خواطر سلفية في مواقف كندية بقلم المحامي نوري إيشوع

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
المحامي نوري إيشوع
عضو
عضو
مشاركات: 62
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 12:20 am

خواطر سلفية في مواقف كندية بقلم المحامي نوري إيشوع

مشاركة بواسطة المحامي نوري إيشوع »

خواطر سلفية في مواقف كندية بقلم المحامي نوري إيشوع

الى أين الأنحدار ايها الانسان؟ الى متى تغش, تخدع أقرب أنسان, أيها الذي تحمل صورة بشر و تحرك أعوانك في كل مكان, ماذا ينفعك التلاعب بالميزان إذا خسرت نفسك و أصبحت ثروتك بالأطنان, ايها الذي تدعي الإيمان , أصبحتما انت و الأنحطاط صنوان, تشوهت صورتك ولم تستطع الأنفصال عن عالم الحيوان, ايها الأنسان أصبحت سلفياً, صلفاً, قلبك قاسٍ كحجر صوان, تقتل الخلان و تنحرهم كالخرفان و تدعي الإيمان و أنت في الحقيقة, لستَ إلا جنداً أميناً للشيطان, تلعب بالنيران و تتحول الى ذئبٍ ضارٍ في أغلب الأحيان لتنهش باجساد أبناء و بنات ابن الأنسان!
في شتاء كندا القارس, و زمهريرها البارد, و ثلوجها المتراكمة بالأمتار في الشوارع و عواصفها التي تلفح الوجه بصقيعها و ترافق الناس كانها طير جارح, تلازمنا و لا تبارح, ناهيكم, عن درجات الحرارة الهابطة لإكثر من ثلاثين درجة مئوية تحت الصفر, في كل صباحٍ باكر, و انا في طريقي من المنزل الى العمل, و طوال مشواري اليومي, ينتابني شعور غريب, و تسيطر على كياني غيمة ضبابية, وأنا أشاهد مناظر آدمية , درامية تذكرني بالسلفيين و السلفية, أناس ليسوا في الحقيقة أًناس و لا تهمهم لا من بعيد و لا من قريب مذابح الأبرياء من الأساس : شابة في مقتبل العمر تجر وراءها كلباً جميلأ, تحكم عليه من خلال لباسه و قصة شعره, ورائحة عطره و جماله بانه من أفضل الأجناس, أو بالأحرى تراها تتبعه و هي ترتجف من البرد, دون تذمر إينما ذهب و توجه لانه في فسحة صباحية لقضاء حاجة يومية, اضطرارية و هي تحمل في إحدى يديها حبل التحكم, و في اليد الأخرى كيس النظافة, و انتظار الأنتهاء من المهمة و شعور كلبها الأمين بالراحة و من ثم أخذه للأستحمام و السباحة ليستقر أخيراً في فراشِ من ريش النعام لانه خير نديم و هو بحاجة للنوم و الأستراحة!
من جهة أخرى, ترى شاب من عمر الورود, يبحث في حاويات القمامة, عسى و لعل يرى علبة ببسي او كوكا كولا فارغة ليبعها بسنتات (قروش) معدودة يشترى بها سيكارة أو شمة كوكايين للإستنارة لأنه في بلد ليس له فلوس و لا إدارة!!. بينما نرى كندا و أمريكا و أوروبا تسخر كل جيوشها لحماية قتلة الأناس الأبرياء في الشرق, و تفتح أبواب بنوكها و مصارفها و توزعها على أعداء السلام و على الأرهابيين و رعاة الأرهاب, لا فرق بين القذافي و الذين يدعون بانهم ثوار, و لا بين الرئيس المخلوع حسني مبارك و المجلس العسكري المصري بقيادة الطنطاوي الذي ليس إلا سلفياً أرعن, و لا يعرف إلا الطخ (إطلاق) بالنار, لا فرق بين أردوغان و الأمير الشبعان أو بين المالكي و الحكم بن مروان. فالجميع وجوه لعملة واحدة! وهم أنفسهم قاتلي الأنسان, و أن أختلفت الأسماء و الأزمان و حتى المكان!
شريط سينمائي ينقلني كل صباح, الى ملايين الدولارات الممنوحة للسلفين تحت أسماء حكام مصر الضباط لأسلمة البنات في باكستان و في إيران و في مصر من أخوتنا الأقباط, و قتل الفتية دون وازع من ضمير و شل مصر و إصابة الناس بالإحباط, ملايين الدولارات توضع في خدمة الأصلاح المزيف من أجل شراء السلاح لجنود الأفغان و ثوار بنغازي و قصف طرابلس و الدعم اللوجستي لمليشيات العراق, لذبح أشور و آرام و بابل و الأقباط و أغلاق محلاتهم و قطع الأرزاق.
البارحة, كانت السيدة كلينتون وزيرة حارجية أمريكا في مصر و التقت الطنطاوي بيك’ الذي يعتبرالعدو الحقيقي للحق و الأقباط, بعد ان دست في جيوبه مليارات الدولارات ثمناً لأعماله الشنيعة التي تناقض واجباته كمجلس عسكري حالكم لكل مصر ويمارس الظلم بافراط!
بينما تكالبت على سورية, كل أوروبا, أمريكا و كندا و فرضوا عقوبات على القيادة السورية, لانها الدولة الوحيدة في العالم, يشعر فيها المسيحي بكرامته, و يمارس بحرية تامة معتقداته و طقوسه, و لا يتجرأ أحد على انتهاك حرماته أو حتى الأقتراب من بناته...
ان الذي يحز في النفس, و نحن ننظر من نافذة المستقبل, لنرى الأيام السوداء القادمة نتيجة عبادة هذا المخلوق, الذي يدعي الأنسانية للمال و كيف يبيع أخوته الى وحوشٍ بربرية يدعون أنفسهم بالسلفية, و يعتبرون العالم بأجمعه لهم محمية شرعية موهوبة من إله هذا الدهر مجاناً كعطية أبدية, و أعلنوا الحرب على الأنسانية, و هددوا بقطع شرايين العالم كفديةٍ شيطانية!!!
كندا في 05/06/2011

ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي“