لماذا يارب

ضاق رزقي ,وبين مخالب الحاجة والعوز وقعتُ ,إجتزتُ في المياه العميقة, عجّت الأمواج ولطمتني من كل صوب,الرياح لم تنسني, عصفت ضدّي ,وفي أدراجها ذهبت سدىً كل أحلامي, ضربتْ سفينة حياتي بكل ما أوتيتْ من قوّة, وكادت أن تبلغ نهايتي, أنذاك جاش في صدري سؤال مؤلم , لست أدري كيف تجرأتُ وتفوّهت به, فمن ضعفي صرخت:
ُ لماذا يارب ؟؟؟أما يعنيك أمري !!!!!
كثيراً ما نصرخ بقوّة إبان التجارب والضيقات ,نتساءل ,ماذا فعلنا يارب , كي تحيق بنا كل هذه التجارب!!!!!
لماذا لم تمنعها عنّا وأنت القادر على كل أمر.وليس بمستحيل عندك .
إن أصابتنا الأمراض, نلقي اللوم على الرب ونقول:
لماذا يارب!!!!تخلّيت عنا ,ولم تعد تبال بنا!!!! نعاتب الرب وكأنه هو من ألحق بنا الأذى.
كم مرّة تعدينا حدودنا وتجاسرنا على الله بما تنطقه أفواهنا.
سامحنا يا رب ,وحاشا لك.
أسئلتنا جارحة , وجاحدة لأفضالك,كيف نسينا محبة قلبك, وقدرة ذراعك, حتى بلغ بنا الأمرأن نتفوّه بهذهالعبارات!!!!
إن الذي نزل من أعلى سمائه,إلى عالم التعب والبؤس, بذل نفسه عنا وأطاع حتى الموت , ومات موت العارلأجل خلاصنا,وأنقذنا من الغضب الأبدي , وصالحنا مع أبيه , وأعادنا إلى أمجادنا الأولى بفعل محبته لنا,كيف يمكن أن يهملنا ويتخلّى عنّا, ولا يبال بنا,
وهو الذي نقشنا عل كفّه,وقادر أن يزيل كل علّة ويبرئنا من الداء الذي تملكنا !!!!!
كيف ننسى انّه أقام لعازر من القبر بعد أربعة أيام من وفاته!كيف ننسى أنه أحيا أبن الارملة ,وطابيثا قال:لك أقول قومي!!!!!!
وما لا يحصى من العجائب والمعجزات التي فعلها ,فلتهدأ قلوبنا ,ولتصرخ إليه ,بوكلنا إيمان بقدرته القادرة وهو كفيل ,بأن يستجيب لنا ,ألم يقل لنا :
اطلبوا تجدوا
إسألوا تعطوا
إقرعو يفتح لكم
فهل طلبنا وسألنا وقرعنا بابه بإيمان وثقة ؟؟؟؟؟؟؟
إيمانك قد شفاك قال للمرأة نازفة الدم؟؟؟؟؟
فأين إيمانناّ؟؟؟؟
إن آمنّا بقدرته فإننا نعطى بحسب إيماننا وثقتنا به ,فكل حسب إيمانه يعطى له .
قال يسوع :كل مل تطلبونه باسمي من الآب مؤمنين تنالونه.
لكن لعلنا نطلب ما ليس لصالحنا , وذلك حسب سابق معرفته ,فلا يلبي طلبنا,ليدفع عنا تجربة قاسية ,ولأنه يحبنا لا يستجيب لنا ,
فما علينا إلّا أن نقرن طلباتنا بما علمنا في الصلاة الربانية لتكن مشيئتك يا رب لا مشيئتنا .
والشكر لرب الكون يسوع له المجد .