السويد في المرتبة الـ23 بين 31 دولة في معدل الوفيات الزائدة
ظواهر مثيرة للاهتمام تتكرر في أوروبا تاريخياً
أظهرت إحصاءات حديثة لمعدل الوفيات الزائدة بسبب كورونا أن السويد كانت أقل تضرراً من معظم الدول الأوروبية، لكن السويد كانت الأعلى بين دول الشمال الأوروبي. فيما استنتج مؤرخ سويدي من إحصاءات الوفيات أنماطاً مثيرة للاهتمام تتكرر تاريخياً في أوروبا. وفق تقرير نشرته TT اليوم.
ويسود اعتقاد متداول كثيراً مفاده أن السويد من بين أكثر الدول تضرراً من فيروس كورونا في أوروبا. وكان هذا صححياً إلى حد ما في نهاية الموجة الأولى أيار/مايو الماضي، لكن حالياً فإن السويد واحدة من أقل البلدان تأثراً من حيث معدل الوفيات الزائدة.
وحسبت الإحصاءات الفرق في الوفيات بين الأرقام المسجلة في 2020 مقارنة بـالفترة من 2016 إلى 2019 في 31 دولة أوروبية. وجاءت السويد في المرتبة الـ23 بزيادة في الوفيات بلغت 7.6 بالمئة. في حين حلت ليختنشتاين في المرتبة الأولى بأكثر معدل زيادة في الوفيات بلغ 20.8 بالمئة، تلتها إسبانيا وبولندا. وكانت النرويج الأقل تضرراً بمعدل زيادة 0.4 بالمئة.
المعيار الحقيقي
وقال فريدريك ليونيكفيست المؤرخ في جامعة ستوكهولم ومؤلف كتاب كورونا – جائحة عصرنا من منظور تاريخي. إن حوالي ثلثي البلدان في أوروبا لديها معدل وفيات زائد أعلى بكثير من السويد. لكن في منطقة الشمال، لا تزال السويد هي الأعلى إلى حد بعيد حتى الآن، لأن الوضع في الدنمارك يتدهور منذ بداية العام.
ويتم حساب الوفيات الزائدة من خلال مقارنة عدد الأشخاص الذين توفوا خلال العام مقارنة بالسنوات الأربع السابقة، وهي إحدى الطرق الأكثر دقة لفحص كيفية تأثر المجتمع بالجائحة، ويعتبرها ليونيكفيست الأداة الأساسية لتحليل عواقب المجاعات والأوبئة والأحداث التاريخية الأخرى، لأنها مقياس قوي يجعل من الممكن مقارنة البلدان المختلفة ذات التركيبة السكانية المتشابهة، في حين أن تقارير الدول عن عدد الوفيات والإصابات بكورونا لا معنى له من حيث المبدأ، لأن الاختبارات والمعايير تختلف كثيراً. حسب ليونيكفيست.
ظاهرة تتكرر تاريخياً
ورأى ليونيكفيست من خلال جمع أحدث البيانات المتاحة عن الوفيات الزائدة في أوروبا في العام 2020، أنماطاً تذكّر إلى حد كبير بكيفية تأثير الأوبئة السابقة على أوروبا، مضيفاً إنها ظاهرة تتكرر دائماً، فالبلدان الأقل تأثراً بالموجة الأولى تتعرض لضربة أقوى بكثير خلال الموجة الثانية.
وتابع ليونيكفيست تأقلمت مناطق مثل وسط وشرق أوروبا بشكل جيد مع الموجة الأولى، لكنها تضررت بشدة خلال الموجة الثانية في الخريف والشتاء. الآن بعد العام الجديد، ضربت الجائحة أيضاً بشدة إيرلندا والبرتغال وسلوفاكيا ولاتفيا.
