ناسكٌ أعمى
بقلم بنت السريان
راهبٌ, ناسكٌ, تجاوزَ السبعينَ ,أُصيب بالعمى ,قانعاً بعُمق بكى, لم يتأففً,لم يتجاسرْ لقولِ كلمةِ عتاب,واصل حياته لله خادماً مع كاهن آخر.
سنين طويلة من الخدمةِ , كُلِّلَتْ بتاج العمى,أهو امتحانٌ ,أم إحدى التجارب ,خاضها الناسك الأعمى في قناعة ورضى,!!!!لله أحكامٌ في خلقه,تفوقُ إدراك البشر.
إمنحني أن أعاين نورك الحقيقي ببصيرتي,لطالما حُرمت من نعمة بصري,هب لي أن ألهج بكلامك ليلاً ونهاراً,واجعلني فماً يُرتِّل لك ترانيمَ المجد في مصيري الأبدي,بهذا كان يشدو الراهب المتعبد,لا يفتر عن حمد ربِّه وشكره لله الآب الأزلي السرمدي.
وذات يوم والناسك الأعمى, واقف في المذبح يصلي, تماما بعد حلول الروح القدس ,وتحول الخبز والخمر إلى الجسدوالدم ,َصمت.
صمتَ في لحظة معينة,وطال صمته,ولم يعدْ يستطيعُ ْأنْ يُكْمِلَ الصلاة,فظنَّ الجميعُ أنه قدنسي لكبر سنّه .
أنقذ الموقف الكاهن الآخر,وأخذ يردد ما يجب قوله ,يذكّر الكاهن الأعمى بالجزء الذي وقف عنده ,ويعينه على متابعة الصلاة. ,
لكنه لم يستطع أن ينطق ببنت شفة , عُقِد لسانهُ وتسمَّر واقفا دون حراك, وعيناه تتطلعُ تشيران لأمر قد جرى, صمتَ الجميع , وقد أصابتهم دهشةَ َورهبةَ في آن واحد..
فالراهبُ واقفُ مبهوتاً ,لأن المنظرَ الذي كُشِفَ أمامَه وهوأعمى كان عظيماً ورهيباً,بأمِّ عينيه رأى جسدَ الربِّ يسوعَ المسيحِ بهيئة ٍظاهرة ,فتقدّمَ وأمْسكَ بلفافةٍ وغطَّى بها الصينية.
يا للعجب العجاب؟! أعمى يرتقي درجات المذبح ويغطي الصينية بلفافة ترى كيف فعل ذلك!!
ظنَّ الكاهن الآخر أنّ الناسك الأعمى جاهل بالطقوس, أو أنّه قد نسي لتقدمه بالعمر, لذلك غطَّى الصينيةَ في غير موعِدِها,
وبعد قليل إنفكَّتْ عُقدةَ لسانِ الراهبِ الأعمى,وأكملَ الصلاة, وحينما إنتهى إستدارَ بجوارِ الستارِ وظلَّ يبكي طَوال القدّاس.
بكى الأعمى لعظمةِ وقدرة ِالإلهِ الحيّ يسوعٌ المسيح ,
بكى لأنه بصير, والله كشف َلهُ سَّر الأسرار ,
بكى على البشرية الآثمة التي تصلب المسيح كل يوم ,
بكى لأننا غير آبهين , بل في الصلب مشتركين,
بكى لأن المؤمنين في بحر عالم زائل غارقين
بكى علينا نحن الغير مستحقين
تناول جسد الرب ودمه الثمين
بكى لما بيننا من منازعات وحقد دفين
نبتسم لبعضنا ونطعن بالظهر بالقول المشين
بكى من أجلنا نحن الخطاة الآثمين
لعلنا نتعظ عندما نقرأعجائب رب العالمين
بكى لعلنا معه نبكي تائبين
كفى كبرياء, كفى ضغينة لنكن متسامحين
وبالمحبة مملوئين
ولوصايا الرب سامعين
إني أعظ نفسي قبلكم أجمعين
فالرب موجود بيننا في الكنيسة , في صلاة القداس الإلهي, وفي كل اجتماعات المؤمنين.
فكم وكم رتَّلنا
جند السماء ترافقنا إلى المذبح ,وتزيّح جسد ودم,ابن الله الذي يذبح, أمامنا ولأجلنا ,فلنأخذه بخشوع واستحقاق ويقين,
يمنحنا محوالذنوب والصفح عن الآثام.
