شرح السلام الملائكي للأمنا مريم العذراء!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54828
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

شرح السلام الملائكي للأمنا مريم العذراء!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

:mary: السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الرب معك،
مباركة أنتِ في النساء ومباركة ثمرة بطنكِ سيدنا يسوع المسيح،
يا قديسة مريم، يا والدة الله،
صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا، آمين.


السلام عليك يا مريم

هذا السلام لم يكن مجرد تحيّة، بل دعوة للفرح المسيحاني كما جاء في اليونانية ، وهذا الفرح ورد عند الأنبياء كصفنيا، زكريا ويوئيل الذين كانوا يدعون الشعب ليفرح ويهلل في حضور الرب في وسطه. إذاً هذا الفرح ينتج عن حضور الله. لماذا؟ لانه بحضور الرب سيمنع الحرب والخوف والسبي والموت، ويحمي ويدافع، يشفي ويخلص شعبه.
هذا الفرح الذي يدعو الملاك مريم إليه هو فرح إعلان حلول زمن الخلاص. عندما نقول السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمة: نعني هللي، إفرحي، إبتهجي بحلول زمن الخلاص مباشرةً.


يا ممتلئة نعمة
والنعمة هي أساس علاقة الله بالإنسان. وبكلمات أخرى نقول عندما يخرج الله من ذاته ويأتي إلى الإنسان، هذا الخروج من الذات والوصول إلى الإنسان هو النعمة. الكتاب المقدس عندما يتكلم عن الله يقول إن الله غني بالنعمة، وعندما يتكلم عن يسوع يقول إنه يفيض بالنعمة، وعندما يقول إن مريم هي الممتلئة نعمة، إذاً بما إن غنى النعمة بالله وفيض النعمة بيسوع هو الذي ملأ مريم بالنعمة.
من هذا المنطلق نقول إن مريم ممتلئة بغنى نعمة الله وفيض نعمة المسيح.


الرب معك
"الرب معك" هذا التعبير بيبلي، نجده في العهد القديم مع موسى مثلاً (خروج 3: 12)، و (هوشع 1: 5-9)، و (إرميا 1: 8) إلخ ...
سأكون معك في رسالتك، وهذا بالدرجة الأولى. إذاً المهمة المدعو لها الشخص كان الرب يؤكد إنه سيكون معه فيها، يعني انه لن يصيبه أي مكروه، ولن يتغلب عليه عدو، وان هذه الرسالة ستكلل بالنجاح ويحقق الرب بواسطته ما يريد.
ولكن هناك أكثر من العهد القديم، الله كان مع مريم ليس فقط من أجل مهمة بل في هدف الأمومة. فإذاً ليس فقط هدف رسالة إنما الهدف الأساسي هي الأمومة، سيولد منها كلمة الله. وهنا عظمة سرّ مريم.
أيضاً الرب معك، هي جواب من الله لسؤال كان يطرحه الإنسان منذ القديم، هل الله معنا ام لا؟ خاصة عند المصاعب نرى يعقوب عندما كان ذاهباً إلى لابان رفع صلاته "إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَرَعَانِي فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ ..." والشعب الاسرائيلي عند مسة ومريبة صرخوا «هَلِ الرَّبُّ فِي وَسْطِنَا أَمْ لاَ؟» هنا الرب يؤكد انه معها، لا بل من خلالها سيكون الرب مع شعبه الجديد كله.

مباركة انت في النساء
لوقا عندما يتكلّم على البركة يستذكر تاريخ البركة كله في العهد القديم، الله يبارك 5 بركات اولى عند الخلق: يبارك الحيوانات، والانسان، والسبت، وآدم، ونوح، ثم من إبراهيم الذي وعده الله أن تتبارك به جميع عشائر الأرض (تكوين 12: 2-3) إلى بركة الله لاسحاق (التَّكْوِينِ:الفصل25:آية11) وبركة اسحاق لابنه يعقوب (تك 27: 27) وبركة الملاك ليعقوب (تك:32: 28)، موسى يبارك شعبه (خر33 : 1)، واللاويين يباركون الشعب (أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي:الفصل30: آية27) وبلعام النبي يبارك الشعب، وداوود يبارك أبيجال امرأة نابال (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ:الفصل25:آية27) وصولاً إلى البركة النهائية في المسيح، والقول بأن مريم هي مباركة يعني إنها تستجمع في كيانها كل بركات الله بفعل حضور الإبن في حشاها، والإبن هو نفسه أيضاً مبارك.
في الشعانين الجموع ستستخدم العبارة نفسها "مبارك الآتي باسم الرب".