نمط الشمال
وأشار ليونيكفيست إلى نمط آخر مثير للاهتمام يمكن رؤيته في دول الشمال الاوروبي، فخلال أحدث الأوبئة التي ضربت العالم مثل الإنفلونزا الآسيوية (1957)، وإنفلونزا هونغ كونغ (1968)، والإنفلونزا الشديدة في العام 1976، تضررت السويد، إلى جانب الدنمارك، بشكل أكبر من النرويج وأيسلندا وفنلندا. ولم يتمكن أحد من شرح سبب ذلك بشكل كامل. ووفقًا لليونيكفيست، يمكن أن تكون الأسباب المحتملة هي المناطق الحضرية الأكبر في السويد والدنمارك والاتصال الأوثق بالقارة الأوروبية.
تأثير متناقض لتطور الطب
وقال ليونيكفيست إن الأوبئة الحادة كانت حالة شائعة نسبياً عبر التاريخ، حيث أثرت على البشرية كل 30 عاماً تقريباً في القرون الأخيرة، لكن من غير المعتاد أن يستمر الوباء لفترة طويلة. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الكثيرين غير مستعدين اليوم”. وأضاف “تغيرت نظرتنا للمرض والموت أيضاً بشكل كبير. نحن نعتبر المرض شيئاً يمكن تجنبه، لذلك فنحن لسنا معتادين على إصابة كثير من الأشخاص بمرض خطير أو وفاتهم في وقت قصير.
ولفت إلى أن التأثير المتناقض لجميع التطورات الطبية يتمثل في أن الفيروسات الأقل خطورة يمكن أن يكون لها عواقب أكثر خطورة اليوم، حيث زادت نسبة كبار السن والضعفاء بشكل كبير. وهذا في الأساس شيء إيجابي جداً لأنه مؤشر على تطور الرعاية الصحية، لكنه في الوقت نفسه يصعّب على المجتمع مهمة التعامل مع جائحة كهذه لأن الخسائر تكون كبيرة، مشيراً إلى أن الأوبئة تسبب عادة قلقاً وذعراً شديدين. ومن ثم يصبح من السهل فقدان المنظور الشامل.
ظواهر مثيرة للاهتمام تتكرر في أوروبا تاريخياً
أظهرت إحصاءات حديثة لمعدل الوفيات الزائدة بسبب كورونا أن السويد كانت أقل تضرراً من معظم الدول الأوروبية، لكن السويد كانت الأعلى بين دول الشمال الأوروبي. فيما استنتج مؤرخ سويدي من إحصاءات الوفيات أنماطاً مثيرة للاهتمام تتكرر تاريخياً في أوروبا. وفق تقرير نشرته TT اليوم.
ويسود اعتقاد متداول كثيراً مفاده أن السويد من بين أكثر الدول تضرراً من فيروس كورونا في أوروبا. وكان هذا صححياً إلى حد ما في نهاية الموجة الأولى أيار/مايو الماضي، لكن حالياً فإن السويد واحدة من أقل البلدان تأثراً من حيث معدل الوفيات الزائدة.
وحسبت الإحصاءات الفرق في الوفيات بين الأرقام المسجلة في 2020 مقارنة بـالفترة من 2016 إلى 2019 في 31 دولة أوروبية. وجاءت السويد في المرتبة الـ23 بزيادة في الوفيات بلغت 7.6 بالمئة. في حين حلت ليختنشتاين في المرتبة الأولى بأكثر معدل زيادة في الوفيات بلغ 20.8 بالمئة، تلتها إسبانيا وبولندا. وكانت النرويج الأقل تضرراً بمعدل زيادة 0.4 بالمئة.
المعيار الحقيقي
وقال فريدريك ليونيكفيست المؤرخ في جامعة ستوكهولم ومؤلف كتاب كورونا – جائحة عصرنا من منظور تاريخي. إن حوالي ثلثي البلدان في أوروبا لديها معدل وفيات زائد أعلى بكثير من السويد. لكن في منطقة الشمال، لا تزال السويد هي الأعلى إلى حد بعيد حتى الآن، لأن الوضع في الدنمارك يتدهور منذ بداية العام.
ويتم حساب الوفيات الزائدة من خلال مقارنة عدد الأشخاص الذين توفوا خلال العام مقارنة بالسنوات الأربع السابقة، وهي إحدى الطرق الأكثر دقة لفحص كيفية تأثر المجتمع بالجائحة، ويعتبرها ليونيكفيست الأداة الأساسية لتحليل عواقب المجاعات والأوبئة والأحداث التاريخية الأخرى، لأنها مقياس قوي يجعل من الممكن مقارنة البلدان المختلفة ذات التركيبة السكانية المتشابهة، في حين أن تقارير الدول عن عدد الوفيات والإصابات بكورونا لا معنى له من حيث المبدأ، لأن الاختبارات والمعايير تختلف كثيراً. حسب ليونيكفيست.
ظاهرة تتكرر تاريخياً
ورأى ليونيكفيست من خلال جمع أحدث البيانات المتاحة عن الوفيات الزائدة في أوروبا في العام 2020، أنماطاً تذكّر إلى حد كبير بكيفية تأثير الأوبئة السابقة على أوروبا، مضيفاً إنها ظاهرة تتكرر دائماً، فالبلدان الأقل تأثراً بالموجة الأولى تتعرض لضربة أقوى بكثير خلال الموجة الثانية.
وتابع ليونيكفيست تأقلمت مناطق مثل وسط وشرق أوروبا بشكل جيد مع الموجة الأولى، لكنها تضررت بشدة خلال الموجة الثانية في الخريف والشتاء. الآن بعد العام الجديد، ضربت الجائحة أيضاً بشدة إيرلندا والبرتغال وسلوفاكيا ولاتفيا.
نمط الشمال
وأشار ليونيكفيست إلى نمط آخر مثير للاهتمام يمكن رؤيته في دول الشمال الاوروبي، فخلال أحدث الأوبئة التي ضربت العالم مثل الإنفلونزا الآسيوية (1957)، وإنفلونزا هونغ كونغ (1968)، والإنفلونزا الشديدة في العام 1976، تضررت السويد، إلى جانب الدنمارك، بشكل أكبر من النرويج وأيسلندا وفنلندا. ولم يتمكن أحد من شرح سبب ذلك بشكل كامل. ووفقًا لليونيكفيست، يمكن أن تكون الأسباب المحتملة هي المناطق الحضرية الأكبر في السويد والدنمارك والاتصال الأوثق بالقارة الأوروبية.
تأثير متناقض لتطور الطب
وقال ليونيكفيست إن الأوبئة الحادة كانت حالة شائعة نسبياً عبر التاريخ، حيث أثرت على البشرية كل 30 عاماً تقريباً في القرون الأخيرة، لكن من غير المعتاد أن يستمر الوباء لفترة طويلة. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الكثيرين غير مستعدين اليوم”. وأضاف “تغيرت نظرتنا للمرض والموت أيضاً بشكل كبير. نحن نعتبر المرض شيئاً يمكن تجنبه، لذلك فنحن لسنا معتادين على إصابة كثير من الأشخاص بمرض خطير أو وفاتهم في وقت قصير.
ولفت إلى أن التأثير المتناقض لجميع التطورات الطبية يتمثل في أن الفيروسات الأقل خطورة يمكن أن يكون لها عواقب أكثر خطورة اليوم، حيث زادت نسبة كبار السن والضعفاء بشكل كبير. وهذا في الأساس شيء إيجابي جداً لأنه مؤشر على تطور الرعاية الصحية، لكنه في الوقت نفسه يصعّب على المجتمع مهمة التعامل مع جائحة كهذه لأن الخسائر تكون كبيرة، مشيراً إلى أن الأوبئة تسبب عادة قلقاً وذعراً شديدين. ومن ثم يصبح من السهل فقدان المنظور الشامل.