مشهد ساخن آخر

[ADIB]

المشهد الثالث من مسرجية رحيل صوب الهاوية التي لم ولن ترى النور على خشبة المسرح

الاهداء : الى كل قدوة صالحة في عالمنا اللامعقول...


المشهد الثالث...
أديب ابراهيم

(يجهز المسرح بحيث يوضع كرسي في الوسط وتشعل الشموع في زاويته ،الخوري جالس وسط المسرح وعلى يمينه يقف رجل على هيئة ملاك وعلى الطرف الآخر يقف رجل بهيئة الشيطان)يعلو دخان من كافة جنبات المسرح...الموسيقى ترانيم خافتة...
الخوري - يكلم نفسه لم أعد أطيق الهواجس التي تنتابني منذ أن جاءني الخبر ..بأنه بإمكاني الرحيل إلى أوروبا لا لم أعد أحتمل أي شي ء هنا كل شي صار مملا حتى الصلاة استغفرك يا الهي لكن هاجس الهجرة حولني إلى مجرد حلم يهيم في فضاءات لا حدود لها (هنا يتدخل الملاك )
الملاك _ لكن يا أبتي كيف ترحل وتترك شعبك انك قدوتهم فالكبار قبل الصغار ينحنون لك ويطلبون بركاتك ،لمن ستترك قطيعك يا أبتي إن الله أرسلني إليك فقط لأعلمك أن الذئاب تتربص بخرافك وحذاري أن تبعد عنها ولو لحين فبعد ذلك سيستحيل عليك جمعها مرة أخرى .
(من الجانب الآخر يطلق الشيطان ضحكة خبيثة ومرعبة ويحوم حول الخوري بحركات خلاعية لا تخلو من مكر ودهاء
الشيطان _ هه أيها السيد الجليل ..أفنيت عمرك في خدمة شعبك انظر ..من يقدر لك ذلك ، الكل يعتبر تضحياتك وتفانيك في خدمتهم واجب لا بل واكثر من ذلك ..ألا تراهم يتقاعسون ويتململون عن دفع ما يترتب عليهم في الأعياد والمناسبات الأخرى ودوما يقولون فيما بينهم إن جاءكم الخوري من الباب اخرجوا من الشباك أيها السيد لا تتوهم أبدا انك تحرس خراف بريئة إنهم ذئاب صدقني صدقني..وليس فيهم من يستحق تفانيك وعطاءك..
الخوري _ لكن يبقى الجميع أبنائي ومن واجب الأب فداء بنيه ولولاهم لما كنت في هذا المقام الرفيع رجل دين ذا هيبة عظيمة ينحني له الصغار والكبار وكلمته لا تصير اثنتين ..
الشيطان _ ها ..ها..يا لك من مسكين انظر جيدا حولك ماذا جنيت من كل هذا أين قصوركم أين مزارعك أين قطعانك ثم ماذا ستترك لأولادك من بعدك..للأسف سيلعنك الأحفاد قبل الأبناء .
الملاك _ يا ابتي أراك تفكر فيما تسمع ..إن صوت الله يكاد يختنق فيك لم أعد أسمعه يا ابتي حذار أن تغرك الدنيا فتلحق ملذاتها وتترك دينك ..إن قصورك معدة في السماء والله كفيل بتدبر شأن الأبناء ...يا ابتي أنا اعلم الكثير عن تلك البلاد التي بدأت تحلم بالرحيل صوبها ..يا ابتي هناك ترى الفسق يتبختر في الساحات وترى العار يوزع بالمجان ..ويكاد صوت الله يختفي من تلك الأمصار..أرجوك يا ابتي فكر بمصير ك أولا ومن ثم بمصير رعيتك من بعدك أنت قدوتهم وراعيهم وان غاب الراعي ويل للرعية..
الشيطان _ (يفرك يديه ويضحك ضحكة ماكرة)أيها السيد الفاضل لم تصلك الحقيقة كاملة وكأنك لا تعرف شيء عن الغرب ..هناك يا سيدي سيغمرك الجمال صباح مساء المال وافر إنها الجنة صدقني أرحل وسترى بأم عينيك ...
الخادم_ هذه الرسالة لك يا ابتي يبدو أنها من ابنتك المغتربة
(يفتح الخوري الرسالة فيها بعض الأوراق)
الخوري _ إنها مكتوبة بلغة غريبة لا أقدر على قرائتها آه حسنا هذه ورقة مكتوبة بخط يد أبنتي لأرى ما فيها.(هنا يقهقه الشيطان أيها المسكين انه خطي أنا)
(يقرأ بصوت عالي..أبي الغالي لقد جهزنا كل ما يلزم لرحيلك إلينا ما عليك سوى استكمال الإجراءات الضرورية,آمل إن تستعجل فالكل هنا بانتظارك..
الخوري_ يا الهي أي خيار هذا الذي وضعتني أمامه..كيف اترك ارضي ورعيتي كيف سأتغرب بعد هذا العمر..
الشيطان _ كأنك نسيت يا سيدي أن لك ابناء وشعب كذلك هناك ثم لا تنسى أن من ينتظرك متخم بالمال وهو لن يبخل عنك بشيء لا تتردد باب الجنة قد فتح لك ..
الخوري _ (يفكر قليلا)لقد حزمت أمري على الرحيل..سأرحل إن الله كفيل بتدبير أمور رعيتي هنا فهناك أكثر من رجل صالح في هذه البلاد قادر أن يسد مكاني..
(يقف الملاك ذاهلا غير مصدق ما يسمع..يمضي خارجا من المسرح بخطى كئيبة بينما يمسك الشيطان الخوري من يمينه ويسوقه لخارج المسرح وهو يهمس في نفسه(تعال يا خروفي إلى المسلخ).. تتلاشى الإضاءة...

[سهيل شمعون]

سبحان الله كأنو هاد المشهد عم يصير اليوم بواقعنا ... الله يسامحك ياشيطان حتى رجال الدين لم تتركهم
مشكور كاتبنا المبدع أديب بس ياريت بعدين اتكمل القصة لنشوف أبوبنا شو عمل يعمل بدول اليورو

[إسحق القس افرام]

مسرحية رائعة جداً
كل الشكر لك كاتبنا الكريم اديب
ربنا يبارك كل من لا يسمع للشيطان

[/size]

[ADIB]

الاحبة سهيل و اسحق
مروركما الهادي بين سطور ي وعلى صفحاتي المبللة بدموع الاسى حزنا على ما وصلنا اليه نحن احفاد اعظم الحضارات يجعلني انحني لكما ودمتم

املا جميلا لمن تبقى من الشرفاء...

[سهيل شمعون]

العفو أخ اديب كتاباتك المشوقة تشدنا
بس مشان القصة بعتقد هلا أنو الشيطان راح يدبر أقامة عمل لابونا الخوري بأعتبار الغلة قلت هلا بديريك وصارت اغلبها بأوربا ولان هاي أخر موضة هلا
على العموم بنتابع القصة وبنشوف .