها، لأن طروحاتكم أو المشاكل التي يتم طرحها وتسمحون بطرحها هي طروحات ناقصة وغير مجدية لأنكم تركِّزون على الجانب الديني المحض وعلى الأبرشيات كأبرشيات، ولاتركزون على الحلول العلمانية والمؤسساتية الديمقراطية وتوفير أجواء الحرية والحقوق والواجبات لكل سرياني عبر مؤسساته الدينية والعلمانية معاً، وأراكم تركِّزون على مشاكل المطارنة وإدارة الأبرشيات لغرضٍ في نفسِ يعقوب.
ألا تستثنون أحداً، أم أنكم تستهدفون اقتلاع جذور هذا المطران أو ذاك كي تبيِّضون وجه المطران الفلاني؟ مَن وراءكم؟! هل تخطِّطون للبطريرك المرتقب، وهل مَنْ سيأتي سيكون أفضل من الحالي؟ ألمسُ نوعاً من التحيّز في تناولكم لمسألة الأبرشيات، لا يعجبني تحيُّزكم، ولستُ بصدد تبيان تحيزكم، على أنكم مع هذا المطران وضدّ فلان من المطارنة، ولكني عندما أرى تركيزكم على نشر أخبار الأبرشيات بشكل تقشعرُّ له الأبدان، يغيظني ويؤلمني أن أرى واقع الحال حالنا بهذا الشكل المشين، ولو أحببتم معالجة الأمر فعليكم وعلى غيركم معالجته ليس عبر نشر فضائح الأبرشيات عبر الشبكة، لأن هكذا طريقة تقودنا إلى المزيد من الخلافات والصراعات، وقد شبعنا ووصلنا إلى حدِّ التخمة والقرف من مشاكل الأبرشيات والطائفة والمؤسَّسات والمجالس الملّية، فلا أرى سوى آهاتٍ يتلوها آهات، فلِمَ تتسابقون في نشر قبائحنا، هذا ليس حلاً لواقعنا المخلخل بل طرحكم وتوجهكم يزيد الأبرشيات خلخلةً وحقداً وكراهية ضد بعضها بعضاً، وتزداد رعايا الأبرشيات انشقاقاً وتشرذماً أكثر فأكثر، ونصبح كلنا ضد كلنا أو كل أبرشية ضد أخرى ولا يستطيع المرء أن يحدِّدَ مع أي طرف سيكون لأنه يشعر أنه لا يسير إلى برِّ الأمان، وسؤالي كيف سنجد القارب الذي يقودنا إلى برِّ الأمان؟! هل تجدون أنفسكم بمثابة قارب الأمان، أم أنكم قارب يسير وسط أمواجٍ متلاطمة، محفوفة بالزوابع وهديرِ الأعاصير، فإلى أين يا أحبائي سينتهي بنا المصير، طالما نتائج توجهاتكم تقودنا إلى توهانٍ في أعماق الزمهرير؟!
تقولون في بداية مقدِّمتكم، يعود موقع السريان بعد غياب قسري لإعادة النظر في الاستراتيجية الجديدة لواقع شعبنا؟ طيّب، هل كانت استراتيجيَّتكم السابقة غير صحيحة لتعيدوا النظر في استراتيجيتكم الجديدة؟
عندما أقرأ هكذا اصطلاح، أشعر وكأني أمام توجّه حزب، أو دولة أو هيئة ما مسؤولة عن قيادة رعية برمّتها!
يا أعزائي أنتم عبارة عن موقع، وحتى الآن لا أحد من القرّاء يعرف من أنتم، لأنكم مجهولو الهوية كأشخاص كتجمع كهيئة كحزب كتكتلٍ ما، تريدون أن تطرحوا أنفسكم من خلاله، إن غموضكم يجعلنا أن نشكِّك في مصداقية نيَّاتكم في الإصلاح والتغيير.
ماذا قدَّمتم من تفانٍ واخلاص كما تزعمون سوى نشر فضائح الأبرشيات، وما هي النتائج المحمودة التي حققتمونها من خلال هذه الفضائح التي قدمتمونها للقارئ السرياني وغيره من القرّاء في كلِّ مكان؟!
تقولون أنكم تبكون وتتألمون لما يجري من انقسامات وصراعات، وتشعرون أن أحباركم الأجلاء غير قادرين على إدارة شؤون السريان .. طيّب لو فرضنا أن توجهاتكم وحزنكم لما آلت إليه الأمور نابعة من نيَّات طيبة وصادقة، فأين هو البديل في توجهاتكم لواقع الحال، هل لديكم طروحات بديلة، من هم المطارنة الجدد، كي يقودوا الرعيّة إلى جنَّات النعيم، هل عندنا مطارنة أفضل من الذين يشرفون على الأبرشيات الحاليِّة؟!
أنا أرى أن مَن سيأتي ربّما يكون أكثر فشلاً مما هم الآن في إدارة الأبرشيات، لأن أغلب أبرشياتنا ليست فاشلة منذ اليوم والبارحة وقبل عام وعامين، بل أغلب أبرشياتنا فاشلة منذ أن تشكَّلت حتى الآن، مع فارق طفيف بين أبرشية وأبرشية، وبعض الاستثناءات عبر حقب معينة، ولكننا في السابق ما كنّا نعرف مكامن فشلها واليوم بعد أن انتشرت وسائل التواصل والإتصال وبعد أن تغيرت الأوضاع والأحوال، انكشف المستور، فلا تقلقوا لأنَّ أبرشياتنا كانت فاشلة بنسبٍ متفاوتة منذ بداياتها حتى الآن ولكننا ما كنا قادرين على كشف عوراتها بهذا الشكل الذي نراه اليوم، تفضلوا اشرحوا لي ماذا قدَّمت للسريان أبرشيات الطائفة السريانية الارثوذكسية على مدى تاريخها الطويل، سوى بعض الطقوس الكنسية وحافظت على استمرارية مسيحيتنا، وبعض الانجازات التي تآكلها الزمن، أين نحن من حضارة اليوم، وماذا نستطيع أن نقدِّم للعالم في الوقت الرَّاهن، سوى المزيد من الصراعات والآهات والانشقاقات؟!
