المسيحيون الأتراك في محنة

أضف رد جديد
yakup
عضو
عضو
مشاركات: 658
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 7:27 am

المسيحيون الأتراك في محنة

مشاركة بواسطة yakup »



المسيحيون الأتراك في محنة

يبذل القس إحسان أوزبك كل ما في وسعه ليحمي رعيته، وأطفاله الصغار من التهديدات اليومية التي تصلهم إلى عتبة البيت. ويقود أوزبك أحد التجمعات الكبيرة للأقلية المسيحية في تركيا، بينما يشهد تحولا مقلقا للعلاقة بين أبناء أبرشيته والأغلبية المسلمة في السنوات الأخيرة.
أدى الاندفاع الديني المحرض على العنف إلى مقتل ثلاثة أعضاء من الكنيسة، وهجمات وقحة على القساوسة، وخلق شعورا عاما بالعزلة، كما تسبب في موجة من الذعر بين المسيحيين الأتراك. وتوافق ذلك مع تصاعد الشعور القومي في المجتمع التركي، الذي يرى فيه المسيحيون إضعافا لسيادة الأمة بتعزيز الولاء كما يرى ذلك العديد من الغربيين.
اليوم، لا يجاري المسيحيون الانفجار السكاني الذي شهدته تركيا خلال القرن الماضي.



فمن بين 71 مليون من سكان تركيا، قدر عدد المسيحيين بأقل من 200 ألف نسمة. وثمة مؤشرات في السنوات الأخيرة، أنه حتى مع انكماش الأقلية المسيحية في تركيا، فإنها أصبحت هدفا للقوميين المتطرفين، وهي المجموعة الموالية للدولة التركية العلمانية.
وكان هذا الأمر قد تطور إلى عنف ديني، ركزت عليه البرامج التلفزيونية، بحيث استخدمها المعادون للمسيحيين، كما هاجمت منشورات القوميين الأقلية الصغيرة باعتبارها أداة للولايات المتحدة الأوروبية. ومن المؤسف، فإن هذه العقلية القومية تنسى أهمية المسيحية في تاريخ تركيا.

تاريخ ثري
تتميز تركيا بكونها بلد لها تاريخ ديني ثري ومعقد. فهي تفخر بكونها جسر بين الشرق والغرب، وتربط بين قارتي أوروبا وآسيا. وعبر الزمن، حظيت المنطقة بتنوع ثقافي مذهل، لا يزال يضم الكثير من تقاليد المجموعات المتنوعة التي تعيش داخل حدود البلاد. وتاريخ المسيحية مجدول بعمق من هذا التنوع. فاسطنبول الحاضرة الكونية الكبيرة، التي تجسر التخوم الجغرافية لقارتين، أصبحت عاصمة الإمبراطورية الرومانية في عام 324 ميلادية خلال حكم قسطنطين الأول، الذي يعد أول إمبراطور مسيحي.
في ذروة قوة الإمبراطورية العثمانية، سيطرت على مجموعة واسعة من أراضي الأغلبية المسيحية، بما في ذلك ما يعرف اليوم باليونان، المجر، وصربيا. وتبنى العثمانيون سياسة تقدمية في تعاملهم مع الأقليات المسيحية، مرحبين باللاجئين المسيحيين واليهود الذي فروا من الفظائع في أوروبا وآسيا، مؤسسين مدارس مسيحية في عدة أجزاء من الإمبراطورية.
عندما أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية عام 1923، ضم بشكل خاص الحرية الدينية السابقة للدستور، مؤكدا على أن حقوق الأقلية المسيحية ستحمى.

عام القديس الرسول
ثمة بعض التغييرات التي حدثت اليوم للتعامل مع الغضب الموجه ضد الأقلية المسيحية. حيث واجهت الحكومة التركية، التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، مزيدا من الضغوط لتحسين الظروف التي تمر بها الأقليات الدينية والعرقية في البلاد. وإحدى شروط انضمام تركيا لعضوية الإتحاد ألأوروبي هو الوصول إلى مستوى مقبول لحقوق الأقليات.
وهو ما حث على إصدار قوانين تعزز حرية التدين، وأدت إلى إدانة شديدة من المسئولين الحكوميين للعنف الموجه ضد المسيحيين. وكان البابا بيندكتس السادس عشر قد أعلن بشكل رمزي، بان عام 2008 سيكون عام القديس بولس، وهو الشهيد المسيحي الذي ولد جنوب الأناضول، من أجل التشجيع على التسامح الديني في تركيا. ومع ذلك، بالنسبة للمسيحيين في تركيا، من أمثال باستور أوزبك، فإن التوترات الدينية هي فقط جزء من الحياة اليومية. ويعترف بأن رعيته لا تستطيع الهروب من المشكلة، وأيضا لا يستطيعون إيجاد الحلول لها. "علي أن أواصل حياتي، والا فإن المحرضين على العنف سينتصروا."

المصدر: إذاعة هولندا العالمية
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ أخبار محلية!“