الربيعُ الأصفرْ .. والوجهُ الاسودْ ..!!
أينَ الربيعُ ..
ومتى رحلتْ بقدومِ الربيعِ
طيبةُ الوردِ
ورائحة الأزهارْ ..؟
**
أين الربيعُ
ومتى سكتتْ بقدومِ الربيعِ
أصواتُ البلابلِ
وألحانُ الأطيارْ ..؟
**
أين الربيعُ
وأين الوعودُ والقسمُ
وأين المبادئ والقيمُ
وأين النضالُ والهممُ
وأين الثورةُ
والثوّارْ ..؟
**
أين الربيعُ
وأين الأفكارُ العلميّة
واين الشعارات الأمميّة
وأين أبواق الحريّة
وأصواتُ الأحرارْ ..؟
**
ياربيعا ً
قد كشفتَ ما تبقّى من
خياناتِ العروبة والكذوبَ
وتعرّتْ كذبة المستور
ما تحتَ اللّحى
والحجابا
وبانَ الحقُّ والفرقُ
مابينَ الأسودِ
والكلابَ
تحتَ أضواءِ النّهارْ ..
**
أين الربيعُ وقد سقطتْ إنسانيّة الكون
تحتَ أقدامِ الطفولةِ العاريةِ
القدمينْ
وتمرّغَ وجه البشريّة بالقذارة حينَ
نُحرت أعناق النساء
بالسيفِ والسكينْ
وتسوّدَ وجه العالم قبحا ً في
اغتصاب ُ طفلة ٍ
دونَ السنتينْ
و في احتفالات ٍ
من التكبيرِ والإنتصارْ ..؟
**
أينَ الربيعُ في تسوِّلِ عالمِ الذرّة ِ
في شوارع بغداد
وبترُ أصابع المبدعين
في شوارعِ دمشق
في ثورةِ
الجهاد
وتبوّأتْ لجنة القضاة
شلّة الزناةِ والأوغاد
وبمباركة الإله لعقوبة
الكفّارْ ..؟
**
جاء الربيع بشكله الأصفر
ووجهه الأسود
وشهوة الحاقدين ْ
وتقطّعت أوصال الحياة
بأرض الشام
وبلاد النهرينْ
وتبوأتْ شرائعُ الحكم الأهبل
سيوف الجهالةِ
ولحية الأشرارْ ..
**
جاء الربيعُ
وبكت الطبيعة والسماءْ
وتحوّلت ابتسامات الطفولةِ
إلى خارطة مصدّعة ٍ من النحيب ِ
والبكاءْ
ورسمتْ على خدودِ الأمّهاتِ
ملامح البؤسِ واستحالات الرجاءْ
وتحطمتْ آمالها
بالإنتظارْ ..
**
جاء الربيع كغير عادته
بالّلون الاصفرْ
ورافقهُ طوفان
الّلعن الأكبرْ
ولحقه سيلان الدمّ الأحمرْ
وقاد الربيع والرفاق
ديكٌ ، ودبّ ٌ، وبغلينِ
وحمارْ ..
**
وتهجّرَ الشعبُ الأصيلْ
وتبدّلت الذّئابُ بالأسودْ
والعريقُ بالدّخيلْ
والحكيمُ بالبليدْ
والقبيحُ بالجميلْ
والمسالم بالحقودْ
وقمّة الأشراف داستها
وصمة عار بالدّولارْ ..
**
أينَ الربيعُ
وقد طمر أرض الزهور والياسمين
غبار الحقد والجهالة
وتبدّل شدو البلابل
بأصوات العويل و النحيب من
الأرامل والثكالى
وتغيّر ضوء الشمس
وتغيّر جمال الأقمارْ ..؟
**
وتعلّمت النساءُ فنون السباحة
مع المهربين والتجّار
وشبعت حيوانات البحر
من جنون الجشع الساقط
في موج الأبحار
ليهربوا من موت النحر الى
موت بدون مسارْ..
**
ياربيعا سوّدَ العمر في كلّ الفصول
واغرق الدنيا ظلاما ً في
العقول
واستباح الأرض في عكس
الأصول
والعروبة أينما كانت ستبقى
دائما
زبل الحوافر والنعول
في احتقار ٍ
واحتقارْ ..!!!
وديع القس ـ 30 . 10 . 2014