لماذا لم نجد برنامجاً سياسياً لأية رعية من رعايا الأبرشيات على مدى تاريخها الطويل، ولماذا كنّا وما نزال نقدِّم الطاعة العمياء للأبرشيات حتى ولو قادتنا إلى أعماق البحار والانشطار والاقتتال والضياع والتشتت وأقصى حالات البكاء؟!
ماذا حققنا في الشرق والغرب منذ قرون وحتى الآن؟! فالمشكلة يا أعزَّائي ليست وليدة اليوم وأبرشيات اليوم، المشكلة هي وليدة هذا الأرث الاشكالي الاقتتالي الانشقاقي الحربي التصارعي فيما بيننا منذ زمنٍ بعيد!
ماذا تقصدون بكل الاختراقات في الأبرشيات السريانية؟!
هل الأبرشيات هي حزب أو دولة كي تُخترَق؟! وهل هناك جواسيس وتجسس على صلوات الأبرشيات، ولمصلحة مَن كل هذا التجسُّس والاختراقات التي تمَّت ووصلت إليكم، مَن هو وراء اختراق ابرشياتنا ولمصلحة مَن يشتغل، هل لمصلحة مطران ما، أو لمصلحة دولة، نحن لا نشكل خطراً على دولة، بقدر ما نشكل خطراً على أنفسنا؟!
ماذا تقصدون بسؤالكم، أين هو الشعب السرياني، وأين هم المطارنة ولكل واحد منهم ملف عندنا؟! طيب ولو كان عندكم ملف لكل مطران وكل كاهن وكل شمَّاس وكل سرياني، ماذا ستعملون بهذه الملفَّات، هل ستقدمونها إلى قدَّاسة البطريرك كي يحاسب أصحاب الملفَّات، وهل لديه كل هذا الوقت والراحة والصحة لمراجعة ملفاتكم؟!
هل لديكم مراسلون يتجسَّسون على الأبرشيات كي تصلكم رسائل أوَّل بأوَّل وفيها فضائح لا تريدون أن تفصحوا عنها، وما مصداقية هذه الرسائل من جهة وهل حل مشاكل السريان متوقِّفة على حلِّ مشاكل الأبرشيات فقط ووضع حدٍّ لهذه الفضائح؟ يا أعزائي مشاكل السريان أكثر ممَّا تظنون وأكبر من الأبرشيات وأكبر من المواقع السريانية برمّتها، مشاكل السريان تحتاج إلى عقود وعقود كي نعالجها، فهل موقع السريان سيعالجها بالبساطة التي تتصورونها؟!
إذا كانت البطريركية لا تسجيب لرسائلكم فلماذا تعلقون الآمال على البطريركية لحل مشاكل السريان، وهل مطلوب من نيافة المطران ماتياس أن ينقل كل ما يصله لقداسة البطريرك، وما دقة ومصداقية هذه الرسائل كي يوصلها للبطريريك؟! وهل لديه وقتاً وطاقة صحّية لحل صراعاتها ومسبباتها المتفاقمة؟! انه بالكاد يسير ثلاث خطوات متواصلة من دون أن يسنده أحد فكيف سيحل مشاكل تقشعر لها الأبدان، وتحتاج إلى لياقة ذهنية وصحية عالية، وإلى مجموعة وهيئة كبيرة منتخبة من الشعب كي تتوزَّع المهام بكشل منطقي وموضوعي وعبر حوارٍ هادفٍ وبناء!
لماذا تعتذرون من المطران ماتياس، طالما تضعونه في خانة الاتهام والتقصير وعدم قيامه بالواجب المترتب عليه كما تزعمون؟! لا ضرورة لاعتذاركم ، والمطران سيقدِّر عالياً معزَّته عندكم فلا تقلقوا وأنتم تلملمون ملفاتكم السميكة.
تتساءلون في نهاية كلمتكم وتجيبون على تساؤلكم، قائلين: هل سنستطيع أن ننقل كلمة الحق إلى كل مَن يقرأ صفحتنا ويريد أن يعرف أخبار الأبرشيات والمطارنة والكهنة والرهبان خاصة، أم سنفشل كما فشلت كل اللجان الاسقفية حتى تاريخ هذه الساعة؟!
