كلمــــــــــة في الســــــــكر
كلمــــــــــة في الســــــــكر
كنّا صديقان إلى أبعد الحدود معاً على الدوام حتى غادرتُ البلد .......
كثيراً ما جلسنا حول كأس ، في إحداها سألتُه عن نظرته إلى السكر ...وشرب الكأس ؟؟ بدأ حديثه بطريقة مليئة بالإثارة والبراعة ،تحدث عن نفسه ...كم من المرات نام جائعاً لكي يساعد فقراء .... وكيف أنّه دخل السجن مرة من أجل أحد أصدقائه .... ومرّة دفاعاً عن رجل مظلوم ...
السكر يومها فشة خلق . كنت أريد أن أنسَ أخلص من الهموم .....أما الآن ...
الناس تتصوّر أن السكر يبسط يُفرِح ، لا ...السكر ينسّي ، يجعل الإنسان يهرب ، يطير ، يروح إلى عوالم أخرى ....السكر بالنسبة إلي هو نسيان ..الدنيا لا تعجبني ... أرى حولي أولاد الكلب أكثر من الذباب على فطيسة ...أرى النفاق والكذب والغش ، أقول بصوت عالٍ : هذا غلط ..هذا صح ، يتطلعون إلي ويضحكون .. أو يقولون إستمر ....إستمر .
أرى الذين يملكون الآلاف يسرقون من الذين لا يملكون شيئاً ...وبعد ذلك يذهبون للصلاة ويتظاهرون بالتقوى ....
واحمرّت مقلتاه واغرورق الدمع بعينيه وأطلق تنهيدةً كأنه يريد أن يزيح جبلاً من فوق صدره وتابع ........
هذه الدنيا زانية بنت كلب .....لا يصلحها إلاّ نبي أو ثورة .....وأنا ما خلقني الله نبي ولا أستطيع أن أرفع بندقية .........
أحسن شي نروح نسكر ، ونروح ونسكر ....
بقلم حنا خوري