وفي الواقع، الأشخاص المصابون بالفصام هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب تعاطي المخدرات (SUD)، والذي يتضمن تشخيصًا أكثر تحديدًا لاضطراب تعاطي الكحول (AUD)، ويمكن أن يكون للفصام جنبًا إلى جنب مع تعاطي الكحول، تداعيات صحية خطيرة، عقلية وجسدية.
في الحقيقة، يمكن للكحول أن يكثف ما يسميه الأطباء الأعراض الإيجابية للفصام، مثل الهلوسة والأوهام، كما يمكن أن يقوي أيضًا الأعراض السلبية، مثل غياب الفرح وفقدان الشغف.
هل يمكن لشخص مصاب بالفصام أن يشرب الكحول ؟
يؤثر الكحول سلبًا على طريقة عمل أدمغتنا ومعالجة المعلومات، لذلك، في حالات اضطرابات الصحة العقلية مثل الفصام، ليس من الجيد عمومًا شرب الكحول، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن الإفراط في تعاطي الكحول يشمل:
الشرب بنهم، مثل تناول كمية عالية من الكحول في فترة واحدة من ساعتين إلى 3 ساعات
الشرب بكثرة، مثل ارتفاع استهلاك الكحول في الأسبوع
دون السن القانونية، أي استهلاك للكحول إذا كان عمرك أقل من 21 عامًا
شرب الحامل، أي تناول للكحول من قبل الحامل
ويفترض الناس أحيانًا أن المصابين بالفصام يستخدمون الكحول لعلاج أعراضهم بأنفسهم إما من الفصام نفسه أو من الأدوية المضادة للذهان المستخدمة لعلاج الفصام، ولكن الأبحاث لم تدعم هذه الفكرة.
في الواقع، قد تزيد بعض الأدوية المضادة للذهان القديمة الأقل شيوعًا من الرغبة الشديدة في استخدام المواد واستخدامها، حيث كانت هناك دراسات لفحص تأثيرات مضادات الذهان على الأشخاص المصابين بمرض اضطراب تعاطي الكحول، بالإضافة إلى استخدام أدوية خاصة لهذا المرض للأشخاص المصابين بالفصام.
واقترحت إحدى الدراسات أن الأدوية المضادة للذهان طويلة المفعول قد تؤدي إلى نتائج أفضل من الأدوية اليومية عن طريق الفم، بينما أشارت دراسة أخرى إلى أن هذا ليس هو الحال.
هل الكحول يجعل الفصام أسوأ ؟
الأشخاص المصابون بالفصام هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا لتطوير اضطراب تعاطي الكحول خلال حياتهم، حيث في الأشخاص المصابين بالفصام، ارتبط اضطراب تعاطي الكحولل بما يلي:
زيادة شدة أعراض الفصام
عدم الامتثال للعلاج
العنف
الانتحار
زيادة معدلات إعادة العلاج في المستشفيات
بالنسبة للأشخاص المصابين بالفصام، فإن التشخيص الإضافي لمرض اضطراب تعاطي الكحول يزيد من المخاطر للمضاعفات الطبية والاجتماعية الأخرى، بما في ذلك:
الاكتئاب
الانتحار
عدم تناول الأدوية
التشرد
العدوان
العنف
السجن
ارتفاع معدلات العلاج في المستشفيات
على نطاق أوسع، تظهر الدراسات أن تعاطي الكحول، عند دمجه مع المرض العقلي، لا يؤدي فقط إلى زيادة العدوان الجسدي، ولكن أيضًا زيادة أكبر في الإيذاء الجسدي خاصة بالنسبة للنساء.
تعاطي الكحول والذهان
الكحول، عند إساءة استخدامه، لديه القدرة على التسبب في الذهان، والذهان هو مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تجعل من الصعب الارتباط بالواقع، ويعتبر سمة مميزة للفصام، تشمل أعراض الذهان الهلوسة، الأوهام، لفكر غير المنظم، السلوك غير المنظم، عدم التعبير.
وعندما يكون الذهان نتيجة للكحول، فإنه يُعرف بالذهان المرتبط بالكحول أو الهلوسة الكحولية، وهناك العديد من أشكال إساءة استخدام الكحول التي يمكن أن تؤدي إلى الذهان، تسمم الكحول، واضطراب تعاطي الكحول المزمن.
لم يحدد الباحثون السبب الدقيق للذهان المرتبط بالكحول. لكن يُعتقد أنه مرتبط بالناقلات العصبية التي تتأثر بالكحول، مثل الدوبامين والسيروتونين. عادة ما تحدث الأعراض بعد فترة وجيزة من الإفراط في الشرب أو أثناء الانسحاب.
هل يمكن أن يسبب الكحول الفصام ؟
لم يثبت العلماء أن مرض اضطراب تعاطي الكحول يسبب الفصام، أو أن الفصام يسبب مرض اضطراب تعاطي الكحول، ومع ذلك، فإن وجود أحدهما يزيد من احتمالية تشخيصك بالآخر.
تشير نظرية أخرى إلى أن دوائر المكافأة والتحفيز في أدمغة الأشخاص المصابين بالفصام قد تكون ضعيفة فسيولوجيًا، وأن اضطراب تعاطي الكحول يشترك في نفس الضعف، ويُعتقد أن خطر الإصابة بالفصام مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجينات الوراثية.
العلاج والدعم
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض اضطراب تعاطي الكحول واضطراب ذهاني مثل الفصام، يوصي الأطباء بمعالجة كلا الاضطرابين في نفس الوقت، وفي الواقع يمكنك أن تتوقع أن يشمل العلاج الأدوية وربما شكلاً من أشكال العلاج النفسي إلى جانب التدخلات الاجتماعية
.