البركة على من يقرأ,ويتأمل , ويتَّعَظ,
من قصة هذا الناسك الأمين
لقد سمعت عن هذه القصة وكتبتها بأسلوبي الخاص
بقلم بنت السريان
راهبٌ, ناسكٌ, تجاوزَ السبعينَ ,أُصيب بالعمى ,قانعاً بعُمق بكى, لم يتأففً,لم يتجاسرْ لقولِ كلمةِ عتاب,واصل حياته لله خادماً مع كاهن آخر.
سنين طويلة من الخدمةِ , كُلِّلَتْ بتاج العمى,أهو امتحانٌ ,أم إحدى التجارب ,خاضها الناسك الأعمى في قناعة ورضى,!!!!لله أحكامٌ في خلقه,تفوقُ إدراك البشر.
إمنحني أن أعاين نورك الحقيقي ببصيرتي,لطالما حُرمت من نعمة بصري,هب لي أن ألهج بكلامك ليلاً ونهاراً,واجعلني فماً يُرتِّل لك ترانيمَ المجد في مصيري الأبدي,بهذا كان يشدو الراهب المتعبد,لا يفتر عن حمد ربِّه وشكره لله الآب الأزلي السرمدي.
وذات يوم والناسك الأعمى, واقف في المذبح يصلي, تماما بعد حلول الروح القدس ,وتحول الخبز والخمر إلى الجسدوالدم ,َصمت.
صمتَ في لحظة معينة,وطال صمته,ولم يعدْ يستطيعُ ْأنْ يُكْمِلَ الصلاة,فظنَّ الجميعُ أنه قدنسي لكبر سنّه .
أنقذ الموقف الكاهن الآخر,وأخذ يردد ما يجب قوله ,يذكّر الكاهن الأعمى بالجزء الذي وقف عنده ,ويعينه على متابعة الصلاة. ,
لكنه لم يستطع أن ينطق ببنت شفة , عُقِد لسانهُ وتسمَّر واقفا دون حراك, وعيناه تتطلعُ تشيران لأمر قد جرى, صمتَ الجميع , وقد أصابتهم دهشةَ َورهبةَ في آن واحد..
فالراهبُ واقفُ مبهوتاً ,لأن المنظرَ الذي كُشِفَ أمامَه وهوأعمى كان عظيماً ورهيباً,بأمِّ عينيه رأى جسدَ الربِّ يسوعَ المسيحِ بهيئة ٍظاهرة ,فتقدّمَ وأمْسكَ بلفافةٍ وغطَّى بها الصينية.
يا للعجب العجاب؟! أعمى يرتقي درجات المذبح ويغطي الصينية بلفافة ترى كيف فعل ذلك!!
ظنَّ الكاهن الآخر أنّ الناسك الأعمى جاهل بالطقوس, أو أنّه قد نسي لتقدمه بالعمر, لذلك غطَّى الصينيةَ في غير موعِدِها,
وبعد قليل إنفكَّتْ عُقدةَ لسانِ الراهبِ الأعمى,وأكملَ الصلاة, وحينما إنتهى إستدارَ بجوارِ الستارِ وظلَّ يبكي طَوال القدّاس.
بكى الأعمى لعظمةِ وقدرة ِالإلهِ الحيّ يسوعٌ المسيح ,
بكى لأنه بصير, والله كشف َلهُ سَّر الأسرار ,
بكى على البشرية الآثمة التي تصلب المسيح كل يوم ,
بكى لأننا غير آبهين , بل في الصلب مشتركين,
بكى لأن المؤمنين في بحر عالم زائل غارقين
بكى علينا نحن الغير مستحقين
تناول جسد الرب ودمه الثمين
بكى لما بيننا من منازعات وحقد دفين
نبتسم لبعضنا ونطعن بالظهر بالقول المشين
بكى من أجلنا نحن الخطاة الآثمين
لعلنا نتعظ عندما نقرأعجائب رب العالمين
بكى لعلنا معه نبكي تائبين
كفى كبرياء, كفى ضغينة لنكن متسامحين
وبالمحبة مملوئين
ولوصايا الرب سامعين
إني أعظ نفسي قبلكم أجمعين
فالرب موجود بيننا في الكنيسة , في صلاة القداس الإلهي, وفي كل اجتماعات المؤمنين.
فكم وكم رتَّلنا
جند السماء ترافقنا إلى المذبح ,وتزيّح جسد ودم,ابن الله الذي يذبح, أمامنا ولأجلنا ,فلنأخذه بخشوع واستحقاق ويقين,
يمنحنا محوالذنوب والصفح عن الآثام.
البركة على من يقرأ,ويتأمل , ويتَّعَظ,
من قصة هذا الناسك الأمين
لقد سمعت عن هذه القصة وكتبتها بأسلوبي الخاص