أنتم سألتكم وكنتم صريحون في الإجابة على سؤالكم، وأنا بدوري أؤكِّد لكم على فشلكم، لأنكم لستم أقوى وأفضل من اللجان الأسقفية الفاشلة التي تشكَّلت، فكل الطروحات التي طرحتمونها فاشلة، اضافة إلى اللجان التي تشكَّلت فاشلة، فلا يمكن تصحيح ما هو فاشل بما هو أفشل، لأنكم يا أعزائي جهة غامضة، غير منتخبة، غير مخوّلة من قبل الشعب السرياني، جهة ضعيفة أكثر ممَّا تظنّون، جهة لا حول ولا قوة لها، لربما هناك مطران ما أو أكثر يتعاطف معكم وله حساباته وتطلعاته الحلميّة الانطاكية، لكنها تبقى مجرد أحلام، ولا يمكن أن تتحقق هكذا أحلام بهذه الطريقة، ولو تحقَّقت سوف لن تكونَ أفضل مما عليه الأحوال الآن، ومعالجة مشاكل السريان لا يتم بهذا الشكل البسيط، الضبابي، مشاكل السريان هي عديدة ومتشعِّبة ومتشابكة، هي روحية دينية وعلمانية، فلا الجانب الروحي الديني ولا العلماني يسيران بما يليق واقع الحال الحالي، ولهذا السريان بحاجة إلى متخصِّصين نزيهين وعادلين على الصعيد الديني والعلماني، يضعون برنامجاً شاملاً بحسب تطلعات الشعب نفسه، بحيث أن ينبثق البرنامج من تطلعات الشعب، وينقل هذه التطلعات ليس موقعاً مجهولاً وغامضاً، ينقل تطلعات هذا الشعب العريق جهات متخصصة ومخوَّلة بالقيام بهذا العمل وبإشراف جهات أخرى تشرف على إدارة المشرفين، شأنهم شأن الدولة التي تتشكَّل من جديد، فنحن الآن في مهبِّ الاندثار والانقراض والذوبان في قوميات ولغات وشعوب أخرى، وما لم يتم وضع برنامج شامل ودقيق من قبل الهرم الديني الرُّوحي الأكبر والعلماني الأكبر ومن قبل عقول متخصِّصة في صياغة برنامج يتكفَّل صون حقوق الجميع وبموافقة الشعب أولاً وليس بقرارات رجال الدين أو غيرهم، على الجميع أن يشارك في تقرير مصيره عبر لجان مشتركة وممثلة لهذا الشعب في كل بقاع الدنيا وإلا سينتهي بنا المطاف إلى حالة يرثى لها، مع انني متشائم جدّاً لواقع الحال الذي أراه، ونحتاج إلى تضافر الجهود وإلى طاقات أشبه ما تكون بالمعجزات لانتشالنا من هذه الأوضاع المزرية التي نمرُّ بها، والمفلق في الأمر أن أكثر الذين لديهم طاقات وإمكانيات على قيادة هذا الشعب، هم خارج مواقع المسؤولية سواء من الجانب الرُّوحي أو العلماني، لهذا على الجميع أن يفهم ويعي أن كل واحد منا يتحمَّل بطريقة أو بأخرى مسؤولية فشل حالنا وأحوالنا ولا أبرّئ أحداً بما نحن عليه! لأنَّ كل فرد منّا، كل عضو منّا، لو ترك المسؤولية على غيره سيزداد الأمر سوءاً، وتتعقَّدُ الأمور وتتفاقمُ أكثر وأكثر.
وأراكم في نهاية كلمتكم تؤكِّدون على أنكم ستبقون أوفياء لقداسة البطريرك بكل صغيرة وكبيرة، كي يأخذ الاجراءات اللازمة ضد الفاسدين والمفسدين، ولن تخافوا من أحد، مركِّزين على أن استراتيجية الإدارة الجديدة هي اسماع وتبليغ شعبنا بكل ما فيه من معاني الاصلاح؟
لماذا ستبقون أوفياء لقداسة البطريرك فقط، ولا تبقون أوفياء للشعب السرياني أيضاً، لأن الشعب السرياني هو القادر على حل مشاكله وليس قداسة البطريريك بمفرده، فهو لوحده غير قادر على حل أي مشكلة من مشاكل أبرشياتنا أو أية مشكلة سريانية أخرى على أي صعيد كان، لهذا عليكم أن تركزوا على الجميع، على كل الشعب السرياني وكل مَن يؤيِّد ويدافع عن حقوق هذا الشعب، لأن الذي تعلِّقون آمالكم عليه راحل عاجلاً أم آجلاً، وحتى لو جاء آلاف البطاركة فهم راحلون بحكم الزمن، وكم من البطاركة جاؤوا ولم يحلوا مشاكل السريان منذ قرون، لهذا علينا أن ننهض ونركِّز ليس على قداسته فقط، بل عليه وعلى الشعب برمته، عندها سنكون قد وضعنا أوّل خطوة في طريق معالجة اعوجاجاتنا ومشاكلنا وضياعنا وانقسامنا وتيهنا واضمحلالنا، عندها ممكن أن نقول أننا في طريقنا إلى برِّ الأمان!
فهل هناك مَن يستطيع أن يحقِّق هذه المعادلة المستعصية عن الحلِّ؟!
أهلاً بكم وبكلِّ مَن يساهم في حلِّ مشاكل أبرشياتنا ومشاكل شعبنا، وبكلِّ مَنْ لديه أفكار ورؤى حضارية إنسانية راقية، بحيث أن تقودنا إلى معالجة مشاكلنا بعيداً عن لغة الاستفزاز وكشف الفضائح بشكل ممجوج وغير هادف، لأن لغة العصر هي لغة الحوار البنّاء وقبول الآخر، ولا يمكن قداسة البطريرك لوحده أن يحل مشاكل أبرشياتنا ولا مشاكل شعبنا، إلا إذا تضافرت جهود شعبنا بكافة شرائحه ومستوياته، بنيَّاتٍ صافية ورؤى حضارية منبعثة من أعماق البعد الحضاري والمستقبلي والعلماني والإيماني القويم. لأن الحياة في تغيّر مستمر ولا بدَّ أن نعالج مشاكلنا بما يتناسب مستجدات ومتغيرات أبجديات العصر الذي نحن فيه، وإلا سنبقى على هامش الحياة وفي ذيل الحضارة، نبكي على الأطلال ونجترُّ التاريخ دون أن نقدِّمَ لشعبنا ما يليق بواقعنا اليوم، وما ينتظره منّا المستقبل القريب والبعيد!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com
[/b]أودّ أن أؤكّدَ على أنَّ الكثير ممَّا تنشرونه في الموقع لا يعجبني، خاصة ما يتعلق بموضوع فضائح الأبرشيات، لأنكم تقومون بدور تشويه سمعة الأبرشيات سواء عن قصد أو دون قصد، دون وضع الحلول لها، فهذا الدور الذي تقومون به هو دور هدّام ولا يقدِّم فائدة للرعية ولا يقدِّم أية حلول للأبرشيات كما تتصوَّرون، أم أنَّ دوركم هو التهديم وتخططون لهذا التهديم عن سابقٍ اصرارٍ وتصميم؟!
