أمور لا تصدق لكنها حقيقية
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
أمور لا تصدق لكنها حقيقية
كان لي صديق يدرس في روسيا في مدينة موسكو وهو أبن المختار أفريم حنا
أبن قرية تل جهان على الحدود السورية التركية وهي تابعة للقامشلي
المهم كان في السنة الثالثة كما أتذكر ومن تاريخ خروجه من سورية لم يزور الوطن
ولم يسمع كلمة سريانية وذات مرة قيل له هناك أمرأة ركبيرة بالسن تعيش على بعد 700 كم عنا في مدينة صغيرة لكنها تتكلم السريانية كما يتوقعون فقرر اللقاء بها وفي عطلة الدراسة قطع تذكرة في القطار وسافر لمقابلة تلك المرأة عمرها قارب الثمانين
لم يعر أي أهتمام أو يكترث لمشقة السفر لعشقه سماع لغته الحبيبة من فرد مقيم هنا وهذا
أمر مستحيل كيف يوجد شخص في روسيا يتكلم السريانية وبعد ساعات طويلة وصل أخيراً
إلى تلك المدينة وأعطى العنوان لسائق التكسي فأوصله لمنطقة متطرفة من المدينة وقال له
هذا هو المنزل ولا يوجد غيره هنا فأعطى أجرته وأسرع متلهفاً لمقابلة السيدة العجوز
فقرع الباب فنادت عليه بالروسي من أنت قال لها أنا جئت لأقابلك لأنني سمعت أنك تتكلمين
السريانية فقالت له بالسريانية أهلا وسهلاً بك تفضل هنا لم يصدق أذنه وما سمعه ففتحت الباب ودخل وتتحدث معه بالسريانية الطورانية أي العامية بطلاقة كأنها في موطنه فقامت بأحضار الشاي وجلست تحادثه بلهفة وقالت منذ أكثر من 40 سنة لم أحدث أحد بلغتي
هنا قال لها ولكن كيف حافظتي على لغتك بهذا الشكل قالت له أنا كل يوم قبل النوم كنت أحاور نفسي على المرآة لكي لا أنساها ولكن قل لي من أين أنت قال لها أنا من القامشلي
قالت أصلك من القامشلي قال لا أنا من قرية بقربها فقالت له أي قرية قال قرية تل جهان
هنا ذرفت دموعها ولم تتمالك نفسها وبدأت في البكاء فسألها لماذ تبكين يا جدة قالت هي آخر
ما شاهدته في سورية وكان ذلك بعد الحرب العالمية الثانية حوالي 1945 عندما تم ترحيل الكثير من السريان والأرمن إلى روسيا وأنا كنت معهم قل لي أنت أبن مين في القرية
قال لها أنا أبن المختار قالت المختارأفريم كيف حاله وحال أمك أجابها لقد رحل عن الدنيا
منذ زمن كنت فيه صغيراً من حوالي 20 سنة فقالت الله يرحمه وهنا كان السؤال من أين تعرفين أهلي قالت ألم يكن في بيتكم شجرة توت بقرب البئر قال صحيح لكن يبست وجف ماء البئر وردم وأنت يا جدة ما الذي جاء بك لقريتنا هل كنت منها قالت لا لقد نزلنا مع القوافل لقريتكم هرباً من السيفو وعشت في بيتكم بالقرية لأكثر من سنتين وتلك الأيام محفورة في عقلي وقلبي لن أنساها مدى العمر وهنا قالت ياه كم هي الدنيا صغيرة من كان يعتقد بان ألتقي شخص بعد هذا العمر ويحدثني بلغتي الحبيبة ويحمل معه رائحة الأحبة وبدأت في تقبيلي قبلات شعرت بانها تحمل كل الحب والشوق والحنان وأمضى صديقي يومه كاملاً برفقتها ولم يشعر بالوقت وكاد أن يفوته القطار لكنه مجبر للعودة لم يعلم بان لقائها سيكون بهذه الحرارة لكان أمضى معها وقتاً أكثر لكن الظروف حكمته لأنه طالب
ويجب العودة لأن حالته المادية لا تتحمل عبئ شراء تذكرة أخرى فقرر العودة وقلبه يعتصر لفراقها وشعر كأنها جدته وتحمل هي بدورها رائحة والده الذي لم يعرفه فكان يرى صورة والده فيها وهي تحدثه عنه وعن خصاله الحميدة وكيف فتح لها داره وكم كان كريماً معها ومع الكثيرين وفي الحقيقة الله يرحمه كان مضرب المثل في قريته والقرى المجاورة
لقد ودعها وقلبه يعتصر حزناً ألماً بعد أن قالت له إذا عدت لقريتك ووطنك أبلغهم حبي وأشواقي وكم أتمنى أن أدفن فيها بعد مماتي لكن هيهات المسافات كبيرة وشاسعة والحلم
يبقى حلم والأمال تبقى آمال .ودعها كلاهما كان يبكي كفراق الأحبة .
