نار المدفأة
نار المدفأة
أحد المؤمنين إعتاد المواظبة على القداس الإلهي مع عائلته بإنتظام، إلى أن أتى وقت لم يعد يذهبوا إلى الكنيسة، فقرر الكاهن زيارتهم.
كانت الزيارة ذات مساءً بارد جداً، فوجد الكاهن ذلك الرجل وحيداً في البيت، جالساً أمام نار مدفئة من الحطب.
فورا عرف الرجل سبب زيارة الكاهن، فرّحب بهً، وأجلسه على أريكة مريحة قبالة المدفئة.
جلس الكاهن بإرتياح، لكنه بقي صامتاً. وفي صمته كان يتأمّل في تراقص ألسنة اللهب حول الحطب المشتعل في المدفئة.
بعد دقائق أخذ الكاهن الملقط وأبعد إحدى الحطبات المشتعلة عن باقي الحطبات ووضعها على حدة، بعيدة عن وسط المدفئة وعاد إلى أريكته، وبقي صامتاً.
كان الرجل يلاحظ ما يفعله الكاهن، ولكن لم يتلفّظ بكلمة، بقي صامتا أيضا.
بعد قليل بدأت شرارات اللهب من الحطبة المشتعلة والبعيدة عن رفاقها تضعف وخف توهجّها وخمدت وبدت كأنها إنطفأت.
والكاهن بقي صامتا ولم ينطق بكلمة.
نظر الكاهن إلى ساعته وتهيأ للمغادرة.
وقف ببطء، وأخذ الحطبة البعيدة وأعادها إلى وسط المدفئة. فبدأت تتوهج، وعاد اللهب إليها ثانية وقال: أعتقد هكذا أفضل.
وعندما وصل الكاهن إلى باب البيت وهو يغادر، قال له الرجل وهو يبكي:
لقد فهمت،أشكرك يا أبتي على هذه العظة الناريّة الصامتة،
سوف نعود إلى الكنيسة صباح الأحد.
من يبتعد عن الكنيسة، يضعف الإيمان بقلبه، وينطفئ تدريجيا
من ايميلي الخاص
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54233
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
Re: نار المدفأة!!!

لقد فهمت، أشكرك يا أبتي على هذه العظة الناريّة الصامتة،
سوف نعود إلى الكنيسة صباح الأحد.
من يبتعد عن الكنيسة، يضعف الإيمان بقلبه، وينطفئ تدريجياً
اشكرك جزيل الشكر استاذي الكريم على القصة القصيرة والقيمة
والغنية بمعناها
الحقيقة الصلاة الجماعية مهمة جداً لنا في كل حين




Re: نار المدفأة
حبيبي الغالي ومدير الموقع العزيز اســـــــــــــــحق
وكل الشكر لك حبيبي وتعرف انت انني لا احب ان اتّجه الى بث الأفكار الدينية ولستُ ممن يبالغون في ايمانهم فالأيمان في القلوب كما تعلّمنا ... اما هكذا امثال بريئة وهادفة وحتى اجتماعية واخلاقية فما المانع من تسليط الضوء عليها .
ولنبتعد في الغوص في المعتقدات والمبادىء وحتى التسميات فالمسيح حسب ما تعلّمناه من آباءنا واجدادنا هو رب السماء والأرض وهو موران وآلوهان وفوروقو ديلان ... وليس بالسيد فقط كما يسمّيه البعض .... فحتى لو رفعنا من مرتبته واسميناه ملفونو لن يرضوا علينا ...
تحياتي لك حبيبي وووو
بركة عزرت آزخ معك