أودُّ بعد عودتكم، أن أقدِّم لكم انطباعاتي وبعض وجهات نظري حول توجهات موقعكم، وقد أدهشني وأنا أقرأ مقدِّمتكم المدبّجة بالتهديدات الجديدة للأبرشيات، وكأنّها تتقاطع مع لغة السلطات الأمنية والقمعية، هل أنتم سلطة أمنية، آمرة ناهية، حيث تشيرون بكل وضوح إلى أنَّ لديكم ملفَّات فضائحية وسوف تنشرونها في موقعكم السرياني الذي يعرفه القاصي والداني على حدِّ قولكم.
ما هذه اللغة التهديدية التي تطرحونها، كيف ستحلّون مشاكل الأبرشيات وأنتم تحملون ملفاتكم وتهديداتكم بأسلوب ساطوري فظّ، وهل يتم حل المشاكل بهذا الأسلوب التهديدي القمعي؟!
لماذا لا تطرحون حلولاً للأبرشيات بعيداً عن نشرها عبر الموقع، لماذا لا يكون الموقع منبراً لأخبار نشاطات جالياتنا وإبداعاتهم وتفوّقهم وتواصلهم مع بعضهم بعضاً بشكل حضاري راقي، بعيداً عن التركيز على تشويه سمعة الأبرشيات بالطريقة الاستفزازية التي ترطرحونها والتي تعقِّد الأمور أكثر ممَّا تحلها، إلا إذا كان غرضكم بالأساس هو التشويه، عندها لن تحققوا الهدف المنشود ولن تجدوا سريانياً عاقلاً أو جاهلاً، يوافقكم على توجهكم الانشقاقي والتشويهي طالما لا نجد أمامنا حلولاً ملموسة وحضارية وراقية؟!
أتساءل، مَن أنتم، مَن أنتم بالضبط، لا أقصدكم كأشخاص، بل كموقع أو حتى كأشخاص مَن تمثلون؟ التيار السرياني العلماني التقدُّمي الحداثوي الحضاري، الهادف إلى تطوير واقع الحال حالنا السرياني المتقهقر؟ هل أنتم هيئة منتخبة من شريحة سريانية ما، هل أنتم فعلاً سريان، هل أنتم طرف ما مع هذا المطران وضدّ ذاك، لماذا أنتم غامضون ولا نعرف عنكم شيئاً ؟!
ما هو برنامجكم، هل أنتم حزب سياسي، تيار تقدمي علماني، أين مقرّكم، أين برنامجكم ونظامكم الداخلي والخارجي، وأين يصبُّ هدفكم، لماذا تتهجَّمون على أغلب الأبرشيات باستثناء القليل منها، وتركزون على نزاهة وقداسة البطريرك وتعلِّقون آمالكم عليه وكأنه حلال مشاكل أبرشيات السريان على وجه الدنيا؟!
هل برأيكم أنَّ قداسة البطريريك بهذا الوضع الصحي المتدهور قادر على حل مشاكل أبرشياتنا على مختلف تصدُّعاتها وانشقاقاتها وصراعاتها، وهل برأيكم أن قداسة البطريرك له سلطة على الأبرشيات بالصورة التي تتوقَّعونها، وقادر على وضع حدٍّ لهذه المشاكل؟ يبدو لي أنَّ هناك أبرشيات هي التي تتحكَّم بقرارات البطريريك نفسه في بعض قضايا الأبرشيات؟!
أنا أيضاً لا يعجبني واقع الحال حالنا السرياني المنقسم على ذاته إلى عددٍ لا يحصى من الانقسامات، وقد سبق ومنذ عشرين عاماً كتبت نصاً شعرياً بعنوان: أواهٍ ما هذا الانشطار؟! انتقدتُ من خلال النص واقع الحال حالنا! ونشرت النص آنذاك في المجلة البطريركية وفي بعض الصحف الورقية التي تصدر من لندن ثم نشرت النص فيما بعد في الكثير من المواقع الالكترونية، ويراودني أن المشرف الذي نشر النص في المجلة البطريركية لم يفهم مغزى نصِّي، حيث كانت القصيدة تدور حول انقسامنا وتشرذمنا بشكل واضح ولكن على ما يبدو أن المشرفين على مواقعنا وصحفنا ومجلاتنا نادراً ما يفهمون بعمق ما يقصده هذا الشاعر أو ذاك أو لا يهتمون أصلاً، وجل اهتمامهم مرتكز على المواقع والمناصب وما شابه، وكل هذه المناصب من جهتي اعتبرها مناصب مثل قلّتها طالما لا تخدم الطائفة والرعية والإنسان، مع انني لست من دعاة الطرح الطائفي ولا من دعاة الطرح الديني ولا من المهتمين بالقضايا القومية بالمفهوم التعصبي ولا مهتم بهذه الأمور إلا من منظور إنساني ولو جاءت هذه الأمور بإيقاع حضاري وتقدمي وإنساني أرحب بها وإلا لو جاءت نافرة وسقيمة وعقيمة، فلا تعنيني، أقصد لا أتبناها عندما أراها معوجّة ومنحرفة عن الخط القويم، لأن ما يهمني هو نصي وحرفي ولوني وكوني، وكيفية تجاوز نفسي وتقديم أبهى ما لدي يوماً بعد يوم للحياة، للوجود، للسريان ولكل إنسان على وجه الدنيا!
