قصة قصيرة جدًا من أدب تولستوي
مالك الحزين والأسماك والسرطان.
كان مالك الحزين يعيش قرب المستنقع. طعن في السن وعجز عن التقاط الأسماك. فأخذ يبحث عن حيلة تساعده على العيش. قال للأسماك:
أيتها الأسماك المسكينة، أنتن تجهلن الشقاء الذي يترصدكن! سمعت أناساً يقولون إنهم سيفرغون المستنقع وسيصيدونكن كلكن. أنا أعرف هناك، خـلـف تـلـك المرتفعات، مستنقعـاً صغيراً جميلا، إنـي علـى استعـداد تـام لمساعدتكن، لكني قد بلغت من الكبر عتيا ويشق على كثيراً أن أطير.
طلبت الأسماك من مالك الحزين أن يساعدهن في الحال.
أجاب مالك الحزين:
ـ حسناً! قبلتُ. أستطيع من أجلكن أن أبذل بعض الجهد. سأحملكن إلى هناك، الواحدة تلو الأخرى، لا كلكن معاً.
غمر الفرح الأسماك وصاحت كل منها:
ـ احملني! احملني!
بدأ مالك الحزين نقل الأسماك. لكن سرطاناً طاعناً في السن، مقيماً في المستنقع، داخله الشك في حيلة مالك الحزين وقال له:
-احملني الآن، بدوري، إلى مسكني الجديد!
أخذه مالك الحزين، وطار، ومر فوق حقل، وأراد أن يلقيه فيه. لكن السرطان حين شاهد على سطح الحقل حسك الأسماك، ضغط على عنق مالك الحزين بكلاباته وخنقه، ثم عاد إلى المستنقع وروى للأسماك ما جرى.
العبرة
ما أكثر كلمات الناصحين التي سمعناها وما كانت في حقيقتها إلا توجيها لما يقود لمصالحهم هم لا لمن ينصحوه.
فالحذر الحذر، من الناصحين الذين يكونون غالباً موضع ثقة ونحن في شتات فكري نستنجد بأول قشة صادفناها في طريقنا.
قصة قصيرة مالك الحزين والأسماك والسرطان!
- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54197
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
قصة قصيرة مالك الحزين والأسماك والسرطان!




- سعاد نيسان
- مشرف
- مشاركات: 16895
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm
Re: قصة قصيرة مالك الحزين والأسماك والسرطان!
قصة وعبرة
تودي ملفونو
تودي ملفونو
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .