في أعمال الرسل الأصحاح العاشر قصة قائد مئة روماني اسمه كرنيليوس كان ينتمي لشعب أممي لا يعرف سوى عبادة الأصنام ولكنه رغم مكانته الرفيعة ومركزه القيادي كان إنسانا"تقيا"يصوم ويصلي ويقدم الحسنات ويعبد إله واحد رغم أنه كان هذا الإله مجهول لديه... لذا فالله افتقد هذا القائد لعدة أسباب... أولا"كان يحمل مخافة الله ومحبته للإله الواحد المجهول (وهو تقي وخائف الله مع جميع بيته) 10:2كان صائما"أربعة أيام ويصلي كل حين
ثانيا"..اهتم ببيته وأهله الذي جعلهم يخشون هذا الإله ويصلون له ويقدمون العبادة له
ثالثا"كان يهتم بجنوده الرومان كما كان يهتم باليهود الفقراء (يصنع حسنات كثيرة للشعب)10:2
لذا افتقده الرب هو وأهل بيته نجد أنه يرسل له ملاكا"وفي وضح النهار.. لهذا الأممي
ولم يظهر له في حلم بل في رؤيا نهارية... يقول له الملاك(صلواتك وصدقاتك صعدت تذكارا"أمام الله)10:4
أنظروا رحمة إلهنا مع هذا التقي المتشوق لله ولمعرفته ويطلبه ليل نهار بصلاة حارة.. كيف حن عليه الرب وافتقده... أراد له أن يتمتع بالدم الثمين الذي بدونه رغم كل تقواه لن يحصل على مغفرة ولا خلاص... فلم يشأ الرب موته بدون أن يتعرف عليه وينال الخلاص
وطلب منه الملاك أن يرسل رجالا"إلى يافا لرجل اسمه سمعان بطرس.... انظروا رحمة الرب الواسعة يريد الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.... لم يقل له اذهب أنت إليه بل هو ليأتي.. ليخلص ليس كرنيليوس بمفرده بل أهل بيته وجنوده.... وبالجهة الأخرى نجد الرب يهيئ بطرس اليهودي لقبول فكرة تعميد الأممي مع أهل بيته مباشرة دون الدخول لليهودية...
(صعد بطرس للسطح ليصلي فجاع كثيرا"واشتهى أن يأكل....وقعت عليه غيبة) 10:10
فرأى السماء مفتوحة وإناء نازلا"من السماء وفيه كل حيوانات الأرض الدنسة والطاهرة وصوت صار إليه

الحيوانات الطاهرة والنجسة رمز لليهود والأمم لا فرق المهم الدخول للمسيح وقبوله
هناك كثيرون يشتاقون لمعرفة الإله الحقيقي فيطلبونه ويقولون له :عرفنا عن نفسك.... من أنت وأين الحق....... فيظهر الرب نفسه لهم بوضوح عن طريق حلم أو رؤيا أو يرسل لهم أناس مؤمنين مثلما أرسل بطرس لقائد المئة
وأرسل حنانيا لشاول
إلهنا إله صالح. لا يترك نفسه بدون شاهد
ولكن يؤلمه أولاده المدعوين باسمه... حين يراهم بعيدين عنه لا يطلبون وجهه... منغمسين في العالم.... غير مهتمين بخلاصهم...
ربي ويسوعي الحبيب
أوقد نار محبتك وخوفك في قلوبنا
افتقدنا وافتقد أهل بيتنا
كما افتقدت قائد المئة الأممي هو وأهل بيته
واستخدمنا لنشر كلمتك... واستعملنا لخلاص النفوس التي تتوق لمعرفتك...
لنقود الخراف الأخر إلى حظيرتك....... فيسمعون صوتك فيتركون ضلال العالم.... ويسيروا في طريقك إلى المرعى والخصب الذي أعددته لهم حيث الشبع الحقيقي بك
المجد لك يا كلي الرحمة والصلاح