مَن أنتم بالضبط، هل أنتم جهة ما، توجُّه ما، فكر ما، رؤية ما؟ مَنْ سلّطكم كي تتسلّطوا على الأبرشيات وتكشفوا خباياها؟! هل تهدفون فعلاً إلى تقويم وتصويب أخطاء واعوجاجات أبرشياتنا كي تسير نحو بر الأمان؟! وهل برأيكم ستنجحون بطريقتكم الضبابية هذه، وغموضكم على الآخر؟! أنا مثلاً لا أعرف مَن أنتم، كيف سأثق بكم؟ وهناك ملايين السريان غيري ربما يتبادر إلى ذهنهم نفس السؤال، كيف سيثق بكم الآخر لو لم يعرفكم عن قرب، ويعرف منهاجكم وتوجهكم، كائناً مَن كان هذا الآخر، خاصَّةً عندما يراكم تنحازون إلى هذه الأبرشية أو تلك، أو تركزون على عورات هذه الأبرشية ولا تركزون على تلك، سوف لن يتعاطف معكم ولا مع توجهاتكم، لأن نتائجها تقود إلى تعميق الخلافات والمشاكل بين الأبرشيات، ودوركم لا يختلف عن دور الذين يصبُّون الزيت على النار، فنحن ومنذ زمنٍ بعيد، نحتاح إلى ماء نقي كي نطفئ النيران التي تندلع في أبرشياتنا، ونقوِّم ونعالج اعوجاجاتها، على أن يكونَ جلَّ تركيزنا على تقديم الأفضل والأحسن، وبالتالي تطوير واقع ابرشياتنا وواقعنا السرياني بشكل عام. كفانا ننطح بعضنا بعضاً، علينا اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى أن نتصدَّى لأخطائنا ونحلَّها بالطريقة الحضارية والإنسانية، المفيدة والمقنعة والهادفة للجميع!
مَن وراءكم أو مَن تودُّون أن يسير وراءكم أو يوافقكم ويتبنّى رؤاكم ووجهات نظركم وتوجهاتكم؟!
لا أخفي عليكم أن موقعكم لفتَ انتباهي منذ بداية دخولي فيه وتصفحه، لما يُثار فيه من طرح ونشر مشاكل أبرشياتنا بنوع من الجرأة، هذا ما أعجبني في بادئ الأمر، لأنني وجدت فيه طرحاً جريئاً وهو ما نفتقره في مؤسَّساتنا وتياراتنا وفضائياتنا وأحزابنا وأبرشياتنا ومواقعنا، ولكني بدأت رويداً رويداً أتحفّظ على الكثير من طروحاتكم في كيفية عرضها ومناقشتها، لأنكم تنشرونها على موقعكم كفضائح وتشويه سمعة بعض المطارين والأبرشيات أكثر ممَّا تطرحونها كحل أو لإيجاد حلول لها، لأنني لا أراكم بصدد إيجاد حلول لهذه المشاكل، بل مجرد نشر غسيل أبرشياتنا المهترئ، فإذا كان هدفكم عن قصد أو غير قصد، هو مجرد نشر غسيل ابرشياتنا المستفحل بالغبار، فالجميع يعرف كم نحن غارقون في الغبار والوحل وكم نحن تائهون عن جادة الصواب وكم يلزمنا كي نعبِّر عن رأينا وكم من الزمن نحتاج كي نؤسس مؤسسة أو حزباً أو تجمعاً يحمل نفساً ديمقراطياً حضارياً تقدُّمياً إنسانياً حرَّاً وعادلاً!
لهذا أحببتُ أن أقدِّم بعض ما يجول في خاطري من وجهات نظر، إليكم كهيئة تحرير موقع السريان لأنني فعلاً حريص على كل توجه سرياني سواء عبر المواقع أو الفضائيات أو الصحافة الورقية والالكترونية وعبر أي توجه إبداعي أو إعلامي، حريص كل الحرص أن يقدم هذا السرياني أو ذاك نفسه بأبهى صورة حضارية، كي نبيِّن للعالم أننا كنَّا وما نزال أبناء حضارة، ولكنِّي مع كلّ هذا لست متفائلاً، لأنني لا أرى توجهات ورؤى تقدمية انفتاحيّة لأية مؤسّسة أو حزب أو أبرشية أو فضائية، لأنني أرى أغلب توجهات هذه المؤسسات قائمة على التناحرات والصراعات والانشقاقات وقائمة على الخلافات الغريبة العجبية، وقائمة على المناصب حتى ولو كان الوصول إليها على حساب كسر رقاب العباد وتحطيم مستقبلها، حتى انني لا أرى جدوى من معالجة الأخطاء الجسيمة المتفشية في مؤسساتنا وأبرشياتنا وطائفتنا وصراعها مع الطوائف الأخرى التي تصب في عوالم طائفتنا وشعبنا، لهذا أحببتُ أن أتواصل معكم لأقول لكم أن كيفية حل مشاكل السريان لا تتم بالطريقة التي تطرحونها، لأن طروحاتكم أو المشاكل التي يتم طرحها وتسمحون بطرحها هي طروحات ناقصة وغير مجدية لأنكم تركِّزون على الجانب الديني المحض وعلى الأبرشيات كأبرشيات، ولاتركزون على الحلول العلمانية والمؤسساتية الديمقراطية وتوفير أجواء الحرية والحقوق والواجبات لكل سرياني عبر مؤسساته الدينية والعلمانية معاً، وأراكم تركِّزون على مشاكل المطارنة وإدارة الأبرشيات لغرضٍ في نفسِ يعقوب.
