مجنون يحاكم العالم.....!

بقلم المحامي نوري إيشوع

بقلم المحامي نوري إيشوع
المجتمعات هي خليطُ متجانس و مترابط من البشر, هي معزوفة موسيقية تجمع كل الألحان و الأنغام بإيقاعات جميلة رائعة, على الرغم من تباين مكوناتها, و بالرغم من أختلاف ثقافاتها, و تشعب أطيافها.
المجتمعات, هي تعاون و تعاضد, بناء و عمران, علم و تقنية, صحة و مرض, عدل و مساواة, زرع و حصاد, عطاء و تضحية, و يكتمل جمال هذه المجتمعات لانها تجمع النقيضين : العالم و الأمي, العادل و الظالم, الأمين و السارق, المعافى و المريض, الجندي والمحارب و الخائن و المتخاذل, العامل و الحارس و المتقاعس و المهمل, القوي المتمكن و الضعيف الذليل, المؤمن و الملحد, القاضي و المتهم, الأقطاعي و الفلاح, الحاكم و المواطن, العاقل و الحكيم و المجنون و المتهور. انه من الطبيعي و العادي, لا بل انه من المسلمات, و لا تكتمل التركيبة الأجتماعية في جميع مجتمعات العالم الا بوجود البعض من الذين لم يمن الله عليهم العقلَ و الأتزان, أشخاص خلقوا مجانين أو أختلوا عقلياً من خلال مواقف صعبة أو تجارب حياتية مريرة كان وقعها كبيراً على هؤلاء المساكين, و تعاملْ المجتمع مع هؤلاء يُقاس بدرجة جنونهم و مدى خطورتهم, فيوضع البعض منهم في مشافي المجانين و البعض الآخر في مصحات عقلية, و أما البعض المسالم منهم فيترك طليقاً لعدم تشكيله خطورة على الذين يتعامل معهم. و لكن من سخرية القدر أن ينسى المجتمع و دول العالم, رجل غير سوي, مجنون خطير, حر طليق يحكم بقبضته الحديدية على ملايين البشر الذين لا حول و لا قوة لهم, و هم يقبعون خانعين بين أسوار سجونه المفتوحة, مجنون شاءت الأقدار أن يتربع على عرشِ دولةٍ عربية صغيرة, و لكن جنونَ عظمته جعله يرى الأقزام عمالقة, يرى السراب بحاراً و محيطات, يرى دويلته الصغيرة جماهيرية عظمى يقارع بها الدول العظمى في العالم فكانت احدى نتائج غروره هذا, قصف الطيران الأمريكي لقصره الجمهوري و نجاته من الموت بأعجوبة.
قائد ثورة الفاتح من ايلول , صاحب الكتاب الأخضر و الأفكار الخضراوية , هو مجنون و بجدارة, و مريض حتى العظم بمرض النرجسية التي لا يرى من خلالها الا نفسه المعتلة, مجنون تجاوز بجنونه أسوار دويلته و أصبح يصدر الأوامر خارج حدود سجنه, عندما شنّ هجمة شعواء على سويسرة و طلب مسحها من خريطة العالم و طلب تفكيكها لانها بنظره دولة مصطنعة, و حرضّ عناصر القاعدة لشن هجمات عليها, لانها أجرت تحقيق مع ابنه المدعو سيف الأسلام بسبب ضربه ضرباً مبرحاً نادلة الفندق الذي كان يقيم فيه, و كانت أقوى ردات فعل هذا المتهور, هي دعوته الى إعادة النظر في وضع المسيحيين في الشرق و هدد بالعمل على خلو العالم الأسلامي منهم, لان البرلمان السويسري منع بناء المآذن فوق الجوامع نتيجة أستفتاء شعبي جرى في حينه. و للأسف رضخت سويسرا لهذا الطبل الفارغ و أعطت لأبنه السيف البتار, مبلغ و قدره مليون و أربعمائة يورو كتعويض!! يا للمهزلة!!
القذافي, و كرئيس دولة, أسوةً بأقرانه رؤساء معظم دول العالم, يجب أن يقف أو يتظاهر بالوقوف على مسافة واحدة من مواطنيه أو من مواطني الدول الأخرى, و لكن جنونه يجعله يكيل بمكيالين : فمنذ سنة رأيته بأم عيني عندما كان في زيارة مرسومة مسبقاً الى أثوبية, فأحضروا له ثلاثة عشرة مسيحياً أعلنوا أسلامهم, فأثنى عليهم و أثنى على الذين أحضروهم له و كانوا السبب المباشر لأشهار اسلامهم , و شجعهم من تلفزيون ليبيا, قائلاً دون خجل: أدفعوا المال و عليكم أن تجعلوا العدد يصل الى الثلاثين ألف في السنة القادمة, بدلاً من الثلاثة عشرة. منذ سنة, و في زيارة رسمية الى ايطالية, وضع هذا الداعية المجنون اعلانات في الصحف الأيطالية أعلن فيها استعداده لأستقبال فتيات ايطاليات كان قد حدد أعمارهن بين ال 17 و 25 في مقر أقامته ليشرح لهن رسالة الأسلام, و كل من تحضر سوف تحصل على 200 يورو و نسخة من القرآن الكريم كهدية, و عندما أجرت أحد المحطات الفضائية مقابلة مع أحدى الفتيات اللواتي خرجن من مقابلته, أجابت لم أخسر شيء من هذا اللقاء لا بل العكس التقيتُ برئيس دولة, و حصلتُ على مبلغ من المال و نسخة من القرآن سأحتفظ بها كذكرى.
منذ أسابيع, و من ايطالية ايضاً التي تقع فيها دولة الفاتيكان و هي مقر لأكبر رمز ديني مسيحي في العالم, أجتمع العكيد القذافي, كعادته مع فتيات ايطاليات و أعطاهن المال و نسخ من القرآن و طلب على الملأ ان يعم الأسلام أوروبا كاملة, و قد لاقت أقواله اللأمسؤولة تلك ردات فعل سلبية من جهات سياسية و دينية و لكن أقواها كانت ردة فعل الفاتيكان الذي أعتبر المتحدث بأسم قداسة البابا: بان دعوة القذافي تعتبر أستفزاز مقصود و يدل بشكل قاطع بان هذا الداعية لا يحترم حرية الأديان و لا يراعي شعور الآخرين. و لكن السخرية هي في اليوم التالي, وقع رئيس وزراء ايطاليا (السيد برلسكوني) عدة أتفاقيات رسمية مع هذا الداعية الغير متزن و في مجالات عدة, بدلاً من محاسبته على دعواته الغير لائقة و اللامتزنة, بينما نسمع و بشكل يومي عن طرد أجانب و في أكثر من دولة عربية و أسلامية بحجة التبشير المسيحي كما حصل في الجزائر و المغرب, نرى و نسمع عن إغلاق كنائس بتهمة التبشير, أسر و حجز أجانب و قتلهم لا بل ذبحهم أمام كاميرات التلفزيون او زجهم في السجون على أقل تقدير و ذلك بتهمة التبشير ايضاً كما هو الحال في أفغانستان و ايران و السعودية و غيرها من الدول سيدة العدالة الألهية!!!! دون أن ننسى بان هذا الرئيس اللارئيس هو نفسه الذي لم يستقبل جورج صدقني لانه كان مسيحي! مسؤوليته المباشرة عن تحطم طائرة لوكربي التي تم تفجيرها فوق الأراضي الليبية, أختفاء موسى الصدر حتى تاريخ اليوم, تصرفاته الغريبة و العجيبة و أختلافه مع كثير من روؤساء و ملوك الدول العربية خلال أجتماعات القمة العربية و انسحابه المفاجئ منها!! تصريحاته العلنية المناهضة للمسيحية.
سؤالي هو : تحت اي نوع من انواع الجنون يجب تصنيف هذا الرئيس العكيد القذافي صاحب الكتاب الأخطر؟
الم يكن حرياً بهذا العكيد أن يطلق على ابنه أسم آخر : كتسامح الأسلام, أو محبة الأسلام أو عدل الأسلام؟ بدلاً من سيف الأسلام؟ (( ومن هذا الأسم القتالي, نرى الصورة الحقيقية لهذا الرئيس الحربي التي تعكس حقيقة ايمانه!!!)).
الم يحن الوقت للحجر عليه دولياً؟
أم ان للجنون أحكام و فنون!!!!
المحامي نوري إيشوع
´´´´´´´´´´´´´´´´