سألني
بقلم
بنت السريان
سعاد اسطيفان

قالت:
بعد فراق طال بيننا
على متن باخرةالتقينا
وبين أطلال الأمنيات بكينا
سألني
ما نوع عطرك؟؟؟؟
قشعريرة دبَّت في بدني
ودثّر الإحمرار وجهي
بالدهشة التحف ناظري
والكلام لم يطاوعني
تنحّيتُ جانباًأتحاشى جرأته
أشاغل ُ نفسي بقرطاسي وقلمي
تبعني
وليرفع عنّي حرج الموقف
إستطرد بحديث
زاد في الطين بلّة...
قال::
لا تتجاهليني
دعيني أكشف خبايا نفسي
قبل أن يشرب
هادم اللذات كأسي
فإن هبّت الريح
تأخذني لمشارف دياركم
وإن أقبل الكرى
قضَّ مضجعي خيالكم
كم سعيت للهروب
وكفُّ القضاءيعيدني إليكم
ما أتعس قلبي
بنار يتلظّى
ونفسي
تحت مهاميز النوى تتلوّى
بالله عليك لا تقتليني
من علّمك فنَّ الصدّ
إني أذوب بين الجزر والمدّ
لا تصمتي
يكاد يقتلني السهد
قولي ما العمل
لا تكوني لي ندّ
على وجهي
بدت علائم التعب
كلماته لطمتني
كما يلطم موج البحر
عند الساحل وجه الصخر
دماء ساخنة اجتاحت كياني
على الوقوف لم تسعفني قدمي
نظراته تستعجلني الإجابة
على مقعد مجاور
حاولت الجلوس
أخفي رعشات بدني
خبّأت وجهي بكلتا يديَّ
وبكيت
ومن حيث لا أدري
رفعت إليه ناظريَّ
وفداك عمري نطقتْ شفتيَّ
لحظة ذهول أصابته
خلته عن الوجود غاب
تلعثم ...خانه النطق
جلس القرفصاء
ركع أمامي
وقبَّل يديَ