وفي الواقع، وجدت دراسة في 2021 قدمت في الاجتماع السنوي الثالث والستين للجمعية الأمريكية لأمراض الدم والمعرض أن الأشخاص المصابين بسرطان الدم لديهم فرصة بنسبة 17 في المائة للوفاة من كوفيد-19، وهو أعلى بكثير من عامة السكان.
ومن غير الواضح ما إذا كان كوفيد-19 يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم أو سرطانات الدم الأخرى، ولكن يعتقد بعض الباحثين أنه من المعقول أن كوفيد-19، جنبًا إلى جنب مع عوامل أخرى، يمكن أن يساهم في تطور السرطان.
هل هناك علاقة بين كوفيد-19 وسرطان الدم ؟
تم ربط بعض أنواع سرطان الدم بالعدوى، وليس من الواضح ما إذا كان كوفيد-19 يساهم في تطور سرطان الدم، لكن العلماء وجدوا بعض الروابط النظرية.
في الحقيقة، عادة ما يكون تطور السرطان نتيجة لعوامل متعددة تدفع الطفرات الجينية في الخلايا السرطانية، ومن المعقول أن كوفيد-19 يمكن أن يهيئ جسمك للسرطان أو يسرع من تطور السرطان.
ويتعافى معظم الأشخاص المصابين بكوفيد-19 في غضون 2 إلى 6 أسابيع، لكن بعض الأشخاص يعانون من أعراض قد تبقى قائمة لعدة أشهر، ويُعتقد أن التأثيرات المستمرة ناتجة عن التهاب مزمن منخفض الدرجة ناتج عن فيروس SARS-CoV-2 الذي يسبب كوفيد-19.
ويمكن أن يتسبب الالتهاب المزمن في تلف الحمض النووي الذي يساهم في تطور السرطان، ففي دراسة نُشرت في أبريل 2021، افترض الباحثون أن الالتهاب المستمر لدى الأشخاص المصابين بكوفيد-19 يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
كوفيد-19 وسرطان الدم
أفادت بعض دراسات الحالة أن الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفى مصابين بسرطان الدم بعد فترة وجيزة من الإصابة بكوفيد-19، ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان كوفيد-19 قد لعب دورًا أو مقدار الدور الذي لعبه، حيث قد يكون سرطان الدم قد تطور بالصدفة.
ويقدم مؤلفو دراسة عام 2022 إطارًا نظريًا لكيفية تأثير كوفيد-19 على تطور سرطانات الدم، فوفقًا للباحثين، يمكن أن تؤدي الاستجابة المناعية غير الطبيعية للعدوى الفيروسية بشكل غير مباشر إلى حدوث طفرات جينية تعزز سرطان الدم.
ويمكن للفيروس الذي يسبب كوفيد-19 أن يتفاعل بشكل كبير مع نظام الرينين والأنجيوتنسين، والذي يُقترح أن يكون له دور في تطوير خلايا الدم السرطانية.
وتم ربط بعض الأنواع الأخرى من العدوى الفيروسية بتطور سرطان الدم، فمثلًا سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) هو أكثر سرطان الأطفال شيوعًا، وقد زادت معدلاته، وتشير الأدلة المتزايدة بقوة إلى أن الاستجابة المناعية غير الطبيعية للعدوى في وقت مبكر من الحياة هي المسؤولة.
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار remdesivir للبالغين وبعض الأطفال المصابين بكوفيد-19، وفي وقت كتابة هذا التقرير، لا يوجد دليل على أن الريمديسيفير يمكن أن يسبب سرطان الدم.
وفي دراسة أجريت عام 2021، تم علاج طفل يبلغ من العمر 6 سنوات مصاب حديثًا بـ سرطان الدم الليمفاوي و كوفيد-19 بالريمديسيفير والعلاج بالبلازما قبل بدء علاج سرطان الدم.
ولم يتم ربط أي أحداث سلبية بالعلاج، وخلص الباحثون إلى أنه يمكن النظر في هذا العلاج لدى الأشخاص المصابين بالسرطان لتسريع حل العدوى الفيروسية وبدء علاج السرطان في وقت أقرب.
أسئلة متكررة حول كوفيد-19 وسرطان الدم
هل عدوى كوفيد-19 تعرضك لخطر الإصابة بسرطانات الدم الأخرى؟
تطور سرطان الدم معقد، حيث يواصل الباحثون فحص ما إذا كانت عدوى كوفيد-19 يمكن أن تساهم في تطور سرطان الدم أو أي سرطان دم آخر.
لا يتفاعل أي من اللقاحات المعتمدة للاستخدام في الولايات المتحدة مع الحمض النووي الخاص بك أو يسبب السرطان، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فأن لقاحات mRNA مثل فايزر وموديرنا لا يمكن أن تسبب تغييرات في الحمض النووي الخاص بك.
هل الأشخاص المصابون بسرطان الدم أكثر عرضة للإصابة بكوفيد 19 الحاد؟
يبدو أن الأشخاص المصابين بالسرطان أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19 الشديد، فوفقًا للمعهد الوطني للسرطان، قد يكون الأشخاص المصابون بسرطان الدم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والوفاة مقارنة بالأشخاص المصابين بأورام صلبة
.
