لبلادٍ هجرَتني ... !
عندما يملؤكَ الحنينُ للعودة
ويحاصرُكَ كالظلِّ شرُّ الآخرين
مُدَّ الخطوةَ
وارمِ بليلِهم الدّاجي بياضَ نورِكَ
ولا تنسَ لتخبرَ العابرين بكَ
أنَّ جميعَ المعابد بلا أبوابٍ
وجميعَ البحارِ بلا شطآنٍ ...
فقلتُ:
ليْ حنينٌ لبلادٍ هجرتْني
ورمَتْ في حقلِ صوتي وجعَ الموتى ونامت
بعد أن داست على عشبِ انتصاراتي
وقالت:
- كن بعيداً
وتدثّرْ بثيابِ الغرباءْ .
وتناست
ْ كيف كانت تحتمي بي
حينَ كان البحرُ يدنو غاضباً منها
ليلقي سمَّهُ في جوفِها .
إنّي أعودُ اليومَ طفلاً
حاملاً وجهاً على صفحتِهِ استلقى الشّتاءْ .
يا بلادي ..
عانقيني
لا تسدّي البابَ
ضمّيني
لكي أصبحَ لوناً مشرِقاً
في لوحةٍ مِنْ كبرياءْ
ولكي أنتِ تصيري
غابةً مِنْ شعراءْ .. !
القس جوزيف إيليا
١٨ - ٣ - ٢٠١٦