الجزء الثالث يتبع ما سبق ـ ܡܢܬ̣ܐ (ܓ) Part 3

[Alrban Rabola]

الجزء الثالث يتبع ما سبق ـ ܡܢܬ̣ܐ (ܓ) Part 3
ܒܝܕ ܪܒܢ ܪܒܘܠܐ ܨܘܡܐ ܕܝܪܝܐ ܘܩܫܝܫܐ ܣܘܪܝܝܐ
...............................
ما مفهوم إيقونة السيدة العذراء مريم والدة الله ـ الثيؤطوكوس THEOTOKOS.؟
ܡܘܽܢ ܣܘܽܟܠ ܝܘ̣ܩܢܳܐ ܕܝܠܕܰܬ̣ ܐܠܗܳܐ ܡܪܝܡ.؟
What is the concept of the Icon of the Virgin Mary Mother of God ?
أباء الكنيسة الأولى بإلهام الروح القدس وبعد صلاة مستفيضة، جعلوا من فكر الله في كتابهِ المقدس صوراً حيّةً مَرئية تُرصّع في عقول وأرواح ونفوس وقلوب وضمائر المؤمنين، لكي يتقرب إليه المؤمن البسيط والمثقف على السواء، من خلال الصور والإيقونات والإشارات، مُصوريّن بذلك آيات العهدين وحوادثه الرائعة كإنجيلٍ مقروء ومسموع ومنظور وملموس بريشة فنان سماوي بارع كما يحدثنا الرب في لقائهِ مع موسى النبي في جبل سيناء في وسط رعود وبروق وسحاب قائلاً له: " حسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن، ومثال جميع آنيتهِ هكذا تصنعون. "( خروج 25: 9 و أعمال 7: 44 وعب 8: 5 )، ونجد الله نفسه جعل له صورة حقيقية من خلال تجسد الكلمة ـ ܡܶܠܬ̣ܳܐ، اللوغوس يسوع المسيح، ومن هذا المبدأ نُصوّر أعمال الرب في قديسيهِ وفي كنيسته المجاهدة على الأرض، وليس النظر إلى نوع الصورة ولونها وحجمها وجمالها بل إلى مفهوم عقيدة الصورة الروحي واللاهوتي وما تحمله من معاني سامية، بل وإلى إيمان وأعمال ومعجزات صاحب الصورة أو الإيقونة الذي جعل من نفسه مسيحاً صغيراً يعكس حياة الرب يسوع لنا إله القديسين وشعبهِ المؤمن.
نرى في الإيقونة، إيقونة السيدة العذراء مريم كلمة الله المتجسد، سر التجسد الإلهي المُعلَن، من خلال الصورة وهي حاملة للرب يسوع المسيح في حضنها، إشارة واضحة لعقيدة الثيؤطوكوس أي والدة الإله ،البتول مريم أم الله ـ ܒܬ̣ܘܠܬܳܐ ܡܪܝܡ ܐܡܐ ܕܐܠܗܐ ـ بثولتُو مريم إمو دالوهو.( يُلدَاث الوهو ـ ܝܠܕܰܬ̣ ܐܠܗܳܐ ـ والدة الله)
” Jungfru Maria ,Guds Moder – Virgin Mary, The Mother of God ”
فيتم قول صاحب المزامير:" ابنة الملك قائمة بمجدٍ هاليلويا والملكة عن يمينك ـ ܒܰܪ̱ܬ̣ ܡܰܠܟܳܐ ܒܫܘܒܚܐ ܩܳܡܰܬ̣ ܗܰܠܠܘܝܐ ܘܡܰܠܟܬ̣ܳܐ ܡܶܢ ܝܰܡܝܺܢܳܟ̣ ـ بَث مَلكو بشوبحو قومَاث هاليلويا ومَالكثو مِن يامينوخ" وهذا المزمور يُرتل في كل وقت ولا غرو في ختام كل صلواتنا الفرضية.
Kings’ daughters are among Your honorable women
At Your right hand stands the queen. (Psalm 45: 9)
ومن بعد مجمع أفسس المسكوني المنعقد سنة 431م أصبح الأسقف الارثوذكسي وكل أسقف يؤمن بهذا الايمان الصحيح، يتقلّد أيقونة " الثيؤطوكوس " على صدره، العذراء مريم تحمل السيد المسيح الطفل في حضنها عملاً بما جاء على لسان النبي داود في مزمور( 45: 9) ولكي يتميز عن الأسقف الذي لا يعترف بهذه العقيدة مستقيمة الرأي، أي والدة الإله، معبراً بذلك عن إيمانه القويم بعقيدة سرّ التجسد الإلهي والفداء والعذراء مريم هي هي " والدة الله " كما قالت إليصابات للعذراء مريم عند زيارتها وهي حُبلى بيوحنا المعمدان:" فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ ـ ܐܝܡܶܟܳܐ ܠܝܺ ܗܕܶܐ ܕܶܐܡܶܗ ܕܡܪܝ̱ ܬܺܐܬ̣ܶܐ ܠܘܳܬ̣ܝ̱؟"(لوقا 1: 43) وعليه رسمت الكنيسة المقدسة مسار إيمانها المسستقيم. وأكثر من جاهدَ ودافع بحماسة وإقدام وإيمان متين راسخ لدى السريان عن هذه العقيدة السمحَة وبمفرده، هو مار رابولا الرَهاوي الملقب " بعَمود الحق كما نعته البابا كيرلس الأسكندري في رسائلهِ "، أسقف الرُها المدينة المباركة المتوفي سنة 435م ( ܡܪܝ ܪܒܘܠܐ ܐܘܪܗܺܝܐ ܕܡܶܬ̣ܟܰܢܐܶ ܐܶܣܛܘܢܳܐ ܕܰܫܪܪܳܐ, ܐܦܣܩܘܦܐ ܕܐܘܪܗܺܝ ܡܕܝܢ̱ܬ̣ܐ ܡܒܰܪܟ̣ܬܳܐ)
Saint Rabola of Edessa, the pillar of truth. Bishop of the consecrated Edessa City – Urhai.
إلى هنا أعاننا الرب ......
يوجد تتمة للمقال.!
الأب رابولا صومي / السويد.
السبت 9 أيار 2020م