البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بدعوة إلى التضامن

أضف رد جديد
اندراوس ملكي
عضو
عضو
مشاركات: 23
اشترك في: الأحد مايو 16, 2010 4:10 pm

البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بدعوة إلى التضامن

مشاركة بواسطة اندراوس ملكي »

البطريرك يونان : أعنف عمل إجرامي تجاه المسيحيين في تاريخ العراق الحديث

صورة


نورسات - كندا

أطلق البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك أنطاكيا للسريان الكاثوليك، سلسلة مواقف ونداءات على إثر العملية الإرهابية والجريمة التي استهدفت المصلين في كنيسة سيدة النجاة في الكرادة - بغداد، داعياً المسؤولين العراقيين إلى تأمين الحماية الفعلية للأقليات المسيحية التي باتت مستهدفة فقط لكونها مسيحية، مندداً بالهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة أربعين ومن أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في كنيسة سيدة النجاة، في حي الكرادة في بغداد، بينهم كاهنين شابين بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
وكان البطريرك يونان قد وصل إلى مونتريال في نهاية الأسبوع الماضي بعد مشاركته في سينودس الأساقفة المنعقد في الفاتيكان والذي أتى برجاء كبير لمسيحيي الشرق، ومساء السبت كان قد ترأس الحفل السنوي لمكتب فضائية نورسات في كندا، وترأس الحد قداساً احتفالياً في كنيسة مار أفرام للسريان الكاثوليك في مونتريال، وقد وصل خبر الفاجعة بينما غبطته يحتفل بالقداس الذي قدمه من أجل الكنيسة المتألمة في العراق.

وعن الجريمة المؤسفة قال غبطته:
لقد تفاجأنا بهذه الفاجعة المؤلمة والأحداث الإجرامية حيث كنا نحتفل بالقداس عندما وصلنا الخبر بهذا الفعل الإجرامي الذي ارتكب ضد كاتدرائية سيدة النجاة في الكرادة وهو أمر يؤلمنا ونعزي أنفسنا بالضحايا الذين سقطوا سيما الشهداء وبينهم كاهنين شابين والنائب العام في العناية المشددة، نطلب لهم وللجرحى الشفاء، فعددهم وصل لأكثر من 70، أما الشهداء من كنيستنا ففوق الأربعين بالإضافة إلى عدد من قوى الأمن.
الألم الذي يعتصر قلبنا هو دافع لنا اليوم للنظر بكل موضوعية لأحوال المسيحيين في العراق، البلد الذي نحب، ونقدر الجهود المبذولة ليعود إلى مسيرة البناء والسلام، لكن ما يحز في قلبنا هو أننا كنا نأمل أن تقوم الحكومة المركزية بجهود أكثر لحماية الأقلية المسيحية كباقي الأقليات والمواطنين، طبعاً هناك أعمال إجرامية إرهابية ضد القوى الوطنية الأخرى من قوى أمن وجيش ومؤسسات حكومية أيضاً تجاه مجموعات طائفية أخرى، إنما ما يميز الأعمال الإجرامية ضد المسيحيين هو أنهم لا يمتلكون ميليشيات أو أسلحة أو طموحات سياسية يسعون إليها، إذاً تستهدفهم هذه الجماعات فقط لأنهم مسيحيين.
بصفتي راعي الكنيسة السريانية الكاثوليكية في العالم، وقد زرت العراق مرتين في السنة الأخيرة واجتمعت مع المسؤولين بما فيهم رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني ورئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي أطلب منهم يساعدونا لبقاء أولادنا في العراق وخاصة في بغداد العاصمة ،إنما فعلياً وليس في الأقوال.
لدينا ما يقارب 50 مؤسسة دينية مسيحية بما فيها كنائس مدارس أو مستشفيات، الحكومة يمكنها تأمين حماية مشددة، على الأقل 20 حارس على مدى 24 ساعة، كما يحرسون كباقي المؤسسات، ولديهم قوى تصد هجمات إرهابية، عندما يأتي 10 مجرمين يقتحمون الكنيسة بهذا الشكل وقت الصلاة هذا أمر لا يجب أن يحدث أبداً فهو ليس تفجيراً أو سيارة مفخخة بل هجوم على جماعة مصلية في الكنيسة، لو وجدت حراسة كافية لما تجاسروا وأقدموا على هذا العمل الإجرامي. طبعاً نتوجه لأولادنا في العراق ورعيتنا في بغداد المنكوبة، نحن معهم في قلوبنا وضمائرنا ندعو لهم بالمعونة من السماء ليثبتوا، نشاركهم بالألم والحزن، ونعزي نفسنا بهذا الخسائر البشرية التي وقعت، ونطلب من الرب الشفاء للجرحى من أية فئة كانوا.
وتابع غبطته الحديث عن استشهاد الكاهنين الأب ثائر سعد الله عبدال والأب وسيم صبيح كرومي، بالإضافة إلى المؤمنين، مطالباً بخطوات فعلية جريئة من جامعة الدول العربية:

"طبعاً الكهنة الذين ذكروا أعرفهم جيداً وشاركوا معنا في مؤتمر الكهنة في لبنان في الربيع الماضي وكلهم حيوية ونشاط، هذه خسارة كبيرة لكنيستنا لأبرشية بغداد وللكنيسة بشكل عام.

السينودس كان دعوة للرجاء، فالمسيحيين في البلاد الشرق أوسيطة مدعوين لعيش الإيمان والدعوة المسيحية مع إخوتنا في الديانة الإسلامية، وبطريقة حضارية مطلوبة في هذا الزمان، حيث لا بد من حوار بين الحضارات والديانات.

ما يحز في قلبنا أن جامعة الدول العربية تعرف جيداً ما يحصل للمسيحيين في بعض بلدان الشرق الأوسط كالعراق، ولا بد لها من إجراء جريء وأن تطلب بشكل رسمي من الدول الأعضاء وشعوبها احترام الأقليات المسيحية، ويكفي الكلام بطريقة عنجهية كأننا وحدنا المدافعين عن اسم الله والآخرين درجة ثانية.

لا بد من وقفة جريئة لجامعة الدول العربية لاتخاذ هذه الإجراءات مع الحكومات، أن تأخذ إجراءات أمنية في العراق وتستعمل الطرق القانونية لكل دولة تبحث عن العقول المدبرة والمخططة لهذه الأعمال الإجرامية وعن الجيوب التي تمولها، لا بد أن تعرف الدولة أن الجميع يعملون لخير الوطن، ولا بد من أمن فعلي، ليس فقط القبض على بعض الفاعلين، عليهم البحث عن المصادر والينابيع التي منها خرجت هذه العصابات المجرمة وكيف غُسلت أدمغتهم لهذه الدرجة، فسمعنا أن بين المجرمين طفلاً عمره 12 سنة.
الجميع من مرجعيات دينية وحكومات عليهم أخذ الأمر بجدية وليس فقط الاهتمام بالمناصب، يجب أن يشعروا بمسؤوليتهم ويصلوا إلى تدابير لخير البلد، كما أن الحكومة ستكون لأربع سنوات والفرص ستبقى للآخرين، عليهم العمل لخير البلد بدل مصالحهم الشخصية ومصالح جماعاتهم وأحزابهم.

وتوجه البطريرك بكلمة لأصحاب النفوس الضعيفة التي تغسل أدمغتهم للقيام بهذه التفجيرات مذكراً بتاريخ الوجود المسيحي في العراق أهمية الحفاظ عليه:
لا نشعر بأننا مذنبين بأي شكل في العراق، نحن مواطنين عشنا في أرض الرافدين منذ قرون، ولسنا مستوردين، لا يجب أن يفكروا أننا طابور خامس أو عملاء لدول أجنبية، نحن مواطنين نريد أن نعمل لخير البلد ولصالحه، والذين غسلت دمائهم ويعتقدون أنهم يرفعون اسم الرب ويمجدونه بأعمالهم الإجرامية والانتحارية، عليهم أن يعرفوا أن الله هو الخير والمحبة والسلام والرحمة، وأنها أعمال شريرة، كل مرجعياتهم الدينية عليهم أن يعلنوا بكل الوسائل أن ما يحصل هي أعمال شريرة.

