كيف ننسى … ؟

[القس جوزيف ايليا]

كيف ننسى … ؟

( في الذكرى المئويّة الأولى للإبادة الّتي تعرّض لها الشّعب الأرمنيّ والسّريانيّ والأشوريّ والكلدانيّ الأعزل وراح ضحيّتها أكثر من مليون ونصف المليون على يد الطّغاة الأتراك العثمانيّين وهي الّتي تُعرَف بالسّيفو إشارةً إلى بطش السّيف.… ! )

كيف ننسى .. وسيفُكم في العصور
لم يزلْ … .مزروعاً… . بكلِّ .. الصّدورِ ...؟

ما غفا… يوماً… . صوتُه…… .. وتعالى
صارخاً… . مثْلَ … ..الهائج… المسعورِ

في… . ربوع… الدّنيا... تمشّى كليلٍ
دامسٍ… . ليس… فيه… . نورُ البدورِ

فهنا ... طفلةٌ… . به انشطرتْ نصفين
وانهارتْ… .. كالبنا ………… ..المكسورِ

لا الفتى ... محميٌّ … .ولا الشّيخُ ناجٍ
والحَبالى… .... أُلقينَ… .. في… . تنّورِ

والعذارى… اغتُصبْنَ… مثْلَ الزّواني
حين هبّتْ في الصّدر… ريحُ الفجورِ

وهنا ... الكرْمُ … سورُه… .. قد تهاوى
والدّوالي.... دِيستْ.… وحقلُ الحَوْرِ

آهِ … مِن… .سيفٍ ... غادرٍ… . مُستقِّرٍ
في بطون الورى …… ...وعُمْقِ النّحورِ

كيف ننسى ....كنائسَ الرّبّ… . . فيها
نُجِّستْ… . في جهلٍ … .عيونُ البَخورِ

وحقولاً… .. أمطرتموها .........سموماً
وبلاداً… ....... ملأتموها ...........بجَوْرِ

وأغانٍ ....... طمستموها ..........بحقدٍ
فاختفى ..... بوحُ النّاي… .. والسُّنطورِ

كيف ننسى .... وقد…… . سلبتم دياراً
شُيِّدتْ ... في أوطاننا …… ...كالقصورِ

واغتصبتم… .... أموالَنا ......وسرقتم
من شفاه الجنّات …… ...صوتَ الحبورِ

ومحوتم ......تاريخَنا ……… ..وشذانا
ورميتم… ... أحلامَنا … ......في القبورِ

وهدمتم … ..مدارسَ…… العلْم .... كنّا
في .. .. ظلالٍ لها ...........كشعلةِ نورِ

كيف ننسى… .... وسيفكم لم يزلْ في
وطني… . يمشي… .... مشيةَ المنصورِ ...؟

لم ..... ولن ننسى أو نسامحَ … ..إنْ لمْ
تطلبوا .....صفْحاً ......مِن فم المغدورِ

آلَ "عثمانٍ "… . لن… ... تنالوا ....هناءً
وسيبقى… ... الأقوى ........دمُ المقهورِ….!!

القس جوزيف إيليا
١٧ - ٤ - ٢٠١٥

[إسحق القس افرام]

قصيدة فيها الكثير من المعاني
والتي تعيدني ذاكرتي إلى التاريخ الذي قرأته في مساء يوم 24 نيسان 1915 أُلقى القبض على 300 شخص من الزعامات الدينية والسياسية الأرمنية في إسطنبول، وأعدموا، وتوالت بعد ذلك الاعتقالات الجماعية في جميع أنحاء تركيا على يد القوات العسكرية التركية ورجال الشرطة وفرق متطوعين من الأتراك وبعض العشائر الكردية. وقيد الرجال إلى مشارف بلداتهم وقُتلوا رمياً بالرصاص أو طعناً بالحراب، من قِبل فرق الموت المحلية، المكوّنة أساساً من الأتراك وبعض الأكراد، الذين تسلحوا بالسكاكين والعصي وانضموا للمشاركة بعمليات القتل.
رحم الله جميع الشهداء والقديسين
باركك الرب وحفظك من كل محروه ابونا الغالي جوزيف ايليا. دمتم بهذا العطاء.