هذه هي الغرابة في اللقاء وربما البعض لا يصدقها لكنها حقيقة وواقع
أحببت أن أنقلها لكم من ذكريات الماضي لي مع صديقي .بركة الرب معكم
بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان

- إسحق القس افرام
- مدير الموقع
- مشاركات: 54250
- اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
- مكان: السويد
Re: أمور لا تصدق لكنها حقيقية
اشكرك جزيل الشكر اخي الحبيب ابن السريان على القصة الواقعية والحقيقية
اخي الحبيب
كنت في احدى الأماكن المقدسة والتقيت بثلاثة اشخاص أمرأة ورجلين(من اليابان) فطلبت مني ان اترجم لها ما يقوله الراهب فقلت في نفسي وبأي لغة سوف اشرح لهم مايقوله فلم يكن سوى اللغة الأنكليزية وهي اللغة المشتركة بيني وبينها لأنهم يابانيون.
فبدأت بالشرح والترجمه المبسطة فرفعا يدهم وقالوا باللغة السريانية!! فقلت بالسريانية! قالت بالطورانية لأننا لانتكلم غير السريانية الطورانية أي العامية وكأنهم من طورعبدين. قضيت يوماً كاملاً معهم وكانت صدفة جميلة.
وفقك الله
اخي الحبيب
كنت في احدى الأماكن المقدسة والتقيت بثلاثة اشخاص أمرأة ورجلين(من اليابان) فطلبت مني ان اترجم لها ما يقوله الراهب فقلت في نفسي وبأي لغة سوف اشرح لهم مايقوله فلم يكن سوى اللغة الأنكليزية وهي اللغة المشتركة بيني وبينها لأنهم يابانيون.
فبدأت بالشرح والترجمه المبسطة فرفعا يدهم وقالوا باللغة السريانية!! فقلت بالسريانية! قالت بالطورانية لأننا لانتكلم غير السريانية الطورانية أي العامية وكأنهم من طورعبدين. قضيت يوماً كاملاً معهم وكانت صدفة جميلة.
وفقك الله




- فريد توما مراد
- عضو
- مشاركات: 764
- اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am
Re: أمور لا تصدق لكنها حقيقية
أخي العزيز إبن السريان ، بدايةً لكَ كل حبي وتقديري.
لقد قرأت المقابلة التي أُجريت معكَ في موقع ( كولان سوريويي )
لكي أتعرف عليكَ أكثر ، فأعجبتني شخصيّتكَ ، حيثُ رأيتكَ من
خلالها ذاكَ الشخص المتواضع الصريح الطموح الصبور الغير
ساكتْ على الخطأ ، والغير طالب الشهرة ، كل هذه الصفات
وربما أكثر بكثير وجدّتها في شخصكم الكريم من خلال تلكَ المقابلة .
شكراً لله الذي جمعني بكم عبرَ هذه المواقع الحبيبة .!
مقالتكَ هذه معبّرة ومؤثرة في آنٍ واحد ، مسكينةٌ هي تلكَ الأم العجوز
كم قاستْ من الويلات والظلم وهي في مطلع شبابها ، وكم أطلقت
من حسرات وهي بعيدة عن وطنها وأهلها وأحبابها ، وكم أزرفت من
دموع وهي لاترى أحّداً يكلَمها بلغتها ، لغة الأم ، اللغة السريانية
قصة ربما نشاهدها بالأفلام والمسلسلات ونتعجّب لها ، لكن هذه المرّة
حقيقيّة وواقعيّة ، والأغرب ما فيها هو الصدفة التي جمعت بينها وبين
ذاكَ الطالب، هكذا أصبحنا مشرّدون في أصقاع المعمورة
وأنا واثق بأنه يوجد آلاف الضائعين والمفقودين أمثال تلك الأم
( السريانيّة – الروسيّة ) .
شكراً لكَ أخي إبن السريان على هذه الرائعة ودمتَ بعون الله .
أخاكَ بالرب
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
لقد قرأت المقابلة التي أُجريت معكَ في موقع ( كولان سوريويي )
لكي أتعرف عليكَ أكثر ، فأعجبتني شخصيّتكَ ، حيثُ رأيتكَ من
خلالها ذاكَ الشخص المتواضع الصريح الطموح الصبور الغير
ساكتْ على الخطأ ، والغير طالب الشهرة ، كل هذه الصفات
وربما أكثر بكثير وجدّتها في شخصكم الكريم من خلال تلكَ المقابلة .
شكراً لله الذي جمعني بكم عبرَ هذه المواقع الحبيبة .!
