أيها الربيع وداعا..
أديب ابراهيم
عاد الربيع مرة أخرى وكعادته مثلما في كل مرة، راح يدق أبواب القلوب التواقة للخضرة،لكن هذه المرة ليس مثل كل مرة،لا أحد في البيوت لا أرواح خلف أبواب القلوب ...لا أحياء ،كل القلوب خاوية والأبواب موصدة ..وبعضها مشرعة إنما فقط للريح العابثة لتعبث.
عاد الربيع مرة أخرى ..عاد من جديد وكعادته ألقى التحية على شجرة اللوز الوحيدة التي انتصبت كحارس أمين تحرس الحقول المقفرة...إنما هذه المرة و ليس مثل كل مرة ،لم ترد الشجرة التحية..راح يناجيها يداعبها يهزها إنما دون جدوى،راح يدق باب قلبها ...آه لقد أنفطر قلبها حزنا على آلاف الشجرات التي غابت عن ناظريها..صلى الربيع لراحة نفسها ومضى.
مضى الربيع صوب الجداول الرقراقة ليشرب،مشى طويلا من دون جدوى،أخيرا أخبره غراب أسود جاثم فوق أنقاض أعشاش السنونو المهاجرة ...أخبره أن الجداول رحلت صوب البحر ومن يومها لم ترجع...أدرك الربيع أن الجداول لن تعود أبدا ومن ذا الذي يعود بعد أن يبتلعه البحر .
عرج الربيع على المدينة وكعادته منذ آلاف السنين ..إن له في أحيائها وأزقتها ذكريات وحكايات...صعق الربيع للمشهد ..المدينة عروس جريحة وأهل العرس حاملون حقائبهم وماضون صوب المجهول،لا أحد يلتفت للوراء لا أحد يريد أن يلتفت ولو لحظة لوداع ماضيه و حاضره الكل مشدوه يرنو للغرب ...وقبل أن يأخذها الربيع في حضنه فاضت روح المدينة وعلى وجهها حلم قديم حائر يبحث عن ألف جواب لما كان وما سيكون ،أنتشل الربيع قلبه وعلقه على صدر القتيلة ومضى.
حمل الربيع جسده البائس وراح يبحث عن حلمه الضائع ..أذهله منظر آلاف الأحلام المقتولة برصاص الهجرة ومن بينها حلمه الذي أضحى مجرد جثة هائمة بلا هدف.
بكى الربيع من هول ما رأى، لكن لم تهطل من عينيه قطرة واحدة ... خلع كل خضرته معلنا الحداد الأبدي...ومضى.
***************************************************************
خاطرة ادبية
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
Re: خاطرة ادبية
سلام المسيح معك
أخي الحبيب أديب
أنك حقاً أديب وفنان رائع
أجل لقد أدخلنا غصة كبيرة في قلب الربيع والصيف والخريف
حتى الشتاء جفت دموعه فلم تعد تمطر السماء
أجل قتلنا كل فصول السنة والشجر وحطمنا الحجر
أجل تركنا كل الذكريات محفورة في قلب البحر
آه عليك يا زمن أم ألوم أجحاف البشر
لقد حزنت الكلمات وجف بالقلم الحبر
دمت بألف خير والرب يرعاك وبأنتظار الجديد
أسمح لي بنشره في نسور السريان


أخي الحبيب أديب
أنك حقاً أديب وفنان رائع
أجل لقد أدخلنا غصة كبيرة في قلب الربيع والصيف والخريف
حتى الشتاء جفت دموعه فلم تعد تمطر السماء
أجل قتلنا كل فصول السنة والشجر وحطمنا الحجر
أجل تركنا كل الذكريات محفورة في قلب البحر
آه عليك يا زمن أم ألوم أجحاف البشر
لقد حزنت الكلمات وجف بالقلم الحبر
دمت بألف خير والرب يرعاك وبأنتظار الجديد
أسمح لي بنشره في نسور السريان


بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان

Re: خاطرة ادبية
شكرا اخ أديب
خاطرة كتير حلوة يعطيك عافية
خاطرة كتير حلوة يعطيك عافية
Re: خاطرة ادبية
الاخ العزيز(ابن السريان) ردك الجميل هذا هو مثل ماء المطر لحبة الحنطة في مواسم الجفاف...وطلبك الاذن لنشر الخاطرة المتواضعة في مكان احر لهو شرف لي ...شكرا لمرورك ...
الاخ العزيز يعقوب شكرا لمرورك
الاخ العزيز يعقوب شكرا لمرورك
- سهيل شمعون
- عضو VIP
- مشاركات: 662
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 9:16 am
Re: خاطرة ادبية
خاطرة جميلة ومعبرة جدا ً تدخل بالوجدان فتفتح معها كل الجروح التي ماكادت لتندمل حتى عادت لتنزف من جديد خصوصا ًهذة الايام التي نعيشها ونحن نشهد نزيفا ً حادة يتجسد بهجرة أبناء المدينة الى بلاد المهجر المختلفة .
ولكن كما ذكر الاخ متى في رده مهما كان الالم ومهما كانت الكارثة يبقى الامل موجود وتبقى منازل قائمة بداخلها أناس يكافحون كل يوم بأرضهم فتستمر الارض بالعطاء ويستمر الامل والتفائل بالمستقبل بالرغم من حالة الاحباط التي نعيشها عند رحيل كل عائلة ولا ننسى إن هذة الحالة أستمرت مع أجدادنا منذ 100 عام وحتى اليوم لاسباب مختلفة وأغلبها لم يكن مقنعا ً فنحن شعب لم نستطع أو لم نعرف أصلا ًً كيف نحافظ على أرضنا ولا على هويتنا التي تكاد تذوب وتضمحل حتى يأتي يوم ونقول كان هناك شعب أسمه الشعب السرياني ؟؟؟؟؟؟؟
شكرا ً لك أخ اديب على كلماتك الجميلة التي تتحف بها موقعنا
ولكن كما ذكر الاخ متى في رده مهما كان الالم ومهما كانت الكارثة يبقى الامل موجود وتبقى منازل قائمة بداخلها أناس يكافحون كل يوم بأرضهم فتستمر الارض بالعطاء ويستمر الامل والتفائل بالمستقبل بالرغم من حالة الاحباط التي نعيشها عند رحيل كل عائلة ولا ننسى إن هذة الحالة أستمرت مع أجدادنا منذ 100 عام وحتى اليوم لاسباب مختلفة وأغلبها لم يكن مقنعا ً فنحن شعب لم نستطع أو لم نعرف أصلا ًً كيف نحافظ على أرضنا ولا على هويتنا التي تكاد تذوب وتضمحل حتى يأتي يوم ونقول كان هناك شعب أسمه الشعب السرياني ؟؟؟؟؟؟؟
شكرا ً لك أخ اديب على كلماتك الجميلة التي تتحف بها موقعنا