قصة اليوم عن لقد جئت لأتعشى معك!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54208
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

قصة اليوم عن لقد جئت لأتعشى معك!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

كانت الدنيا تغرق فى ظلام دامس، و أنا ارقد على سريرى، عندما سمعت الباب يطرق... حاولت أن أتجاهل الصوت، و لكنه استمر يطرق بإلحاح.
قمت متثاقلاً أتحسس طريقى إلى الباب. اصطدمت بعدة أشياء، وقع بعض منها على الأرض مُحدثاً ضجة. وصلت إلى الباب أخيراً المقبض فأدرته و فتحته.
أغمضت عينى للحظات من شدة الضوء خارج الحجرة. و بعد ثوانى، نظرت إلى الشخص الواقف أمامى فبادرنى: لقد جئت لأتعشى معك
لم أتذكر أننى دعوت أحداً، و لكنى قلت: تفضل
دخل و وضع المصباح الذى كان بيده على المنضدة، كان نوره قوياً جداً، فرأيت حجرتى بوضوح... كانت أبشع و أقذر كثيراً مما تخيلت... كنت أعلم أنها غير نظيفة، و لكن ليس إلى هذا الحد المُزرى.
نظرت إليه فى خجل... لم أعرف ماذا أقول فبادرنى هو قائلاً: يجب أن أنظف هذه الحجرة قبل العشاء، فهل تسمح لى؟ أومأت برأسى بالإيجاب و أنا فى شدة الخجل، و بدأ هو العمل فوراً.
بدأ بالأرض... رمى أشياء كثيرة كانت تبدو مهمة فيما مضى، و لكنها صارت بلا أهمية منذ تلك اللحظة... ألقى بنفايات وددت لو تخلصت منها منذ زمن طويل، و لكنى لم أفعل... قام بتنظيف تراكمات سنين عديدة.
بعد فترة قال لى: ماذا عن الصندوق المُلقى فى ركن الحجرة، ماذا تضع فيه؟
هو صندوق قمامة، و لكنى أحتفظ فى داخله بأشياء أحبها و اعتز بها كثيراً، و أريد الاحتفاظ بها
و لكن إن كنت تريد حجرة نظيفة فعلاً، فلابد من رميه خارجاً، إنه يشوه منظر الحجرة
أرجوك لا ترميه، أنا أريد الاحتفاظ به!
نظر إلىّ متوسلاً، يلتمس موافقتى... فاستسلمت لنظرات عينيه و أجبت: حسناً افعل ما تريد
ابتسم و فى ثوانى أختفى الصندوق. استمر يعمل حتى لمعت الحجرة من النظافة، وعندما انتهى قال: هل تحب أن أفعل لك شيئاً آخر؟ فهناك أمور عديدة يجب أن تصلحها؟
حسناً افعل ما تشاء، و لكنى أرجو أن تنتهى من العمل بسرعة، فأنا أحب أن أحافظ على خصوصياتى
أجاب: و لكنى كنت أفكر بالمعيشة معك لأساعدك دائماً... قلت: ولكن وجودك هنا سيُقيد من حريتى التى أستمتع بها جداً
إن لم أمكث معك هنا، فسوف تتسخ الحجرة مرة أخرى... و إن أنا خرجت، فسوف تعيش أنت فى ظلام لأن المصباح معى.... ثم إنى أريد أن أجمل هذه الحجرة و أُزينها لنسكن فيها سوياً، عندئذ لن يعوزك شىء
نظرت إليه، و قد استسلمت لنظرات عينيه، و قلت: أهلاً بك فى حجرتى انتبهت من غفلتى و إذا بالإنجيل مفتوح أمامى و أنا أقرأ فى سفر الرؤيا الإصحاح الثالث الآية العشرون: ها أنا واقف على الباب و أقرع، إن فتح لى أحد، أدخل و أتعشى معه و هو معى إنه على الباب يقرع، فلنفتح له، و نتمتع بوجوده، يكشف لنا ذاته، و يكشف لنا محبته، و يفتح لنا قلبه، و يشعرنا برعايته و أهتمامه... عجيب هذا الإله المحب، الذى يعطى أهمية لخليقته بهذا المقدار.
افتح له قلبك
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ كل يوم قصة هادفة“