ألا تستثنون أحداً، أم أنكم تستهدفون اقتلاع جذور هذا المطران أو ذاك كي تبيِّضون وجه المطران الفلاني؟ مَن وراءكم؟! هل تخطِّطون للبطريرك المرتقب، وهل مَنْ سيأتي سيكون أفضل من الحالي؟ ألمسُ نوعاً من التحيّز في تناولكم لمسألة الأبرشيات، لا يعجبني تحيُّزكم، ولستُ بصدد تبيان تحيزكم، على أنكم مع هذا المطران وضدّ فلان من المطارنة، ولكني عندما أرى تركيزكم على نشر أخبار الأبرشيات بشكل تقشعرُّ له الأبدان، يغيظني ويؤلمني أن أرى واقع الحال حالنا بهذا الشكل المشين، ولو أحببتم معالجة الأمر فعليكم وعلى غيركم معالجته ليس عبر نشر فضائح الأبرشيات عبر الشبكة، لأن هكذا طريقة تقودنا إلى المزيد من الخلافات والصراعات، وقد شبعنا ووصلنا إلى حدِّ التخمة والقرف من مشاكل الأبرشيات والطائفة والمؤسَّسات والمجالس الملّية، فلا أرى سوى آهاتٍ يتلوها آهات، فلِمَ تتسابقون في نشر قبائحنا، هذا ليس حلاً لواقعنا المخلخل بل طرحكم وتوجهكم يزيد الأبرشيات خلخلةً وحقداً وكراهية ضد بعضها بعضاً، وتزداد رعايا الأبرشيات انشقاقاً وتشرذماً أكثر فأكثر، ونصبح كلنا ضد كلنا أو كل أبرشية ضد أخرى ولا يستطيع المرء أن يحدِّدَ مع أي طرف سيكون لأنه يشعر أنه لا يسير إلى برِّ الأمان، وسؤالي كيف سنجد القارب الذي يقودنا إلى برِّ الأمان؟! هل تجدون أنفسكم بمثابة قارب الأمان، أم أنكم قارب يسير وسط أمواجٍ متلاطمة، محفوفة بالزوابع وهديرِ الأعاصير، فإلى أين يا أحبائي سينتهي بنا المصير، طالما نتائج توجهاتكم تقودنا إلى توهانٍ في أعماق الزمهرير؟!
تقولون في بداية مقدِّمتكم، يعود موقع السريان بعد غياب قسري لإعادة النظر في الاستراتيجية الجديدة لواقع شعبنا؟ طيّب، هل كانت استراتيجيَّتكم السابقة غير صحيحة لتعيدوا النظر في استراتيجيتكم الجديدة؟
عندما أقرأ هكذا اصطلاح، أشعر وكأني أمام توجّه حزب، أو دولة أو هيئة ما مسؤولة عن قيادة رعية برمّتها!
يا أعزائي أنتم عبارة عن موقع، وحتى الآن لا أحد من القرّاء يعرف من أنتم، لأنكم مجهولو الهوية كأشخاص كتجمع كهيئة كحزب كتكتلٍ ما، تريدون أن تطرحوا أنفسكم من خلاله، إن غموضكم يجعلنا أن نشكِّك في مصداقية نيَّاتكم في الإصلاح والتغيير.
ماذا قدَّمتم من تفانٍ واخلاص كما تزعمون سوى نشر فضائح الأبرشيات، وما هي النتائج المحمودة التي حققتمونها من خلال هذه الفضائح التي قدمتمونها للقارئ السرياني وغيره من القرّاء في كلِّ مكان؟!
تقولون أنكم تبكون وتتألمون لما يجري من انقسامات وصراعات، وتشعرون أن أحباركم الأجلاء غير قادرين على إدارة شؤون السريان .. طيّب لو فرضنا أن توجهاتكم وحزنكم لما آلت إليه الأمور نابعة من نيَّات طيبة وصادقة، فأين هو البديل في توجهاتكم لواقع الحال، هل لديكم طروحات بديلة، من هم المطارنة الجدد، كي يقودوا الرعيّة إلى جنَّات النعيم، هل عندنا مطارنة أفضل من الذين يشرفون على الأبرشيات الحاليِّة؟!
أنا أرى أن مَن سيأتي ربّما يكون أكثر فشلاً مما هم الآن في إدارة الأبرشيات، لأن أغلب أبرشياتنا ليست فاشلة منذ اليوم والبارحة وقبل عام وعامين، بل أغلب أبرشياتنا فاشلة منذ أن تشكَّلت حتى الآن، مع فارق طفيف بين أبرشية وأبرشية، وبعض الاستثناءات عبر حقب معينة، ولكننا في السابق ما كنّا نعرف مكامن فشلها واليوم بعد أن انتشرت وسائل التواصل والإتصال وبعد أن تغيرت الأوضاع والأحوال، انكشف المستور، فلا تقلقوا لأنَّ أبرشياتنا كانت فاشلة بنسبٍ متفاوتة منذ بداياتها حتى الآن ولكننا ما كنا قادرين على كشف عوراتها بهذا الشكل الذي نراه اليوم، تفضلوا اشرحوا لي ماذا قدَّمت للسريان أبرشيات الطائفة السريانية الارثوذكسية على مدى تاريخها الطويل، سوى بعض الطقوس الكنسية وحافظت على استمرارية مسيحيتنا، وبعض الانجازات التي تآكلها الزمن، أين نحن من حضارة اليوم، وماذا نستطيع أن نقدِّم للعالم في الوقت الرَّاهن، سوى المزيد من الصراعات والآهات والانشقاقات؟!