وقد طلب من كل الرعايا والجماعات في بلاد الانتشار الصلاة لراحة أنفس الموتى وشفاء الجرحى، مشدداً على أهمية دعم المسيحيين بأي وسيلة ممكنة أمام المجتمعات التي يعيشون فيها والمجتمع الدولي. وتابع متوجهاً بكلمة تشجيع ورجاء إلى أبناء الكنيسة في العراق:

طبعاً الضحايا التي استشهدوا من إكليروس ومؤمنين، ففضلهم واستحقاقهم أمام الرب واحد، نعزيهم وهم من جميع أبناء الرعية، نشجعهم ونفتخر بهم لأن هذه الشهادة لن تكون دون نتيجة وثمرة، ربما لا نعرف نتائجها الإيجابية والحكمة الإلهية من هذه الشهادة، إنما لا بد لنا من أن نكون راسخين في الرجاء، نعرف أن الرب بحكمته تعالى يستعمل أيضاً الأعمال الشريرة لتثمر ثمرة صالحة، البطولة تكمن في أن أهلنا لم يخافوا، لأن عندهم إيمان ورجاء، وهذا الأمر نكرره لهم مثلما قال الرب، علينا أن نكون ودعاء وحكماء، نطالب بحقوقنا المدنية، حقوق المواطنة للجميع، وبما أن المسيحيين مستهدفين بشكل خاص لأنهم الحلقة الأضعف، نطالب المسؤولين أن يولوا الاهتمام الكافي للأقلية ويحموها ويدافعوا عنها، فاليوم يطالبون بعودة المغتربين إنما كيف عساهم يعودون عندما يرون هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف الباقين. عليهم أن يثبتوا على أنهم يهتمون بكل الأبرياء سيما اخوتنا في الإيمان، وتأمين الحماية الكافية لهم.

أما عن المستقبل المنظور للمسيحيين في العراق فأجاب غبطته:

طبعاً إذا استمرت الاعتداءات الإجرامية دون ردع واكتراث لإيقاف الينابيع التي منها تتغذى هذه العصابات، المستقبل سيكون رديئاً وهذا أمر لا ترضى به الحكومة العراقية المسوؤلين من كل الأحزاب، لأنهم مقتنعين أن المسيحيين من مواطنين من صلب صميم البلد ولهم مساهمة في بناء البلد، إنما للأسف لا من إستراتيجية متكاملة ليقرنوا الأفعال بالأقوال، نحتاج لفعل على الأرض، لا يكفي أن نقتل ونوقف مسلخ ومجرم، علينا البحث عن المصادر وقطعها.

وختم البطريرك بدعوة إلى التضامن في الكنائس في الاغتراب وفي الشرق:

بكل صراحة ووضوح، العمل الإجرامي كان صدمة كبيرة جداً، أعنف عمل إجرامي تجاه المسيحيين في تاريخ العراق الحديث، بل في تاريخ المسيحية في الشرق الأوسط، ففوق الـ40 شهيد وشهيدة سقطوا.

نحن مع كل ذوي الإرادة الصالحة من كل الديانات، وندعو ليس فقط للشجب بل لقرن الأعمال بالأقوال، حتى تكون حياة الأبرياء محمية في بلدهم، نصلي ونطلب من الرب أن يقوينا ويلهمنا كيف نتصرف في هذه الظروف المأساوية.

نحن دوماً باتصال مع الكرسي الرسولي، والبابا ندد بشكل واضح وقوي وذكر أن لا من تبرير لهذه الجريمة وطلب من السلطات المسولة تأمين حماية. سنبقى على اتصال دائم بين كنيسة الشرق والاغتراب، ونذكر أبناءنا بواجبهم التضامني مع إخوتهم في هذه المحنة المؤلمة.

في نهاية اللقاء توجه بصلاة من أجل العراق المتألم.

يذكر أن قداساً على نية الضحايا يقام السبت الموافق 6 تشرين الثاني، في كنيسة القديس أفرام السرياني في مونتريال، بينما تتوالى الحملات التضامنية لاسيما تلك التي أطلقتها محطة تيلي لوميار ونورسات والمركز الكاثوليكي في لبنان والعديد من الأصوات التي ارتفعت لتندد بما حصل.

GMT م 01:43 02 تشرين الثاني 2010
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ أخبار محلية!“