أيّها المُشرِقُ من العلاء ...!

[القس جوزيف ايليا]

أيّها المُشرِقُ من العلاء ...!

قصائدُنا
أيّها المُشرقُ منَ العلاء...
كسيحةٌ تزحف كالحيّة على بطنها..
وتأكل تراباً مغموساً بدم اللّامعنى الّذي لم تهدأ صرختُه بعدُ ... .ولم تلفظْ أنفاسَها الأخيرة....!
وشفاهُنايابسةٌ كحطبٍ تحت شمس تمّوز
غادرتْها ابتساماتُ الصّباحِ النّديةُ بعد أن هاجمتْها عواصفُ الملح...!
وأعيننُا كليلةٌ غاب بريقُها فانطفأتْ ...
وصارت تبسطُ ولائمَها لقوافلِ الّليل ..
ولجيوشٍ آتيةٍ مِنْ بعيدٍ
غبارُها أسود ...
وسيوفُها سوداء ...!
وآذانُنا مغلقةٌ ...
أوصدَها رملُ صراخِ العبيدِ المُكبَّلين بقيودِ ماضٍ مُعصَبِ العينين ... يأبى الرّحيل ....
وأبوابُ الحريّةِ الحمراءِ تصفعُ وجوهَهم
وتردُّهم عن عتباتها ....!
وأيدينا مبتورةٌ ...
لا تمتدُّ إلى ثمار شجرة الحياة الشهيّة ..
ولا إلى ينابيعَ متدفّقةٍ تقتلُ فينا..
عطشَ تعبِ سنينٍ أكلَها الجَّراد ....!
وأرجلُناثقيلةُ الخطواتِ مشلولةٌ ....
تعجز عن حملِ أجسادنا المكسّوةِ لحماً يابساً
وقد نسيتْ إيقاعَ رقصِها فوق عشب أغنياتِ الأطفال الرّقيقة ...!
وأصواتُنا مبحوحةٌ رحلَ صوتُها ...
وغابَ في جوفِ كلماتٍ خشبيّةٍ
ملّتْ كلامَها ...
وجلستْ على الشّوك تنتظرُ المحرقة ...!
وقلوبُنا مُنهكَةٌ
أتعبَها بكاءُ قيثاراتٍ مُزِّقَتْ أوتارُها ...
وعُلِّقَتْ فوق صليبٍ مِنْ حجرٍ ...!!
أيّها المُشرِق من العلاء...!
أهلاً..
وأهلاً.. .
وأنت آتٍ تحملُك أجنحةُ الشِّعر..
خذنا
واحملْنا معك
وأخرجْنا مِنْ غرف ذواتِنا المُعتمة
وأعِدْ لنا نشيدَ ملائكتِك حيّاً
لتسمعَه الدّنيا مِنْ أفواهِنا العائدةِ من سبي صمتِها على جوادٍ من الفرح :

المجد للّه في الأعالي...
وعلى الأرض السّلام..
وبالنّاس المسرّة ...
وكلّ عامٍ
وجميعكم
بهذا النّشيد مترنِّمون .... !

القس جوزيف إيليا
٢ - ١ - ٢٠١٦