لماذا لم نجد برنامجاً سياسياً لأية رعية من رعايا الأبرشيات على مدى تاريخها الطويل، ولماذا كنّا وما نزال نقدِّم الطاعة العمياء للأبرشيات حتى ولو قادتنا إلى أعماق البحار والانشطار والاقتتال والضياع والتشتت وأقصى حالات البكاء؟!
ماذا حققنا في الشرق والغرب منذ قرون وحتى الآن؟! فالمشكلة يا أعزَّائي ليست وليدة اليوم وأبرشيات اليوم، المشكلة هي وليدة هذا الأرث الاشكالي الاقتتالي الانشقاقي الحربي التصارعي فيما بيننا منذ زمنٍ بعيد!
ماذا تقصدون بكل الاختراقات في الأبرشيات السريانية؟!
هل الأبرشيات هي حزب أو دولة كي تُخترَق؟! وهل هناك جواسيس وتجسس على صلوات الأبرشيات، ولمصلحة مَن كل هذا التجسُّس والاختراقات التي تمَّت ووصلت إليكم، مَن هو وراء اختراق ابرشياتنا ولمصلحة مَن يشتغل، هل لمصلحة مطران ما، أو لمصلحة دولة، نحن لا نشكل خطراً على دولة، بقدر ما نشكل خطراً على أنفسنا؟!
ماذا تقصدون بسؤالكم، أين هو الشعب السرياني، وأين هم المطارنة ولكل واحد منهم ملف عندنا؟! طيب ولو كان عندكم ملف لكل مطران وكل كاهن وكل شمَّاس وكل سرياني، ماذا ستعملون بهذه الملفَّات، هل ستقدمونها إلى قدَّاسة البطريرك كي يحاسب أصحاب الملفَّات، وهل لديه كل هذا الوقت والراحة والصحة لمراجعة ملفاتكم؟!
هل لديكم مراسلون يتجسَّسون على الأبرشيات كي تصلكم رسائل أوَّل بأوَّل وفيها فضائح لا تريدون أن تفصحوا عنها، وما مصداقية هذه الرسائل من جهة وهل حل مشاكل السريان متوقِّفة على حلِّ مشاكل الأبرشيات فقط ووضع حدٍّ لهذه الفضائح؟ يا أعزائي مشاكل السريان أكثر ممَّا تظنون وأكبر من الأبرشيات وأكبر من المواقع السريانية برمّتها، مشاكل السريان تحتاج إلى عقود وعقود كي نعالجها، فهل موقع السريان سيعالجها بالبساطة التي تتصورونها؟!
إذا كانت البطريركية لا تسجيب لرسائلكم فلماذا تعلقون الآمال على البطريركية لحل مشاكل السريان، وهل مطلوب من نيافة المطران ماتياس أن ينقل كل ما يصله لقداسة البطريرك، وما دقة ومصداقية هذه الرسائل كي يوصلها للبطريريك؟! وهل لديه وقتاً وطاقة صحّية لحل صراعاتها ومسبباتها المتفاقمة؟! انه بالكاد يسير ثلاث خطوات متواصلة من دون أن يسنده أحد فكيف سيحل مشاكل تقشعر لها الأبدان، وتحتاج إلى لياقة ذهنية وصحية عالية، وإلى مجموعة وهيئة كبيرة منتخبة من الشعب كي تتوزَّع المهام بكشل منطقي وموضوعي وعبر حوارٍ هادفٍ وبناء!
لماذا تعتذرون من المطران ماتياس، طالما تضعونه في خانة الاتهام والتقصير وعدم قيامه بالواجب المترتب عليه كما تزعمون؟! لا ضرورة لاعتذاركم ، والمطران سيقدِّر عالياً معزَّته عندكم فلا تقلقوا وأنتم تلملمون ملفاتكم السميكة.
تتساءلون في نهاية كلمتكم وتجيبون على تساؤلكم، قائلين: هل سنستطيع أن ننقل كلمة الحق إلى كل مَن يقرأ صفحتنا ويريد أن يعرف أخبار الأبرشيات والمطارنة والكهنة والرهبان خاصة، أم سنفشل كما فشلت كل اللجان الاسقفية حتى تاريخ هذه الساعة؟!