مقالتكَ هذه معبّرة ومؤثرة في آنٍ واحد ، مسكينةٌ هي تلكَ الأم العجوز
كم قاستْ من الويلات والظلم وهي في مطلع شبابها ، وكم أطلقت
من حسرات وهي بعيدة عن وطنها وأهلها وأحبابها ، وكم أزرفت من
دموع وهي لاترى أحّداً يكلَمها بلغتها ، لغة الأم ، اللغة السريانية
قصة ربما نشاهدها بالأفلام والمسلسلات ونتعجّب لها ، لكن هذه المرّة
حقيقيّة وواقعيّة ، والأغرب ما فيها هو الصدفة التي جمعت بينها وبين
ذاكَ الطالب، هكذا أصبحنا مشرّدون في أصقاع المعمورة
وأنا واثق بأنه يوجد آلاف الضائعين والمفقودين أمثال تلك الأم
( السريانيّة – الروسيّة ) .
شكراً لكَ أخي إبن السريان على هذه الرائعة ودمتَ بعون الله .
أخاكَ بالرب
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
Re: أمور لا تصدق لكنها حقيقية
سلام الرب معكم
أخوتي أشكركم لأنارة صفحتي بنور حروفكم
أخي أسحق كما قبل جبل مع جبل ما يلتقي لكن
أنسان مع أخيه الأنسان يلتقي
وربى صدفة خير من ألف ميعاد
شكراً لمرورك وأضافتك الرائعة بحادثة جميلة
أخي فريد الكبير
كم يشرفني أخوتك وهذا شرف لي
وردك وسام أضعه على صدري
وأشكرك على ردك الرائع
وكلامك الكبير جداً الذي لا أستحقه
فنحن بشر وفينا الكثير من العيوب ونطلب
من الرب له المجد أن يبدلها بافضل لنكون على صورته
وأشكرك لتواجدك في صفحتي أكسبتها جمالاً وغنى
بركة الرب معكم
أخوتي أشكركم لأنارة صفحتي بنور حروفكم
أخي أسحق كما قبل جبل مع جبل ما يلتقي لكن
أنسان مع أخيه الأنسان يلتقي
وربى صدفة خير من ألف ميعاد
شكراً لمرورك وأضافتك الرائعة بحادثة جميلة
أخي فريد الكبير
كم يشرفني أخوتك وهذا شرف لي
وردك وسام أضعه على صدري
وأشكرك على ردك الرائع
وكلامك الكبير جداً الذي لا أستحقه
فنحن بشر وفينا الكثير من العيوب ونطلب
من الرب له المجد أن يبدلها بافضل لنكون على صورته
وأشكرك لتواجدك في صفحتي أكسبتها جمالاً وغنى
بركة الرب معكم
بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان

Re: أمور لا تصدق لكنها حقيقية
عزيزي الغالي ابن السريان
حادثة غريبة ومحزنة بنفس الوقت هذا ما ناله شعبنا وأمتنا من حكم السلطنة العثمانية وحضارتها ... لم تقوى الاّ على شعبنا المسكين والذي كان من أصدق الأمم في اخلاصها للباب ــ الواطي ــ بزمانو شتت العائلات وفرّقت بين الأخ والأخ والبنت وأمّها ..
اعتقد لا توجد عائلة واحدة ما لم تكتوي بجرائم تلك الحقبة من تهجير وتقتيل وابادة وحرق وكل صنوف الظلم والأحتقار
وأخشى ما أخشاه عزيزي من الذي يجري في الوطن ان تنعكس نهاياته على مثل هذه الحادثة بعد زمن بعيد
أشكرك على هذا السرد وو
وليس لنا ان نقول غير
يارب احفظ بلدنا وشعبنا بأمان وسلام
- ابن السريان
- مراقب عام
- مشاركات: 1881
- اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 7:22 pm
Re: أمور لا تصدق لكنها حقيقية
سلام الرب معك
أشكرك أخي الكبير أبو لبيب
مروركم أسعدني وأثلج قلبي
أشعر بما تشعر أنت وأخاف مثلك
السيفو كان يقتل الجسد لكن الروح تبقى
وتخلد في تراب الوطن بعد أن تسقيه بالدم
أما الهجرة فهي قاتلة الجسد والروح
وما يحدث في الوطن كأن التاريخ يعيد مفسه
بحلة جديدة وبأسلوب متحضر ومتطور
بركة الرب معك
أشكرك أخي الكبير أبو لبيب
مروركم أسعدني وأثلج قلبي
أشعر بما تشعر أنت وأخاف مثلك
السيفو كان يقتل الجسد لكن الروح تبقى
وتخلد في تراب الوطن بعد أن تسقيه بالدم
أما الهجرة فهي قاتلة الجسد والروح
وما يحدث في الوطن كأن التاريخ يعيد مفسه
بحلة جديدة وبأسلوب متحضر ومتطور
بركة الرب معك
بركة الرب معكم
أخوكم: ابن السريان
