
أريد اليوم أن أناقش عقيدة المطهر بشكل كتابي بحت دون المساس في المشاعر لأننا كلنا دعينا على اسمه القدوس فكيف إن كانت المسألة في غاية الخطورة تمس كمال الفداء فتجعل هذه العقيدة ماقام به المسيح هو خلاص جزئي وليس كامل رغم أنه صرح على الصليب (قد أكمل) يو 19:30
ما هو المطهر :المطهر هو حسب ماوصفه الأب لويس برسوم هو حبس او مكان يشبه جهنم فيه نار تعذب نفوس الأتقياء إلى زمن محدد قبل أن يدخلوا الملكوت
ظهرت هذه العقيدة سنة 1254في منتصف القرن الثالث عشر وضعها البابا إينوشنسيوس (سؤال ما كان وضع الكنيسة قبل هذا التاريخ ) وأقرها مجمع الكرادلة وقسموا البشر لثلاث فئات
1_بار كامل يذهب للسماء مباشرة (وهنا نقول لا كامل ولا بار إلا القدوس. إذ الجميع أخطأوا وزاغوا وأعوزهم مجد الرب. لأنه طالما الإنسان على هذه الأرض يخطئ إلا الأطفال دون سن التمييز بين الخير والشر)
2_ مؤمن ولكن عليه ديون من خطايا عرضية أو خطيئة مميتة تاب عنها ولكن لم يوفي ما عليه من عقاب لأنه مات قبل إتمامه فيذهب للمطهر ليعذب مدة من الزمن حتى يكفر عن خطاياه ثم ينقل للملكوت (وهنا إنقاص لكمال خلاص الرب المسيح وذبيحته الكفارية) وهذه دينونة خاصة بكل شخص قبل أن تحدث الدينونة العامة سأشرحها لاحقا" وهذا أخطر ما في الموضوع
3_ شخص شرير سيذهب للنار مباشرة
والآن لنرجع للكتاب المقدس من أول سفر التكوين وحتى آخر إصحاح في سفر الرؤيا لن نجد كلمة مطهر أو أي دلالة عليها
وهل الله عاجز عن أن يوضح المطهر ويذكره كما ذكر الملكوت والجحيم
ثانيا"لا خطيئة مميتة أو خطيئة عرضية في الكتاب المقدس وكان واضحا"وصريحا"إن أخطأ في واحدة صار مجرما"في الكل.... ومن قال كلمة يا أحمق يستحق نار جهنم إذا الجميع أخطأوا لا بار سوى القدوس وهنا يأتي دور المخلص المسيح (إن أخطأ أحد فلنا عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة عن خطايانا ليس فقط بل لخطايا كل العالم) 1يو2:1
إذا"قد تصرخ النفس المطهر ية وتجدف على المسيح وتقول أنت وعدتنا أنك كفارة عنا وها نحن بقوتنا وعذابنا ندفع الثمن بشكل شخصي.. فهل هذا معقول ويصدق أن هناك كفارة بعد كفارة المسيح الكاملة..... وإلا لو كل واحد في المطهر يكفر بعذابه عن خطاياه فما حاجة البشرية لمخلص
ومعلوم أن (بدون سفك دم لا تحصل مغفرة) عب9:22.... فكيف تحصل المغفرة في المطهر
والعقوبة وقعت على المسيح نفسه(كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا)إش 53:6
إذا"حمل آثامنا كلها وحتى العرضية منها
فالكتاب المقدس يرفض كل عبارة فيها كفارة شخصية لأنها ضد عقيدة الخلاص الكلي (دم المسيح ابنه يطهرنا من كل خطيئة) 1يو1:7
والشرط الوحيد لنيل الغفران باستحقاقات الدم هو الأعتراف بالخطايا والتوبة والسلوك بالنور
إذا"المطهر هو إهانة لعملية الصليب وبولس الرسول يقول:(فمن ثم يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به (بالمسيح) إلى الله) عب7:25
كلمة للتمام لم يترك مجال للكفارة الشخصية البشرية. ..
والمطهر هو تناقض صريح مع بشرى الخلاص التي نقلها الملاك (ها أنا أبشركم بفرح عظيم.... إنه ولد لكم اليوم..... مخلص هو المسيح) لو2:10
أتسائل لو كنت في المطهر شخصيا" سأصرخ من شدة العذاب

وكذلك المطهر يتناقض مع عدل الله ورحمته حين صلب المسيح أكمل الرب عدله لأن المسيح دفع الثمن كاملا"فكيف ننقص منه لندفع نحن مرة ثانية هذا الثمن (لأنكم اشتريتم بثمن)1كو6:20
كما يتناقض عذاب المطهر مع المحبة الإلهية ورحمته الكاملة (محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة) ارميا31:3
الخلاصة :لنعد للكتاب المقدس مثل ألعازر والغني..... لص اليمين.... مثل الحنطة....وما أكثر الدلائل. وخير مثال الأبن الضال الذي قبله أبوه حين رجع أي تاب وقام وذهب إليه واخذه بين يديه ولم يقل له اذهب وتطهر ثم عد لألبسك الحلة الملكية... أن ما بعد الموت إما الملكوت أو الجحيم إما حياة أبدية أو نار جهنم...إما خراف تدخل حظيرة المسيح ولا شيئ من الدينونة عليهم
أو الجداء لليسار حيث النار الأبدية
إما صوت حاني محب يقول :تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم
أو صوت مخيف يقول :إذهبوا عني يا ملاعين. .
ربي ويسوعي
أثق بأن خلاصك لي وللبشر كامل
وأن عدلك ورحمتك كاملين
المجد والكرامة والسجود لك يا مخلص العالم من النار المعدة لإبليس وملائكته