أنتم سألتكم وكنتم صريحون في الإجابة على سؤالكم، وأنا بدوري أؤكِّد لكم على فشلكم، لأنكم لستم أقوى وأفضل من اللجان الأسقفية الفاشلة التي تشكَّلت، فكل الطروحات التي طرحتمونها فاشلة، اضافة إلى اللجان التي تشكَّلت فاشلة، فلا يمكن تصحيح ما هو فاشل بما هو أفشل، لأنكم يا أعزائي جهة غامضة، غير منتخبة، غير مخوّلة من قبل الشعب السرياني، جهة ضعيفة أكثر ممَّا تظنّون، جهة لا حول ولا قوة لها، لربما هناك مطران ما أو أكثر يتعاطف معكم وله حساباته وتطلعاته الحلميّة الانطاكية، لكنها تبقى مجرد أحلام، ولا يمكن أن تتحقق هكذا أحلام بهذه الطريقة، ولو تحقَّقت سوف لن تكونَ أفضل مما عليه الأحوال الآن، ومعالجة مشاكل السريان لا يتم بهذا الشكل البسيط، الضبابي، مشاكل السريان هي عديدة ومتشعِّبة ومتشابكة، هي روحية دينية وعلمانية، فلا الجانب الروحي الديني ولا العلماني يسيران بما يليق واقع الحال الحالي، ولهذا السريان بحاجة إلى متخصِّصين نزيهين وعادلين على الصعيد الديني والعلماني، يضعون برنامجاً شاملاً بحسب تطلعات الشعب نفسه، بحيث أن ينبثق البرنامج من تطلعات الشعب، وينقل هذه التطلعات ليس موقعاً مجهولاً وغامضاً، ينقل تطلعات هذا الشعب العريق جهات متخصصة ومخوَّلة بالقيام بهذا العمل وبإشراف جهات أخرى تشرف على إدارة المشرفين، شأنهم شأن الدولة التي تتشكَّل من جديد، فنحن الآن في مهبِّ الاندثار والانقراض والذوبان في قوميات ولغات وشعوب أخرى، وما لم يتم وضع برنامج شامل ودقيق من قبل الهرم الديني الرُّوحي الأكبر والعلماني الأكبر ومن قبل عقول متخصِّصة في صياغة برنامج يتكفَّل صون حقوق الجميع وبموافقة الشعب أولاً وليس بقرارات رجال الدين أو غيرهم، على الجميع أن يشارك في تقرير مصيره عبر لجان مشتركة وممثلة لهذا الشعب في كل بقاع الدنيا وإلا سينتهي بنا المطاف إلى حالة يرثى لها، مع انني متشائم جدّاً لواقع الحال الذي أراه، ونحتاج إلى تضافر الجهود وإلى طاقات أشبه ما تكون بالمعجزات لانتشالنا من هذه الأوضاع المزرية التي نمرُّ بها، والمفلق في الأمر أن أكثر الذين لديهم طاقات وإمكانيات على قيادة هذا الشعب، هم خارج مواقع المسؤولية سواء من الجانب الرُّوحي أو العلماني، لهذا على الجميع أن يفهم ويعي أن كل واحد منا يتحمَّل بطريقة أو بأخرى مسؤولية فشل حالنا وأحوالنا ولا أبرّئ أحداً بما نحن عليه! لأنَّ كل فرد منّا، كل عضو منّا، لو ترك المسؤولية على غيره سيزداد الأمر سوءاً، وتتعقَّدُ الأمور وتتفاقمُ أكثر وأكثر.
وأراكم في نهاية كلمتكم تؤكِّدون على أنكم ستبقون أوفياء لقداسة البطريرك بكل صغيرة وكبيرة، كي يأخذ الاجراءات اللازمة ضد الفاسدين والمفسدين، ولن تخافوا من أحد، مركِّزين على أن استراتيجية الإدارة الجديدة هي اسماع وتبليغ شعبنا بكل ما فيه من معاني الاصلاح؟
لماذا ستبقون أوفياء لقداسة البطريرك فقط، ولا تبقون أوفياء للشعب السرياني أيضاً، لأن الشعب السرياني هو القادر على حل مشاكله وليس قداسة البطريريك بمفرده، فهو لوحده غير قادر على حل أي مشكلة من مشاكل أبرشياتنا أو أية مشكلة سريانية أخرى على أي صعيد كان، لهذا عليكم أن تركزوا على الجميع، على كل الشعب السرياني وكل مَن يؤيِّد ويدافع عن حقوق هذا الشعب، لأن الذي تعلِّقون آمالكم عليه راحل عاجلاً أم آجلاً، وحتى لو جاء آلاف البطاركة فهم راحلون بحكم الزمن، وكم من البطاركة جاؤوا ولم يحلوا مشاكل السريان منذ قرون، لهذا علينا أن ننهض ونركِّز ليس على قداسته فقط، بل عليه وعلى الشعب برمته، عندها سنكون قد وضعنا أوّل خطوة في طريق معالجة اعوجاجاتنا ومشاكلنا وضياعنا وانقسامنا وتيهنا واضمحلالنا، عندها ممكن أن نقول أننا في طريقنا إلى برِّ الأمان!
فهل هناك مَن يستطيع أن يحقِّق هذه المعادلة المستعصية عن الحلِّ؟!
أهلاً بكم وبكلِّ مَن يساهم في حلِّ مشاكل أبرشياتنا ومشاكل شعبنا، وبكلِّ مَنْ لديه أفكار ورؤى حضارية إنسانية راقية، بحيث أن تقودنا إلى معالجة مشاكلنا بعيداً عن لغة الاستفزاز وكشف الفضائح بشكل ممجوج وغير هادف، لأن لغة العصر هي لغة الحوار البنّاء وقبول الآخر، ولا يمكن قداسة البطريرك لوحده أن يحل مشاكل أبرشياتنا ولا مشاكل شعبنا، إلا إذا تضافرت جهود شعبنا بكافة شرائحه ومستوياته، بنيَّاتٍ صافية ورؤى حضارية منبعثة من أعماق البعد الحضاري والمستقبلي والعلماني والإيماني القويم. لأن الحياة في تغيّر مستمر ولا بدَّ أن نعالج مشاكلنا بما يتناسب مستجدات ومتغيرات أبجديات العصر الذي نحن فيه، وإلا سنبقى على هامش الحياة وفي ذيل الحضارة، نبكي على الأطلال ونجترُّ التاريخ دون أن نقدِّمَ لشعبنا ما يليق بواقعنا اليوم، وما ينتظره منّا المستقبل القريب والبعيد!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
sabriyousef1@hotmail.com