مبارك ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح
مَنْ أنا حتى تجيء إليَّ أم ربي؟ : هل هنا كلمة "ربي" تعني الرب؟
تعني الرب، كما ذكرت اليصابات، والمزمور110 "قال الرب لسيدي" فالرب هو ثمرة أحشاءها، أي انه الحياة كما تعطي المرأة الحياة بولادتها الطفل كذلك مريم تعطينا الحياة الالهية بولادتها الكلمة، إنها تحمل الحياة الإلهية التي لا تتوقف عند شخص أو إنسان بل تنتشر وتتفجر حياة للحياة الابدية. وكلمة يسوع المسيح كما كشف هو عن ذاته وكما دونت الأناجيل انه هو المسيح المنتظر.

يا قديسة مريم يا والدة الله
ان كانت هي من نالت السلام من الله بواسطة الملاك، وهي من نالت أول طوبى في العهد الجديد، وهي الممتلئة من النعمة، فاذن هي قديسة وقداستها ليست قداسة طبيعية، اذ ان القداسة تتحقق بالتشبه بالله والاتحاد به، هذا التشبه اين نجده؟ ان المسيح الكلمة المتجسد هو من يتشبه بها اذ يأخذ جسدها ويتعلم على يديها ويربى في جوها، وهنا الكلام على مستوى انسانيته، حتى انه انسانيا يتشبه بها، طبعا كل ذلك بمرافقة وحضور الروح القدس، انها بالفعل هي صورة ابنها وهو صورة أمه، وهي المتحدة بالله بحلول الكلمة بالروح القدس هذا الاتحاد لم ولن يكون مثله في تاريخ البشر، من هنا ندرك مدى قداستها.


صليّ لأجلنا
عندما نطلب منها الصلاة لأجلنا نعلم ونؤمن بفاعلية شفاعتها، لكن ماذا يقول الكتاب بخصوص الشفاعة وخاصة شفاعتها؟
من أمومتها تصدر شفاعتها، أمومتها لنا وأموتها ليسوع، أمومتها لنا تجعلها تلاحقنا وتهتم بخلاصنا وما نحن بحاجة اليه هذا ما ظهر جليّاً في قانا الجليل، وأمومتها ليسوع تجعلها تطلب منه بثقة وبمونة الام . وهذه الشفاعة هي شفاعة ثابتة لكل مَنْ إفتداهم يسوع.


نحن الخطأة
ان أهم موقف يأخذه الإنسان هو التواضع، فالعشار الذي صلى في الهيكل وتواضع وخجل ان يرفع نظره عن الارضلأنه أدرك كم هو خاطئ وكم هي عظيمة قداسة الله رجع إلى بيته مبرر كما قال الرب نفسه، أكثر من الفريسي الذي يمارس الشريعة. اذن ان التواضع يضعنا مباشرة أمام حقيقتين، الحقيقة الأولى هي صغرنا، خطايانا، حقارتنا، وما إلى ذلك، بمقابل الحقيقة الثانية، حقيقة الله
الآن
في الكتاب المقدس يذكرها كثيراً مثلاً: عندما حضر بطرس لقيصرية قال له القائد نحن الآن على استعداد لنسمع كلام الله، عندما خلص الملاك بطرس بعد قليل قال الآن ادركت ان الله ارسل ملاكه ليخلصني، انها لحظة اكتشاف ووعي، بعد ظهور الرب لتلاميذه صاورا يشهدون له الآن أي كل يوم حتى يومنا، وبولس في خطابه لأهل أثينا، الآن يدعو الله البشر ليتوبوا، انها دعوة آنية للتوبة.
وفي ساعة موتنا
هي كما قال يسوع، انها حاضرة كل آن، كل لحظة، لا أحد يعرف ساعة موته، وساعته بالعموم، أي ساعة تجربته الكبرى حيث يتأسس خلاصه أو يتم سقوطه وهلاكه، انها ساعة مجده وساعة هوانه على حسب الحالة التي يكون فيها، ان الرب يشدد علينا بعدة أمثلة حتى نكون مستعدين لاننا لا نعرف بأي ساعة يأتي السارق، المجرب، الموت، ولانكم لا تعلمون في أي ساعة يأتي العريس، أو صاحب البيت، فاذا وجدكم ساهرين أعد نفسه لخدمتكم.
آميــــــــــــــــــــــــــــــن
تبدأ صلاتنا بالسلام التي تعني الرب، وتنتهي بآمين التي تعني الرب، فالرب هو من يحيط بصلاتنا من كل جهة، ونحن مع مريم نكون في قلب الله، وعلى جناح الروح القدس.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”طلب صلوات وتضرعات“